أخبار إيرانمقالات

أزمة السقوط.. حوار مع محمد علي توحيدي رئيس لجنة الاصدارات في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية

 

سؤال: لماذا خصص خامنئي کلمته في مدينة مشهد للاقتصاد؟ وما هو سبب الأزمة الاقتصادية الخانقة؟
جواب: الأزمة الاقتصادية شديدة ولکن کلمة خامنئي کانت سياسية. انه کان يتابع المسائل السياسية التالية تحت غطاء الاقتصاد:
اولا- کان يريد أن يضع الزمرة المنافسة أو حکومة روحاني في زاوية حرجة في شأن اقتصاد البلاد وکان يأخذ علی الساسية الاقتصادية للحکومة في دور المعارضة.
ثانيا – أراد أن يقول انه يتابع المسائل الاقتصادية. بينما المسؤول الأول والأخير لکل الأزمات الاقتصادية هو خامنئي نفسه وبيته والمؤسسات التابعة له!
ثالثا – أراد من خلال طرح هذا الموضوع أن يغطي علی الأزمة الحادة التي يعيشها بعد تجرع کأس السم النووي وأزمة سوريا التي وصلت الی مرحلة حساسة وهناک اجماع علی تنحية الأسد والحالة الحرجة التي يعيشها النظام في هذه المسألة.
سؤال: أليست الأزمة السياسية التي يريد خامنئي التستر عليها بالمسائل الاقتصادية هي تجرع کأس سم اقليمي؟
جواب: هي جزء من الأزمة السياسية والاقليمية. ولکن قصدي هو أزمة السلطة في قمة النظام في قضايا سوريا وتجرع کأس السم النووي وتداعياتها والأزمة الاقتصادية والأهم من الکل الانتخابات التي لم يتطرق اليها في کلمتها هذه کلها تشکل جزءا من هذه الأزمة. ولکن ترکيز الکلمة علی الأزمة السياسية.
سؤال: لماذا لا يريد التصريح علی هذه المسألة وعدم ذکر عنوانها؟
جواب: لأن معناه الاذعان بالأزمة في القيادة. مسألة الانتخابات هي أزمة ولاية خامنئي المنهارة هيبته في مجالات عدة. ولکنه يتجنب الکشف عن هذه الحقيقة وکان مضمون کلمته تصفية الحسابات مع الزمرة المنافسة. خاصة عندما يشير في کلمته الی مفترق الطرق الذي وصل اليه النظام ويفصح عن الأزمة التي تعتري النظام في انتهاج الخط السياسي في مسألة القيادة.
سؤال:  هنا نشير الی جانب من کلمة خامنئي حيث يذکر « السیاسة التی ینشدونها هی الایحاء بان الشعب الایرانی یقف امام مفترق طرق ولا خیار أمامه سوی أن یتماشی مع أمریکا أو أن یتعرض باستمرار للمشاکل الناتجة عن الامتناع عن ذلک. والشعب مخير بين اختيار أحد الطريقين وهذا ما يريدونه. وفي الاتفاق النووي الأخير کان الأمر علی هذا المنوال… وزير خارجئتنا قال في حالات لي اننا لم نستطع أن نحتفظ بالخطوط الحمراء. وحسب سياسات أمريکا هذا هو مفترق طرق ويريدون الايحاء في أذهان الشعب . مفترق طرق لا مناص منه إما يجب التنازل مقابل أمريکا والخضوع لطلباتها في کثير من المسائل أو نتحمل الضغط الأمريکي وتهديداتها ونتحمل الأضرار الناجمة عن أمريکا» السؤال المطروح ما قصده من مفترق الطرق؟ خامنئي يوضح طريقا واحدا فقط.
