تقارير

من المعتقلة (فاتن) إلی والدتها: رسالة مشابهة لمصير (ريحانة)

أورينت نت
4/11/2014

تکشف المعرفة عن قرب بحال المعتقلات الکثير من الجوانب التي لا يراها البعيد أو ربما يراها بشکل مختلف ولکن المشترک بين المعتقلين جميعا هو (معاناة الاعتقال) و (ظلم السجّان) الذي يعيشه کل سجين اعتقل بدون وجه حق.

أثارت قضية ريحانة في إيران أوجاع السوريين الذين يعانون من نظام سوري حليفه الأکبر (ملالي) طهران وتقاطعت قصة (ريحانة) بقصص السوريات اللواتي کان مصيرهن الشنق لکن بمشهد مختلف، لتصبح (ريحانة) قضية عالمية يتداولها ناشطو الثورة السورية و ينشروا صورها وقصتها کرسائل تذکير بآلاف المعتقلات والمعتقلين داخل سجون الأسد.

تقول (ج . د) وهي معتقلة سابقة في سجون الأسد – ترفض التصريح باسمها خوفا علی حياتها و حياة عائلتها: “إن قصة ريحانة کانت محفزا لذاکرتها مرة أخری لتعود بها إلی زنزانة الأسد مجددا، و تری أن القضايا العادلة دائما ما ترتطم بصخور الاستبداد ليلاقي أصحابها عقوبات تبدأ بمصادرة الحرية وتنتهي بالتعذيب والموت”، وتتحدث الشاهدة بشکل خاص عن (فاتن رجب)، صديقتها في أيام الاعتقال وهي من مواليد مدينة دوما بريف دمشق، وناشطة في الثورة السورية اعتقلتها أجهزة المخابرات التابعة لنظام الأسد، حيث تری فيها (ريحانة) أخری، إلا أنها لم تلاقي مصيرها بالموت شنق، لکنها تتشابه معها في المعاناة حيث الظلم هو سبب ألم (فاتن) اليومي ومثيلاتها في سجون الدکتاتوريات.

دافعت (فاتن) والشاهدة عن قضايا الوطن للتخلص من الاستبداد ودعم الثورة، لکن (ريحانة) دافعت عن شرفها، فکان مصير الجميع هو سجن متعفن فيه سجانون لا ينتمون لأخلاق البشر ، يمارسون أمراضهم النفسية ضد جسد و روح إنسان آخر مستخدمين أبشع الوسائل التي اخترعها في التعذيب، و لا تراعي تلک الحيوانات البشرية أن المقابل جسد إمرأة ضعيف لا حول له ولا قوة، فيجد في أمراضه ضالته فيمارس أقسی أنواع العذاب اليومي بحق تلک النساء و يتلذذ بأفعاله!

تقول (ج .د): “کانت فاتن تری الموت فرصة عادلة لها، لکي تنتهي معاناتها التي تذوقها علی أيدي طغاة الأسد المدعومين من قتلة ريحانة و خاصة أن صحتها تعرضت للتدهور وأصبحت تعاني من ضعف في الذاکرةوذلک في آخر أيام کنت معها في المعتقل”.

وتری (ج . د) أن “حبل مشنقة ريحانة کان مسمار عار يدق في إنسانية القرن الحالي الذي لا يحرک ساکنا لمثل هذه القضايا و لا يستطيع إنقاذ نساء سوريا من سجون الأسد مع معرفة العالم کله بما يجري لهن بأدق التفاصيل.

إن ليل السجن طويل وآهات الاعتقال تتصادم بلحظات ضعف ليجد السجين فيها الموت فرصة للراحة وإن المعتقلات يعشن إحساس الخذلان وما زال کثير منهن بمختلف الأعمار يقبعن في السجون لدی أجهزة المخابرات السورية ولکن يحدث أن قليلا من الأمل يفکرن به وينتظرن الخلاص القادم من خلف القضبان.

ناشدت منظمات دولية حکومة إيران لإخلاء سبيل (ريحانة)، إلا أنها لم تنجح و فشلت کما فشلت بالإفراج عن آلاف المعتقلات في سوريا ومنهن فاتن التي سعت صديقتها بکل جهدها لذکر اسمها أمام منظمات حقوقية مثل (هيومن رايتس وتش)، ولکن، حتی هذااليوم تغيب أخبار (فاتن) اليتيمة، وأخت الشهيد، عن صديقاتها.

تقول (ج . د): “کانت فاتن تريد أن تتحدث للعالم عن التغيرات الجسدية التي تصيب جسد الإنسان بعد اعتقاله و کانت تحمّل صديقاتها رسائل إلی العالم وتوصي بأن يذکر اسمها في کل محفل، کذلک أخواتها المعتقلات، کي لا يتناسی العالم مأساتهن، فتشابهت رسائل فاتن برسائل ريحانة إلی أمها بالکلمات وفشلت کل المساعي لتحرير السجناء کما حدث مع ريحانة.

فارقت (ريحانة)، الحياة شنقا، علی أيدي نظام طهران، الذي يمارس طائفيته عن طريق ميليشياته التي تعتقل و تقتل و تغتصب في سوريا، ولکن ما تزال ريحانات سوريا يمتلکن فرصة الحياة، فيما لو تحرک الأحرار لإتقاذهم، ولکن يبقی السؤال المرير : متی؟

زر الذهاب إلى الأعلى