الخميس, أبريل 25, 2024

انتفاضة ايران

0Shares

انتفاضة الشعب الإيراني المجيدة في 28 ديسمبر2017 قد خلقت تطورا خلال اسبوعين علی الصعيدين السياسي والشعبي حيث لا المجتمع الإيراني ولا النظام الحاکم، ولا علاقات هذا النظام مع المنطقة والعالم، لا يعود يرجع إلی ظروف ما قبل الانتفاضة التي وصفها الباحثون أصحاب الرأي بأنها تتميز بمواصفات «ثورة کاملة». انتفاضة الشعب الإيراني التي کانت انفجار النقمة الشعبية ضد الفقر والبطالة والغلاء، أبرزت علی وجه متسارع طابعها السياسي والثوري ضد نظام ولاية الفقيه وقد دکّن بشعار «الموت لخامنئي والموت لروحاني» کل نظام الإرهاب الحاکم باسم الدين في کل أرجاء إيران.
 هذه الانتفاضة طوت کل صفحات سياسات ونظريات أصحاب المساومة وأثبتت ضرورة إسقاط النظام الاستبدادي الديني کخيار حقيقي. وهي الحقيقة التي أکدتها مريم رجوي قبل 6 أشهر في المؤتمر السنوي العام للمقاومة في أول يوليو. انها قالت:
وفي کلمة واحدة «إسقاط النظام أمر ضروري. إسقاط النظام في متناول اليد وهناک بديل ديموقراطي له».
وخلافا للعام 2009 لم تکن في هذه الانتفاضة أي دور لأي من أجنحة النظام الحاکمة، فانهارت کل المضللات الاعلامية والتقليعات المروجة للثبات الداخلي، والقاعدة الاجتماعية والقوة الاقليمية للنظام وکل المزاعم المتعلقة بتحسين الوضع بعد الاتفاق النووي وانکار استعداد المجتمع الإيراني للثورة والإسقاط، وأعلن المواطنون وفي غاية الوضوح نهاية لعبة الاصلاحية والاصولية لهذا النظام. اعتلاء شعار «الموت لخامنئي والموت لروحاني» في أقل من ستة أشهر بعد الولاية الثانية لروحاني، أظهر أن مسرحية الانتخابات والصراع علی السلطة والنهب بين مرشحي الرئاسة الملتزمين والمؤمنين بمبدأ ولاية الفقيه واختلاق أرقام نجومية في الانتخابات کلها فاقدة المصداقية ولا اعتبار لها.
ان عاصفة الانتفاضة وتعالي هتافات «الموت لخامنئي والموت لروحاني» في أقل من ستة أشهر بعد الولاية الثانية لرئاسة روحاني أثبتت أن مسرحية الانتخابات في نظام ولاية الفقيه والصراع علی السلطة وعملية النهب بين «الجلاد والمخادع» وغيرهما من المرشحين الخاضعين لولاية الفقيه وکل محاولاتهم لاختلاق أرقام مزيفة تفتقر إلی أقل قيمة ومصداقية.
وبذلک، فان المشاريع والمخططات التي تتبطن من جهة انکار حرکة مقاومة الشعب الإيراني لنيل السيادة، ومن جهة أخری تهدف إلی حفظ نظام ولاية الفقيه البغيض، أمام الانتفاضة التي اجتاحت الوطن کله من شماله إلی جنوبه ومن شرقه إلی غربه، محکوم عليها بالفشل الذريع لا يمکن تفاديه.
فهذا التضامن والوحدة الوطنية، التي تبلورت بمشارکة وتلاحم کل الشرائح وکل الطوائف وأتباع الديانات وکل الفئات العمرية، ضد نظام ولاية الفقيه، قد أبطل مفعول کل الأجواء المريحة للملالي التي کانت تدعي أن الانتفاضة والاسقاط ترادف الدمار والتجزئة والحرب الأهلية.
ان انتفاضة إيران شددت مرة أخری علی الحقيقة السياسية الناصعة أن الانتفاضة العارمة في يناير وبطابعها الشعبي والسياسي، ما هي الا تعريف وتأييد لاستراتيجية وسياسات ومواقف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي أعلن هدفه في نظامه الأساسي، اسقاط نظام الملالي ونقل السلطة إلی الشعب الإيراني. ومع أن الانتفاضة المجيدة للشعب في يناير کانت غير متوقعة لکثيرين، الا أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية کانت قد رأتها وشيکة وذلک في بياناته لاسيما في بيان أغسطس 2017 وبيان أغسطس عام 2016 .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة