مقالات

شبح خان طومان يرعب طهران

 
وکالة سولا برس
25/5/2016
بقلم : صلاح محمد أمين
 
الحديث بعد معرکة خان طومان التي ألحقت هزيمة شنيعة بقوات الحرس الثوري الايراني و الميليشيات الشيعية المقاتلة الی جانبها، ليس کأي حديث آخر کان يجري بشأن الاوضاع في سوريا قبل هذه الهزيمة،
ذلک إن معرکة خان طومان قد وضعت النقاط علی الاحرف و سمت الاشياء بأسماءها و أعطت لکل طرف و جانب في المواجهة الدائرة في سوريا الحجم و الوزن الذي يلائمه و يتناسب معه. التدخل الايراني في سوريا و الذي إصطدم منذ البداية بإرادة و تطلعات الشعب السوري و تعارض معها تماما، وضع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من وجهة نظر الشعب السوري و شعوب المنطقة و العالم، في خانة أعداء هذا الشعب و الرافضين لنيله حريته و إسقاط النظام الدکتاتوري الذي أذاقه الويل منذ أعوام طويلة،
ولم تعد الشعارات و المزاعم البراقة لهذا النظام بإمکانها أن تخدع أحد ولاسيما بعد أن ألقی بکل ثقله دفاعا عن الدکتاتورية و ذبح الشعب السوري من الوريد الی الوريد. التدخل الايراني المشبوه في سوريا و منذ البداية، لم يکن نزهة أو مواجهة محدودة و بعدها يتم حسم الامور لصالح الدکتاتور الاسد و طهران، وانما کان تورط من عيار ثقيل جدا بحيث أثقل کاهل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و جعله يشعر ليس بالوهن وانما بالدوار و الترنح خصوصا وان قوافل نعوش القتلی من القوات الايرانية و الميليششات صارت أمرا مألوفا ليس لطهران وانما للعالم کله، وعلی طريقة وزير الاعلام النازي غوبلز، فإن طهران ظلت تنکر الحقائق و تمارس الخداع و الکذب و التمويه من أجل التغطية علی هزيمتها في سوريا، لکن هذا الکذب المفضوح لم يستمر طويلا بعد المعرکة الفضيحة في خان طومان حيث لم يعد للنظام حتی ورقة التوت کي يتستر بها و يخفي فضيحته التي صارت و کما يقول المصريون”بجلاجل”! خلال الشهرين الماضيين،
شددت المقاومة الايرانية و بصورة غير عادية علی التأکيد بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد تم إلحاق الهزيمة به في المواجهة الدائرة في سوريا وإن هذا النظام يدفع ضريبة و ثمنا باهضا جدا لإستمراره في تلک المواجهات الخاسرة، ومن يراجع بيانات و أدبيات المقاومة الايرانية بهذا الخصوص يجد الکثير من الامور التي تؤکد ذلک، وقد جرت هذه التأکيدات بسياق بحيث تم التوقع خلالها بأن هزائم و خسائر فادحة بإنتظار القوات التابعة لهذا النظام و التي لم تعد لها من معنوية و صارت شبه منهارة بعد أن واجهت صلابة و قوة و بأس الثوار السوريين، ومن هنا فإن الهزيمة المدوية لقوات الحرس الثوري و الميليشيات التي تصطف معه دفاعا عن دکتاتورية المجرم بشار الاسد لم تفاجأ المقاومة الايرانية بل إنها کانت تتوقع و تنتظر ذلک کنتيجة حتمية و طبيعية لحرب فاشلة و خاسرة منذ البداية، لکن الذي يجب أن ننتبه له جيدا و نضع له إعتبارا خاصا هو إن الهزيمة المنکرة في خان طومان صارت بمثابة شبح و کابوس يرعب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و يقض من مضجعه خصوصا وإن التقارير الواردة من داخل إيران تؤکد علی إن هزيمة خان طومان قد ترکت تأثيرات عميقة جدا في الداخل الايراني بحيث لم تعد ماکنة الکذب الاعلامي لطهران بوسعها أن تعالج الموقف و تداري الفضيحة الکبری!
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى