الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومنشر رسالة سرية بعد 29 عاما؛ لماذا؟

نشر رسالة سرية بعد 29 عاما؛ لماذا؟

0Shares

يوم الخميس (29 مارس) ، نشرت «المؤسسة الحکومية للدراسات والأبحاث السياسية» رسالة أحمد نجل خميني إلی السيد منتظري في 29 ابريل 1989 (منتظري کان خليفة خميني ، الذي طرد من قبل خميني عام 1988 بسبب معارضته لمجزرة 30،000 سجين سياسي وظل في الإقامة الجبرية حتی وفاته).
في المقام الأول ، يبدو أن هذا النص المنشور ليس سوی جزء من رسالة وليس کل ذلک. کل الرسالة لم تنشر! ربما کان هناک أشياء غير محبذة للنظام أن ينشرها.
موضوع هذه الرسالة هو مجزرة السجناء السياسيين لمجاهدي خلق في العام 1988، حيث وصفها السيد منتظري عند لقائه بلجنة الموت المعيّنة من قبل خميني بأنها أکبر جريمة في الجمهورية الإسلامية. ويظهر نشر هذه الرسالة بعد 29 عاما أن قضية مجزرة  1988، التي أثيرت قبل عام ونصف بدعوة السيدة مريم رجوي وحاول النظام دفنها تحت الحصار خلال هذا الوقت، لا تزال ناشطة في المجتمع وانتشرت موجاتها داخل النظام ورسخت في أذهان طيف داخل النظام.
برزت حرکة التقاضي، التي أخذت أبعادا اجتماعية أوسع بعد نشر تسجيل صوتي للسيد منتظري أوسع، خلال الانتفاضة علی شکل شعار «الموت لخامنئي» و «الموت لمبدأ ولاية الفقيه»، وإنزال نسخ من صور خميني وخامنئي وإحراقها، والآن نشر هذه الرسالة نفسها هي تعبر أن الموضوع مطروح في داخل المجتمع للغاية، خاصة بين الشباب والطلاب، والنظام قلق من هذا الموضوع.
وشکلت موجة الغضب والکراهية الاجتماعية في النظام وقضية المجزرة والأسئلة ذات الصلة أزمة داخل النظام. إن مجزرة 30000 سجين سياسي، بعد الکشف عنها في هذه الأبعاد، ليست مسألة صغيرة تظل صامتة علی الصعيد الاجتماعي، بما في ذلک بين قوات النظام وهياکل الجهات المعنية للنظام. هناک أسئلة تبرز في المستويات الدنيا من قوات الحرس والباسيج ، وفي الحوزات الدينية الخاصة للملالي، تتبلور في « لماذا قتل عدة آلاف من السجناء بحکم خميني؟ علی أي أساس وبأي حجة شرعية أمر خميني بقتل هؤلاء السجناء لمجرد موقفهم؟ کم کان عددهم؟ إذا کان هذا هو الشيء الصحيح، لماذا أخفوه طوال هذا الوقت؟
وقبل مدة، اعترف قائد قوات الحرس جعفري بأن الوضع الداخلي لقوات الحرس هو أحد مخاوف خامنئي. کما اعترف الملا أحمد خاتمي (خطيب صلاة الجمعة بطهران) وملالي آخرون بأن قسما کبيرا من الحوزة الدينية يقف ضد خامنئي ويعارضه، کما أن السيد الشيرازي، وهو أحد أعلی المستويات في حوزة قم الدينية ، قد شبّه خامنئي وولاية الفقيه بولاية فرعون، واعتبره شرکا مجسما وطاغوت العصر.  واعتقله النظام ، لکن اضطر الی إطلاق سراحه في غضون بضعة أيام، لأن موجة الاحتجاجات والمظاهرات انتشرت في کل من قم والنجف وکربلاء.
هل ممارسات النظام لها نتيجة؟
والحقيقة هي أنه علی مستوی المجتمع الإيراني، کانت النتيجة عکسية تماما. لأن المجتمع الإيراني قد تجاوز خميني قبل سنوات عديدة أي في 20 حزيران 1981، وأن الضمير العام للشعب الإيراني قد سجّل تاريخيا وصمة عار علی جبين خميني دجال هذا العصر. و لا يبدو علی مستوی قوات النظام أن هذه الرسالة وهذه الحيلة تحلان مشکلة له، لأن هناک أسئلة خطيرة في هذا الصدد وهذه الحيل لا يمکن القضاء علی هذه الأسئلة. بل بالعکس، بالنسبة للعناصر التي لديها أسئلة، يثار هذا الأمر أکثر.  ومن الواضح أن النظام ليس لديه إجابة وتبرير لهذه الجريمة التاريخية الهائلة ولذلک يضطر إلی  اللجوء إلی هذه الحيل.

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة