الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانبداية فصل جديد فيما يخص إيران

بداية فصل جديد فيما يخص إيران

0Shares

 

بقلم:عبدالرحمن مهابادي

 


بعد الخطوة الأولی من انتفاضة الشعب الإيراني للإطاحة بنظام الملالي، هذه الانتفاضة التي أسمعت جميع انحاء العالم صوت شعب إيران ومطالبهم المشروعة، بذلک توجب الآن أن تتم دراسة کل شيء حول مستقبل إيران. والسؤال الآن هو متی وعلی يد من سيتم الإطاحة بهذا النظام؟
واستنادا إلی الانتفاضة التي بدأت في الأيام الأخيرة من العام الماضي وهذا العام نشهد استمراريتها، فإن الإجابة علی هاتين المسألتين الأساسيتين، علی عکس ما حدث في الماضي، بسيطة جدا وقصيرة وواضحة.
هناک الآن إجماع عام علی أن الإجابة علی السؤال الأول ليست في دائرة “السنة”، بل في دائرة “الأشهر القليلة”، التي شهدت تضيق حلقات هذه الدائرة بناءا علی عدة عوامل، لا سيما علی الساحة داخل إيران.
والآن يشهد المجتمع الدولي علی المطالب الأساسية للشعب، أي تغيير النظام. وعلی الرغم من أن الشعب الإيراني يعاني من الاوضاع الاقتصادية الشاذه، فإن حل المسألة الإيرانية، هو ليس حلا اقتصاديا (حتی أن هذا الحل ايضا هو خارج قدرات واستطاعة نظام الملالي)، ولکن الحل سيکون فقط عن طريق امکانية التوصل إلی حل سياسي سهل وممکن. لأن الشعب الإيراني أظهر في انتفاضته الأخيرة أن قضايا المجتمع الإيراني لن تحل إلا مع انشاء النظام الشعبي فقط. هذا المطلب هو مطلب واسع الانتشار في جميع أنحاء إيران ويؤيده الشعب الإيراني. وثيقة ومستند هذه الحقيقة هي الشعارات التي أعيد احياءها في الانتفاضة الأخيرة “الموت لخامنئي، الموت لروحاني، الموت للدکتاتور”. وقد تم إهمال هذا المطلب بسبب سياسة الاسترضاء الغربية المتبعة مع النظام وکما تم صم الاذان والتغاضي عن هذا المطلب ايضا بشکل متعمد.
ولعله من الممکن صياغة المسألة في المشهد خارج إيران بهذا الشکل، اذا رجعنا قليلا إلی ما قبل الانتفاضة، کان موضوع الاتفاق النووي في صميم السياسة العالمية بشأن إيران، ولکن الآن هناک قضايا أخری ذات أولوية علی الطاولة ومشروع الاتفاق النووي هو مجرد واحد منها. في السنوات الأخيرة، أعلنت المقاومة الإيرانية مرارا وتکرارا علی لسان رئيستها المنتخبة أن قضية انتهاکات حقوق الإنسان ومسألة تدخلات نظام الملالي في شؤون الدول هي أکثر خطورة بمئة مرة من المشاريع النووية للنظام الإرهابي الحاکم في إيران.
ولکن الغرب لم يعط اذانا صاغية لکلمات، المقاومة، مما تسبب في هدر واسالة دم مئات الآلاف من الأبرياء في إيران والمنطقة، وخاصة في سوريا والعراق، من قبل نظام الملالي. ولو لم ينظر إلی القضية نظرة القيم والمصالح المفيدة والمربحة قصيرة المدی، ولربما کان من الأفضل أن تکتفي المقاومة الإيرانية بمخاطبة المجتمع الدولي فقط في خصوص هذا الاتفاق ولا تدعو إلی التحذير من المشاريع الخطيرة الأخری. لأن هذا هو واقع الحال حيث کان الاتفاق محل تاييد ودعم للدول القوية، فيما کانت المقاومة الإيرانية هي اول المحذرين والکاشفين للمشروع النووي لنظام الملالي. وعلی الرغم من أن الغرب لم يتخذ بعد خطوة هامة وتاريخية في صالح المقاومة الإيرانية، إلا أنه سعی إلی اتباع سياسة الاسترضاء مع نظام الملالي، من أجل تأخير وصول النظام الإيراني إلی القنبلة الذرية. المقاومة الإيرانية هي القوة الفعلية الوحيدة في ساحة المواجهة مع نظام الملالي و بعد مرور اربعة عقود من الأحداث الدموية هي الطرح الوحيد و البديل الديمقراطي لنظام الملالي و هي الأکثر تعمقا و مسؤولية تجاه وجود نظام الملالي و خطره علی المنطقة و العالم و لأجل ذلک دفعت التکلفة الباهظة.
والآن عندما ننظر في الرسالة الأخيرة للرئيس ترامب في اليوم الثاني عشر من العام الجديد و بالنظر إلی الجانب الذي يدعم انتفاضة الشعب الإيراني ابتداء من الکونغرس الأمريکي ثم الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة.
وقبل کل شيء النظر إلی المقاومة الإيرانية من موقع المنتصر وأثرها الفعال في انتفاضة الشعب الأخيرة في ايران و العلاقة العضوية بينهما حيث أوجدوا نوعا من التحول في العلاقة مع الموضوع الإيراني.
الآن دعم النظام الإيراني للإرهاب، انتهاک حقوق الانسان في إيران ، تجويع الشعب و نهب أموالهم من قبل نظام الملالي ، تدخل النظام الإيراني في شؤون دول المنطقة و خاصة العراق و سوريا و لبنان و اليمن ، القمع الدموي للحريات و لانتفاضة الشعب في إيران ، أنشطة النظام الشريرة و منها السعي لتصنيع السلاح النووي أو الصواريخ بعيدة المدی و تهديد السلم و الأمن في المنطقة و العالم و اغتيال المعارضة في داخل و خارج إيران و عدم التزام النظام بالاتفاقيات و. … و کل ذلک هو معضلة واحدة لا يمکن فصلها أو تجزئتها حيث وضعت بين يدي المجتمع الدولي و کل منها تشير إلی ضرورة تغيير النظام في إيران.
في جملة الشرح للاجابة عن السؤال الأول سنجد جوابا واضحا للسؤال الثاني أيضا و اذا کان في السابق وضع اختيارات للتخلص من شرور النظام الإيراني فهذا سببه سياسة المجاملة و المحاباة. أما الآن بعد الانتفاضة و فيما يثبت صحة و حقيقة استراتيجية و دعوات المقاومة الإيرانية فقد اقتنع العالم أن الطريق الحيدة للوصول إلی الهدف أي تغيير النظام في إيران هو دعم الشعب و المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي. و لن يتأخر هذا کثيرا و هذا يتم بتوجه الحکومات إلی المقاومة الإيرانية و الاعتراف رسميا بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية و اعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب الإيراني و عندما تکون هي الواجهة سنصل إلی اليوم المنتظر و سيبدأ فصل جديد من العلاقات مع إيران.


کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة