العالم العربي

«معضمية الشام» تدخل مرحلة الخطر.. بالتجويع والقصف بالغازات

 

الشرق الاوسط
3/2/2016


المرصد: توقع إدخال مساعدات إلی عدد من المناطق بشکل متزامن

تتعرض مدينة معضمية الشام لقصف جوي مکثف من طيران النظام المروحي، إضافة إلی حصار خانق من قوات النظام والميليشيات المتعاونة معه، تسبب بحالة وفاة بسبب الجوع.

وقال الناشط السوري في مدينة المعضمية داني قباني لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة معضمية الشام «دخلت مرحلة الخطر الآن لجهة نفاد المواد الغذائية، وهي فعلاً تعيش کارثة إنسانية نظرًا لافتقار المدينة إلی أي من مقومات الحياة من غذاء ودواء ومياه وکهرباء وأي من مواد التدفئة». وأشار إلی أن المدينة فقدت خلال الشهر الماضي 9 أشخاص بسبب سوء التغذية وفقدان الأدوية، بينهم 5 أطفال.

ويقول ناشطون إن تعداد المحاصرين في المعضمية بلغ 45 ألف مدني، بينهم 20 ألف طفل، منهم 3500 دون سن الثالثة، وتنتشر أعراض سوء التغذية بشکل کبير بين المسنين والأطفال. ويؤکد هؤلاء أن المدينة محاصرة بنسبة مائة في المائة منذ 25 ديسمبر (کانون الأول) الماضي، بعد إغلاق المعبر الوحيد للمدينة الذي يصلها بالعاصمة دمشق.

في غضون ذلک، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلی أن المعضمية ستکون جزءًا من عملية توزيع المساعدات التي ستتم قريبًا، معلنًا أنه «من المنتظر أن يتم إدخال مساعدات إنسانية وطبية إلی کل من مضايا والزبداني ومعضمية الشام بريف دمشق، وکفريا والفوعة بريف إدلب، وذلک بشکل متزامن».

ووثق ناشطون سوريون في مدينة معضمية الشام في جنوب دمشق تعرض 97 شخصًا لحالات اختناق ناتجة عن قصف جوي بالبراميل المتفجرة، نفذته مروحيات تابعة لقوات النظام، بعد أکثر من عامين علی تسليم نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحته الکيميائية، وصدور قرار مجلس الأمن 2118 المرتبط بنزع السلاح الکيميائي.

وأکد داني قباني أن «المعلومات المتوفرة بحوزتنا أن المعضمية تعرضت لقصف بغاز سامّ، لکننا کالعادة لم نتأکد من نوعيته»، مشيرًا إلی أن 97 شخصًا أصيبوا بحالات اختناق «وصلوا إلی المستشفی، بينهم مدنيون ومتطوعون في فريق الدفاع المدني ومقاتلون من الجيش السوري الحر».

وأشار قباني إلی أنه «في الساعة الرابعة صباحًا (فجر الاثنين) تم استهداف المنطقة الجنوبية أيضًا، ووصلت عشرات الحالات اختناقًا»، لافتًا إلی عدم تسجيل حالات وفاة في صفوف المصابين.

وأعرب قباني عن اعتقاده بأن «استخدام غازات وقصف النظام للمنطقتين الشرقية والجنوبية بمئات البراميل المتفجرة والصواريخ، يدلّ علی جنون ميليشيات الأسد من صمود الجيش الحر ومنع الفصل التام مع داريا حتی اللحظة».

وحققت قوات المعارضة منذ أول من أمس تقدمًا علی محور داريا – المعضمية في جنوب دمشق، حيث أفاد ناشطون سوريون في داريا بأن مقاتلين تابعين للواء «شهداء الإسلام» تمکنوا من السيطرة علی «کتلة من المنازل في الجبهة الغربية الفاصلة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام واغتنام عدد من الأسلحة المتوسطة والخفيفة وکمية من الذخائر».

وتأتي الاشتباکات في أعقاب تقدم حققته القوات الحکومية الأسبوع الماضي، تمثل في استعادة السيطرة علی أحياء متلاصقة بين داريا ومعضمية الشام، وفصل المدينتين بعضهما عن بعض، في محاولة لمنع خطوط الإمداد من المعضمية إلی داريا.

وسجل ناشطون أول من أمس الأحد سقوط 74 برميلاً متفجرًا علی داريا، استهدفت الجبهة الشمالية الغربية، إضافة إلی تسجيل سقوط 16 برميلا في معضمية الشام، في محاولة من قبل القوات النظامية للاستيلاء علی أبنية جديدة في المنطقة الفاصلة بين المدينتين.

ويتزامن الهجوم بالغازات السامة مع انعقاد مباحثات في جنيف للتوصل إلی حل سياسي في سوريا. وقال عضو الائتلاف الوطني السوري خالد الناصر إن استهداف المدينة بالغازات السامة «يحمل رسالة واضحة إلی المجتمع الدولي بأن النظام يستهين بالأمم المتحدة والقرارات الأممية»، مشيرًا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلی أن هذا السلوک «يفسّر بأن النظام يسند ظهره إلی قدرة حليفته روسيا علی تعطيل قرارات الأمم المتحدة».

ورأی الناصر أنه «رغم کل الکلام عن التعهدات والضمانات الدولية، يواصل النظام قتل السوريين بالغازات السامة، ضاربًا عرض الحائط بالقرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن بخصوص السلاح الکيميائي».

زر الذهاب إلى الأعلى