مقالات

قوی الحرية و النور ضد قوی الاستبداد و الظلام

 
دنيا الوطن 
20/6/2016

بقلم: غيداء العالم
 

 لم يکن اللقاء المهم الذي جمع بين المقاومة الايرانية و قوی الثورة السورية في مقر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في 11 من الشهر الجاري، بمناسبة حفل الافطار الذي أقامته المقاومة الايرانية، لقاءا عاديا و تقليديا وانما کان ذو أهمية خاصة جدا حظيت بإهتمام إقليمي و دولي لکونها عکست و جسدت إرادة و موقف الشعبين الايراني و السوري من الاوضاع الجارية في سوريا بشکل خاص و المنطقة بشکل عام.

الجرائم و الانتهاکات و المجازر التي قام بها تحالف(طهران ـ دمشق ـ الميليشيات الشيعية العميلة لطهران)، والتي أثبتت بربريتها و دمويتها المفرطة و ترکت آثارا و إنعکاسات عميقة جدا لدی شعوب المنطقة و العالم خصوصا بعد ان بدأت تستهدف المدنيين العزل و تسببت بهجرة 11 مليون إنسان و تهديم و تخريب ملايين الدور السکنية في سوريا، وقد کان المقاومة الايرانية سباقة لإصدار بيانات تحذر فيها من مغبة و تداعيات التدخلات السافرة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سوريا و کيف إنها ستقود الی مصائب و کوارث إنسانية ستترک تأثيراتها علی المنطقة کلها، لکن الصمت و التجاهل الدولي إزاء مايجري وخصوصا في مقابل التدخلات الايرانية ‌جعلت طهران تستغل الفرصة و تتمادی في غيها أکثر.

لقاء باريس بين المقاومة الايرانية و قوی الثورة السورية و الذي تم بناءا علی مبادرة ثورية من جانب السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، عندما أعلنت شهر رمضان للعام 2016، شهرا للتضامن مع الثورة السورية و الشعب السورية، لتقدم مثلا و نموذجا إنسانيا مثاليا تجاه الاوضاع في سوريا و لتکسر جدار الصمت الدولي و تنبه الی الواقع المأساوي في سوريا و الذي هو في الحقيقة حاصل تحصيل الدعم المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المقدم الی نظام الدکتاتور السوري.

المقاومة الايرانية وإن کانت إمکانياتها متواضعة و محدودة و کونها محاصرة بالکثير من العوامل و الظروف الذاتية و الموضوعية، إلا إنها ومع ذلک تتجاوز صنمية الواقع فتحطمه لترنو الی مستقبل أرحب و تثبت بذلک بأن طموحها و مبادئها و أفکارها الانسانية النيرة أکبر و أسمی من أن يتم تحجيمها ضمن أطر معينة، وإن هذه المبادرة الهامة التي قدمتها السيدة رجوي، تؤکد مرة أخری البعد و العمق الانساني للنضال الذي تخوضه المقاومة الايرانية ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و کيف إنها لاتسمح أبدا لهذا النظام بأن يتاجر و يزايد تحت إسم الشعب الايراني الذي يرفض التدخلات الايرانية في سوريا من ألفها الی يائها.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى