مقالات

حلب مقبرة أحلام طهران

 
 
المستقبل العربي
 20/5/2016
 
بقلم : سعاد عزيز
 
 
علی الرغم من الجوانب المأساوية الفظيعة لما جری و يجري في حلب خلال الاسابيع القليلة الماضية، و ماتمخض و يتمخض عنها من کوارث و مصائب و ويلات، لکنها مع ذلک يمکن تشبيهها برفسات الذبيح بالنسبة لقوات الحرس الثوري و الميليشيات الشيعية المقاتلة الی جانبها بالاضافة الی قوات النظام السوري، ذلک إن المقاومة العنيفة جدا لقوات المعارضة السورية و نجاحها ليس في رد الهجمات وانما أيضا القيام بهجمات مضادة أذاقت طهران و دمشق مرارة الهزيمة.
التدخل الاستثنائي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الاوضاع في سوريا منذ عام 2011، لم يشهد تراجعا و إخفاقات و هزائم شنيعة کما هو الحال في هذه المرحلة التي تبدو وکإنها المحطة الاخيرة من مشوار هذا التدخل السافر المعادي للشعب السوري من ألفه الی يائه، لکن ولأن طهران تدرک و تعي جيدا بأن تسليمها بالامر الواقع يعني فتح أبواب الجحيم عليها في داخل إيران، حيث إن الشعب الايراني ومنذ خمسة أعوام يدفعون ضريبة هذا التدخل السافر من أجل إنقاذ نظام دکتاتوري يذبح شعبه وإنهم لن يغفرون للنظام جر أذيال الهزيمة و العودة بخفي حنين.
الصورة التي رسم ملامحها تقرير الصحفي السوري معاذ الشامي من مدينة حلب و تم عرضه خلال ندوة عقدتها المقاومة الايرانية من خلال شبکة الانترنت يوم الاثنين الماضي 16 مايو2016، تحت عنوان”نظام ولاية الفقيه ربط مصيره بمصير حلب”، أعطت إنطباعا واضحا عما يدور في هذه المدينة الصامدة أمام هجمات أسوء نظامين إستبداديين في العالم کله، حيث جاء في جانب منه:” ثلاثة إسابيع من القتل والتدمير والتهجيرفي مدينة حلب، ثلاثة أسابيع تشهد مدينة حلب غارات جوية للطيران الحربي وبراميل متفجرة وصواريخ عنقودية تتساقط علی رؤوس المدنيين الآمنين في بيوتهم ومحالهم التجارية وأحيائهم السکنية وأسواقهم الشعبية المکتظة بالسکان. إذن مائتي شهيد وثقناهم خلال ثلاثة أسابيع من الحملة الهمجية العسکرية التي يشنها النظام وملالي طهران علی مدينة حلب.”.
سلسلة الهزائم القاسية و الشنيعة التي تلقتها قوات النظامين الايراني و السوري خلال المواجهات الدائرة في سوريا و خصوصا تلک الدائرة من أجل السيطرة علی حلب و التي کان آخرها في خان طومان، تبين بوضوح بأن حلب تحديدا قد صارت مقبرة لأحلام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و إن الرهان الخاسر له علی نظام بشار الاسد قد وصل الی آخر مرحلة له و من إستعداداته لإعلان النصر المزعوم ببقاء ذلک النظام فإنه يجب أن ينتظر اللحظة التي سيدفع فيها فواتير جرائمه و مجازره التي إرتکبها في هذا البلد.
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى