أخبار إيران

آثار الإعترافات علی أزمة البطالة!

 

کل يوم تتناقل أنباء عن تعطيل المعامل وبطالة العمال وتعلو أصوات احتجاجية للشباب الباحثين عن العمل والعمال المتأخرة رواتبهم والعمال العاطلين عن العمل أکثر فأکثر حيث أرغمت شدة الأصوات خامنئي علی دخول الساحة ليؤکد أنه ونظامه يخجلان من الشباب العاطلين.
وعلی هذا إذ يبدي مسؤولو النظام کلهم قلقهم من أزمة البطالة فإنهم يحاولون التقليل من أهمية الأزمة باختلاق الإحصاءات لتحجيم الأصوات الإحتجاجية نوعا ما، غير أنه علی أن الصراعات الفئوية تکون في ذروتها فتقوم الزمرة المنافسة وتفضح جزءا من اختلاق الإحصاءات هذا، علی سبيل المثال ما جاء في مجال إحصاء الفرص التي خلقت للإشتغال، حيث أفادت وکالة أنباء تسنيم التابعة لقوة القدس الإرهابية 23 حزيران”أعلن حسن روحاني حديثا عن ايجاد مليون و340 فرصة اشتغال خلال السنوات الـ 3 الماضية بينما يؤکد تقرير رسمي صدر عن مرکز الإحصاء الإيراني أن 615 ألفا و107 أشخاص حُذفوا عن الجمهور الشاغل في البلاد فيما أضيف 323 ألفا و409 أشخاص إلی جمهور العاطلين عن العمل … فمن غير المعلوم أساس هذا الإدعاء بخلق مليون و340 ألف فرصة اشتغال”.
ونموذج آخر يتمثل في إحصاء العاطلين واختلاق الملالي الإحصاءات فيه حيث شدد عبدالرضا مصري عضو برلمان النظام 23 حزيران في هذا المجال علی أن ”ما يعلن في الإحصاءات يختلف عن نسبة البطالة الحقيقية بنسبة مئة بالمئة وتم إعلان رقم 11.8 بالمئة بموجب التعريف العالمي للإشتغال ما يؤکد علی أن من يشتغلون ساعة في الأسبوع هم من الشاغلين بينما إذا ما اشتغل أحد ساعة أو يوما في الأسبوع لا يمکن له أن يغطي تکاليف حياته … فلا بد من القول بأن ما يعلن اليوم عن البطالة بشکل رسمي لا يمثل حتی نصف النسبة الحقيقية وإن الواقع أشد کارثة مما يعلن”.
الطريف أن هذا المسؤول الحکومي يعترف بأن الجزء الأکبر من هذه البطالة ينجم عن التهريب البالغ 25 مليار دولار وذلک ظاهرة تتولاها قوات الحرس: ”إذا لم نشاهد السلع المهربة في البلاد وتم إنتاج تلک النسبة من السلع داخل البلاد فستُخلق فرص الإشتغال لمليوني ونصف مليون شخصا بـ 25 مليار دولار علی الأقل بينما تمنع سوق التهريب من خلق الإشتغال في البلاد”.
الواقع أن أزمة البطالة بدأت تخنق النظام والآن يقوم مسؤولو النظام بالإبداء بهکذا إعترافات خوفا من الإختناق بيد أن هذه الإعترافات هل تعالج أزمة البطالة؟! أو حتی ستؤدي إلی تخلي قوات الحرس عن التهريب؟ الرد واضح! لن يتم خلق فرصة اشتغال ولن تتخلی قوات الحرس عن التهريب! إذ إنهم لن يقدروا علی ملء جيوبهم الفضفاضة وتوفير ميزانية إرهابهم وممارسة القمع المطلوب من قبل الولي الفقيه دون التهريب.
النتيجة أن هذه الإعترافات ستشحن الطاقة الکامنة من غضب وکراهية الجيش المليوني للعاطلين تجاه النظام وتقرّب يوم وساعة تدفق هذا السيل الهادر أقرب وأقرب.

زر الذهاب إلى الأعلى