أخبار إيرانمقالات

مريم رجوي..إيرانية ضد التطرف

 


عکاظ
9/2/2016
بقلم:عبير الفوزان


«التطرف» يکاد يکون سمة الوجه السياسي في إيران، منذ حکم الشاه وحتی الانقلاب الثوري، بين الطرفين يکمن سجل من القمع عرفته مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ففي حکم الشاه أعدمت شقيقتها الکبری نرجس، وفي عهد الخميني أعدمت شقيقتها الصغری معصومة بعد تعذيبها.
التطرف إبان حکم الشاه، من طغيان وفساد، قابله مع الثورة الخمينية تطرف آخر، وطغيان قاتل، فلقد ذهبت الوعود الخمينية أدراج الرياح بعد سطوة السلطة. وبقی الثوار الحقيقيون يندبون حظهم العاثر، حيث امتلأت بهم سجون إيران بدءا من سجن إيفين الخاص بالسجناء السياسيين، مرورا بسجن جوهر دشت الذي تمت فيه الإعدامات شنقا وبتکتم شديد کي لا يحصی عدد القتلی بعدد طلقات الرصاص! ناهيک عن مخيم ليبرتي ومعسکر أشرف وما حدث فيهما من مجازر وحملات عسکرية تسعی لتصفية المعارضين.
مريم رجوي مهندسة المعادن، التي تقيم في فرنسا، بلغت اليوم من العمر الثانية والستين، وتظهر صورها في الإعلام، وهي تضع غطاء للرأس، وترتدي ملابس محتشمة ممثلة بذلک الوجه الإسلامي المعتدل.. بعيدا عن الشادور الذي ترتديه نساء المتطرفين في إيران.
لقد قدمت رجوي للثورة الحقيقية شقيقتين، وسجلا حافلا من النضال الوطني، فلقد کانت المرأة والمساواة بالنسبة للرئيسة المنتخبة قضايا نضالية تُحسب لها ضد التطرف الذي ذاقت منه الأمرين، في عهدين أباد أحدهما الآخر. رجوي- اليوم- لا تدخر وسعا في فضح النظام الإيراني الحالي فهو عرّاب التطرف کما تقول. ولا خلاص من التطرف إلاّ بالتخلص من قلبه النابض في طهران. أما في کلمة ألقتها في برلين العام الماضي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تری رجوي أن التطرف الديني يمثل أکبر تهديد للسلام في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعمد الملالي الحاکمون في إيران للجوء إليه، مستغلين بذلک مليار مسلم. کما تری أن الصراع ليس بين الشيعة والسنة، بل هو صراع بين الحرية والاستبداد. لقد بدت السيدة الستينية في خطابها واثقة، قوية في خطابها الذي جاء فيه أن داعش هو وجه من وجوه نظام الملالي، واتهمت إيران بأنها عرّاب داعش والأب الشرعي له.. إن الأسلوب بين صنوف التحقيق في السجون الإيرانية لتصفية حزب مجاهدي خلق -الذي تنتنمي له رجوي- وتکفيرهم بفتوی خمينية، يشبه تماما أسئلة المنتمين لداعش حول الصلاة وعدد الرکعات، ومن ثم قتل من يخفق في الإجابة بناء علی فتوی خمينية في التکفير

زر الذهاب إلى الأعلى