خان طومان و سقوط اسطورة الحرس الثوري

 

کتابات 
24/5/2016

بقلم :  منی سالم الجبوري
 

سعی نظام الجنهورية الاسلامية الايرانية و بمختلف الطرق الی إضفاء هالة غير عادية علی الحرس الثوري و تصويره بأنه قوة فريدة من نوعها من المستحيل إلحاق الهزيمة بها وإنها تمتلک الکثير من الخصائص و المؤهلات التي تفتقر إليها مختلف القوات العسکرية ولاسيما القوات الخاصة و المدربة تدريبا فائقا، ولاشک من إن قطاعا واسعا من الشارعين العربي و الاسلامي قد إنبهرا بهذه الهالة و إعتقدوا بأن معظم القوات العسکرية في المنطقة و العالم تتحاشی الاصطدام و الاحتکاک بالحرس الثوري لإنها ستدخل معرکة فاشلة و محسومة منذ البداية لصالح الحرس الثوري.

قيام القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الايراني بأسر مجموعة من الجنود الامريکيين في مياه الخليج في 12 کانون الثاني2016، قضية إهتم بها قادة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما شخص المرشد الاعلی للنظام خامنئي، وکذلک تم تخصيص مساحة کبيرة لها في الاعلام الايراني، وخلالها سعت طهران لإرسال رسالة للمنطقة و العالم مفادها إن الحرس الثوري قادر علی دحر الامريکيين و إلحاق الهزيمة بهم، لکن الذي جری لحرس الثوري في السادس من أيار 2016، في معرکة خان طومان، أربک نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية برمته و هزه بشکل عنيف، ذلک إن ماقد تداعی عن هذه المعرکة أعطی إنطباعا کاملا بأن ماقد قيل عن الحرس الثوري الايراني لحد 6/5/2016، و مابعد هذا التأريخ، يوجد مابينهما بون و مسافة شاسعة.

أسر مجموعة من الجنود الامريکيين الذين ضلوا طريقهم في مياه الخليج هي غير قتل قرابة 50 من أفراد الحرس الثوري و أسر 6 آخرين منهم في معرکة خان طومان في ريف حلب بحسب ماقد أعلنت مصادر إيرانية ذلک و لأول مرة، وهذا مايعني بأن الذي يجري في سوريا للحرس الثوري الايراني حالة تختلف تماما مع تلک الهالة”المهولة و المبالغ فيها” والتي وضعها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية علی الحرس الثوري.

بطولات و أمجاد الحرس الثوري و التي صار الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس”الارهابية”، و الحاکم الفعلي للعراق و سوريا و لبنان و اليمن، بحسب ماتصفه العديد من الاوساط السياسية، رمزا لها، هذه البطولات و الامجاد لم يعد لها من ذلک البريق و الطنين السابق وانما إختلفت الصورة تماما، حيث ظهر”صناديد”و”خوارق”الحرس الثوري وهم أذلاء و مرعوبون بيد قوات المعارضة السورية، کما إن الجثث الاخری لأقرانهم المتساقطة هنا و هناک علی أثر تلک المعرکة، کانت هي الاخری رسالة عملية من نوع و طابع خاص جدا بعثته قوات المعارضة السورية الی طهران بشکل خاص و الی شعوب المنطقة و العالم
بشکل عام، ومضمونها بأن أية قوات مهما کان شکلها و حجمها و نوعها، سوف تغدو في النتيجة مجرد جرذان مذعورة أمام إرادات الشعوب! »»

زر الذهاب إلى الأعلى