جواب: کلامک صحيح. انه شرح بالکامل نهجا تحت عنوان «سياسة أمريکا» التي تريد فرضها علی النظام. من الواضح أن قصده هو الخط الذي ينتهجه رفسنجاني. خامنئي أشار الی  النووية وکذلک الی أن البعض يقولون علينا أن نتنازل لأن سبق وأن قال رفسنجاني علينا أن نتجرع کأس السم مثلما تجرعنا کأس سم الحرب (ثماني سنوات). اذن النهج المثار هو سياسة رفسنجاني وروحاني. وهذه هي السياسة التي انتهجها خامنئي نفسه في عهد احمدي نجاد ولکنه لم يطرحه. في ذلک الوقت عندما تفاقمت الأزمات وانتهت الی الانتفاضة، قال خامنئي فجأة: «بيني وبين السيد رفسنجاني الذي لدينا صداقة علی طول 50 سنة، اختلاف في الأراء. السيد رفسنجاني هو يعارض سياسات احمدي نجاد واني أوافق رئيس الجمهورية». اذن هناک خط ينشده رفسنجاني ومقابله خط آخر الذي هو انتهجه بلاهوادة في عهد احمدي نجاد. الآن يقول ان الخط الثاني أي سياسة رفسنجاني ماضية الی الأمام لذلک يجب الوقوف أمامها ونحن الآن في مفترق الطرق هذا. وهذا هو بالضبط تلک الأزمة السياسة التي يريد ويسعی أن يوجزها في المسألة الاقتصادية. بينما هي أزمة سياسية طغت علی النظام بأسرها لاسيما قمته علی غرار کأس السم النووي والسم الاقليمي وقضية الانتخابات ومعضلة الاقتصاد حيث تلخصت کلها في أزمة ولاية خامنئي. وهذه هي الأزمة التي تحدثنا ونتحدث عنها منذ البداية. وهي أزمة عندما تعتري نظاما شموليا قائما علی الاستبداد الديني وعندما تصل الی ولاية الفقيه فتتحول الی «أزمة السقوط». 
سؤال: لماذا تصفون الأزمة السياسية بأزمة السقوط؟
جواب:
أولا – تفاقمت حدة الأزمة الی درجة حيث تستدعي أن يخصص خامنئي کل کلمته لها ويخطط لها، وهي ناجمة عن شدة الضربة التي لحقت بولاية خامنئي خلال الانتخابات والتجاذبات المطروحة في العامين الأخيرين، مثل اقصاء جميع بيادقه في هذا العام وفشل هندسته في انتخابات عام 2013 والضربات المتلاحقة التي يتلقاها رأس النظام والأزمة التي تضعف النظام برمته وهذا يعني أزمة السقوط.
ثانيا- کلا الخطين المطروحين هما في داخل نظام ولاية الفقيه. سواء ذلک الجزء الذي يذعن بأنه قد انهزم ويعيش في مأزق وهناک فرض حوار آخر، أو ذلک الجزء الثاني الذي ليس حلا وبديلا لنظام ولاية الفقيه.
جميع العصابات والزمر التي تشکل أجزاء هذا النظام، بدءا من زمرة خامنئي من أمثال احمدي نجاد وزمرة مؤتلفة و… والی رفسنجاني وروحاني والی الملتفين حولهما من أمثال الملا خاتمي والی موسوی وکروبي و… لا مستقبل وکيان سياسي لهم. وبالتالي لا يخرج حل من داخل هذه المنظومة. لذلک فان هذه الأزمة هي أزمة السقوط.
ثالثا- الهزائم التي تلقاها جهاز ولاية الفقيه والمأزق الذي يعيشه النظام بأسره هو ناجم عن خارج هذه المنظومة. وهذا نابع عن تناقضين: أولا تناقض جهاز ولاية الفقيه مع المجتمع الدولي ومع القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين والثاني تناقضه مع المجتمع الايراني ومقاومة الشعب الايراني المنظمة. وهذا يوجه ضربات ضده من خارج النظام. سواء في الملف النووي وفي سوريا وفي تدخلاته في العراق. اذن الضربات کلها تلحق به من خارج هذا النظام.
رابعا – مقابل هذا المأزق والطريق المسدود والعقم لهذين التيارين هناک بديل قائم منذ 37 عاما في ايران ويمتلک هذا البديل قواته ونضاله وتنظيماته والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية وجيشه للتحرير. وعندما تضعون هذه العوامل الأربعة جنبا الی جنب، تصبح النتيجة ما يعترف بها العدو أي أزمة السقوط ونهاية هذا النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى