الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيتجارة "الأعضاء البشرية" في دمشق.. سوق سوداء بإشراف النظام!

تجارة “الأعضاء البشرية” في دمشق.. سوق سوداء بإشراف النظام!

0Shares

راجت تجارة الأعضاء البشرية في دمشق بالتعاون بين عصابات وأطباء شکلوا شبکات عمل سرية الإتجار بالأعضاء يتجاوز حدود سوريا، في حين تنوعت العروض في هذا المجال بين بيع الکلی وقرنيات العيون، ويتم تسويقها في عدة دول مثل لبنان وروسيا وکوريا الشمالية وإيران.

ورغم اعتقال النظام لإحدی خلايا الإتجار بالأعضاء البشرية إلا أن هناک عشرات العصابات ما تزال تعمل وتطلب متبرعين عبر إعلانات ورقية يتم لصقها علی جدران الشوارع في أحياء دمشق.

أطباء بکلفة عالية
وجد عدة أطباء فرصتهم لتقاضي مئات آلاف الليرات السورية مقابل إجراء عمليات وانتزاع أعضاء من المرضی في المشافي دون علمهم، من أجل بيعها، فيما تضرب أسعار الأعضاء البشرية بعدة أضعاف في حال انتقلت إلی خارج سوريا.

وباعتراف إعلام النظام، هناک سوق سوداء للکلی في سوريا، حيث ذکرت صحيفة “تشرين” في تقرير لها: “إن سعر الکلية بالسوق السوداء بين مليون وثلاثة ملايين، ويذهب منها 300 ألف ليرة أجور للطبيب الجراح وأجور للمشفی التي تعاونت مع العصابة، فيما تباع خارج سوريا بين خمسة ملايين إلی عشرة ملايين ليرة سورية”.

وتابعت الصحيفة الموالية للنظام أن إدارة مکافحة الإتجار بالأعضاء البشرية ضمن وزارة داخلية النظام، ألقت القبض علی عصابة تتاجر بالأعضاء البشرية في دمشق، واعترف أحد أفراد العصابة بشراء کلية من أحد الأشخاص بقيمة ثلاثة ونصف مليون ليرة سورية، لکن المتبرع لم يتلقَ سوی 300 ألف ليرة بعد أن تم الاحتيال عليه”.

ويعمل عشرات الأطباء ضمن هذه الخلايا برواتب مرتفعة، وينسقون فيما بين العصابة والمشافي الخاصة التي تستقبل هذه الحالات مقابل تقاضي أجور معينة والتکتم علی ما يحصل في غرف العمليات.

وفصلت نقابة أطباء دمشق التابعة للنظام، ثلاثة أطباء أعضاء لديها وتمت إحالتهم للتأديب في أواخر عام 2015، بتهمة التورط في الإتجار بالأعضاء.

وقال نقيب الأطباء عبد القادر حسن “تم شطب ثلاثة أطباء کانوا يتعاملون مع أطباء لبنانيين لتوليد نساء حوامل في لبنان بغرض بيع الأطفال الحديثي الولادة في لبنان لقاء مبالغ مادية کبيرة”.

إعلانات بشوارع دمشق
يمکن للمارة في شوارع دمشق أن يلاحظوا الإعلانات الملصقة علی جدران الشوارع، يطلب فيها متبرعين بکلی من زمر دم معينة وأرقام للتواصل مع طالب الکلية.

وتتم ملاحظة الإعلانات هذه في شارع الثورة عند جسر المشاة، حيث يوجد العديد من الإعلانات التي تطلب متبرعين، وتحتوي الإعلانات علی نصوص شبيهة بهذا النص “مريض يحتاج متبرع بکلية زمرة دم +O”.

وتجرم القوانين السورية بيع الأعضاء البشرية بمقابل مادي، لکنها تجيز التبرع بالأعضاء مجاناً، لذا يمکن ملاحظة أن جميع الإعلانات التي تنتشر في دمشق لبيع الأعضاء البشرية تحتوي علی کلمة “تبرع”.

ولا يوجد إحصائيات دقيقة عن حالات الإتجار بالأعضاء البشرية لکنها زادت بشکل ملحوظ في السنوات الماضية، خصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها النظام بالتعاون مع أشخاص نافذين في نظام الأسد.

وذکر تحقيق لموقع إعلامي سوري يقول فيه رئيس قسم الطب الشرعي في جامعة دمشق، حسين نوفل “إنه وثق أکثر من 18 ألف حالة إتجار بالأعضاء البشرية في سوريا خلال السنوات السابقة”.

وتعتمد عمليات بيع وشراء الأعضاء البشرية داخل دمشق علی التسويق الالکتروني أيضاً، حيث يجد من يحتاج المال لعرض کليته للبيع بسهولة فيما إذا وضع رقمه ضمن التعليقات في الصفحات والمواقع، حيث من السهل أن يتم اصطياده من قبل عصابات الإتجار بالأعضاء البشرية بعد وقت.

المعتقلون
وتحدثت تقارير حقوقية أکثر من مرة عن تحول المشافي العسکرية التابعة لنظام الأسد إلی مسلخ للإتجار بالأعضاء البشرية للمعتقلين في سجون النظام.

وقالت التقارير “لُوحِظ علی صدر المعتقلين شق يدل علی أنه تم العبث بجسدهم وسرقة أعضائهم لبيعها عن طريق عصابات الإتجار بالبشر”.

ويُطلَق علی جرائم الاتجار في الأعضاء البشرية في دول الشرق الأوسط “الجريمة الصامتة”، التي تحدث بعيدًا عن المحاسبة والمراقبة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة