الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانتصفية السجناء في إيران.. منفذ الملالي من جحيم الحقائق

تصفية السجناء في إيران.. منفذ الملالي من جحيم الحقائق

0Shares


أماني البکري

 

اتصال هاتفي تلقته زوجة الأکاديمي الکندي الإيراني، سيد إمامي، من قبل سلطات سجن إيفين الواقع في منطقة سعادت آباد بالعاصمة طهران، تُعلمها بانتحار زوجها المعتقل منذ نهاية الشهر الماضي.
مکالمة أغلقت ملف إمامي بالنسبة لنظام الملالي، لکنها أعادت للواجهة ملف اغتيال السجناء السياسيين بالسجون الإيرانية، وخصوصا في سجن إيفين سيء السمعة، حيث تدار عمليات تعذيب وتصفية واسعة لمعارضي النظام وجميع من يهدده، وفق منظمات حقوقية.
وسيد إمامي هو أکاديمي إيراني يحمل الجنسية الکندية، متخصص في علوم الاجتماع والبيئة، وکان يتولی منصب عضو مجلس الإدارة المنتدب بالصندوق الفارسي لتراث الحياة البرية.
اعتقله نظام الملالي قبل أسبوعين بدعوی التجسس، قبل أن تعلن سلطات السجن انتحاره داخله، دون تقديم أي دليل علی وفاته منتحرا، ما فجّر حملة تنديد واسعة داخل وخارج إيران من أکاديميين ونشطاء حقوقيين، ممن يجزمون أن إمامي قضی تحت التعذيب.
کشف جريمة الحرس الثوري
في 10 فبراير/شباط الجاري، نقلت وکالة «ميزان» للأنباء الناطقة باسم الهيئة القضائية الإيرانية، عن مدعي طهران، عباس جعفري دولت أبادي، قوله إن قوات الأمن اعتقلت عدة أشخاص بتهمة التجسس.
أيام فقط علی ذلک، أعلنت طهران انتحار إمامي في سيناريو لم يکن مستغربا بالنسبة للمطلعين علی أساليب النظام في تصفية من يهدد بکشف صندوقه الأسود وعملياته السرية.
وعقب إعلان الانتحار المزعوم، کشف أحد تلامذة إمامي، في تصريحات إعلامية دون الکشف عن هويته، أن الرجل لم ينتحر، وإنما تمت تصفيته بالسجن، لاکتشافه ومجموعته تورط الحرس الثوري في عمليات دفن نفايات نووية سامة في صحراء لوط ومناطق کردستان وخوزستان الإيرانية.
ولأن إمامي ومجموعته لم يکتفوا باکتشاف ذلک فقط، وإنما قاموا بتوثيق جريمة المليشيات عبر تصويرها، فقد کان لابد من إخماد صوته في انتظار سيناريو مشابه لبقية المجموعة، أو الاحتفاظ بأفرادها مدی الحياة وراء القضبان.
ووفق المصدر نفسه، فإن عددا من أعضاء المجموعة أراد نقل هذه المعلومات إلی مؤسسات دولية ناشطة في المجال الصحي، غير أن إمامي أصرّ علی کتابة تقرير إلی مساعد رئيس البلاد للشؤون البيئية.
وبالفعل، بعث إمامي تقريرا ذکر فيه أن السدود التي أنشأتها شرکات تابعة لـلحرس علی نهر کارون، والأنهار التي تصب في بحيرة أروميه، تُستخدم لدفن النفايات النووية المستوردة من قبل البعض من الخارج.
نفايات قاتلة تلوث المياه بإشعاعات نووية تؤدي إلی إصابة مستخدميها بالسرطان، علاوة علی ما تسبب فيه تحويل مجری الأنهار لبناء السدود من دمار للوضعية البيئية بالمناطق الغربية للبلاد، ما يهدد حياة ملايين الإيرانيين.
وذکر المصدر أنه تبين أن الذين يستوردون النفايات النووية والکيماوية سرا ويدفنونها بالبلاد، مرتبطون بالحرس الثوري، بل إن من صورتهم کاميرات مجموعة إمامي هم أعضاء في الحرس الثوري.
ولطمس آثار اکتشاف من شأنه أن يزلزل الأرض تحت أقدام نظام الملالي، ويمنح الإيرانيين والعالم دليلا جديدا علی حجم الجرائم المرتکبة من قبل الحرس الثوري، کان لابد من إخماد صوت الأستاذ، حتی يهاب طلابه، وجميع من يفکر في حشر أنفه بملف الحرس الثوري.
سجن إيفين.. مقبرة معارضي «الملالي»
الآلاف عانوا الويلات في هذا السجن، بعضهم تعرض للتعذيب حتی الموت، والبعض الآخر دُفع للموت بشکل أو بآخر، وقد ينتحر البعض بالفعل جراء بشاعة الحياة وسوء المعاملة وراء قضبانه.
فهناک، تدير المخابرات الإيرانية والحرس الثوري جميع عملياتها السرية بحق معارضيها أو من يهدد عرشها، وهناک تُبرم الصفقات وتُکمم الأفواه وتُخمد الأنفاس، قبل أن يخرج کالعادة مسؤول قضائي أو حکومي يعلن وفاة أو انتحارا لسبب أو لآخر، ليسدل الستار علی جريمة أخری.
جرائم سياسية تُرتکب بالسجن الذي يعتبر معتقلا للسجناء السياسيين منذ عهد النظام البهلوي، قبل أن تزيد شهرته السيئة مع اندلاع الثورة الإيرانية في 1979، وتولي رجال الدين الحکم بالبلاد، لتسجل جدرانه آلاف المجازر بحق المعارضين.
ورغم تنديد منظمات حقوقية بما يحصل في ذلک السجن، وتشکيکها في الروايات الرسمية حول وفاة السجناء، إلا أن نظام الملالي يواصل تجاهله، عارضا في کل مرة تسجيلا مصورا مفبرکا لإخماد الأصوات المتعالية من هنا وهناک.
تسجيلات شملت أيضا ملف إمامي، حيث أرسل القضاء الإيراني لعائلة الأکاديمي تسجيل فيديو من الزنزانة الانفرادية للأکاديمي، ظهر فيه وهو يخلع ثيابه استعدادا للانتحار، غير أن عائلته شککت في مصداقية الفيديو، مشيرة إلی أنه کان يخضع لمراقبة مستمرة وصارمة، وأنه لو أراد الانتحار فعلا لکان بالإمکان منعه.


نقلا عن بوابة العين الإخبارية

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة