السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانليست القضية خلع الحجاب

ليست القضية خلع الحجاب

0Shares

 

بقلم:اسراء الزاملي

المشارکة الاستثنائية للمرأة الايرانية في الثورة الايرانية، کانت سببا أساسيا في ضمان نجاحها و إسقاط نظام الشاه، ولکن وبعد أن نجح التيار الديني المتشدد في الثورة الايرانية من السيطرة علی مقاليد الامور و مصادرة الثورة من أصحابها، فقد بدأ يظهر في الافق ملامح عداء غير عادي للمرأة الايرانية، خصوصا بعد أن إعتمد النظام الجديد الذي جعل من نظرية ولاية الفقيه(الغريبة و المرفوضة إسلاميا)، اساسا و دستورا له.

رجال الدين المتشددون و منذ أن نجحوا في السيطرة علی مقاليد الامور في إيران بعد الثورة التي أطاحت بنظام الشاه، أقاموا نظاما دينيا متطرفا يقوم علی أساس مصادرة الحريات و قمع الافکار الانسانية و سلب المرأة الايرانية حقوقها و جعلها مجرد ظل او کائن ثانوي، والذي يجب أن نشير إليه هنا، هو أن النموذج الديني المتطرف القمعي الاقصائي للنساء لم يقف او يتوقف داخل حدود إيران، وانما و بفعل المبدأ الفوضوي(تصدير الثورة)، قام و بأساليب مختلف بتأسيس منظمات و هيئات تابعة له في بلدان المنطقة تدعو لتطبيق أفکاره و مبادئه في هذه البلدان وخصوصا تلک المتعلق منها بالمرأة و تحجيم و تحديد حرية الفکر الانساني و فضائاته الواسعة.

مشارکة المرأة الايرانية الفعالة في إسقاط نظام الشاه و دورها الخلاق بهذا الخصوص، لفت إليها الانظار و أکسبها إحتراما و تبجيلا دوليا و إقليميا خاصا، وفي الوقت الذي کان العالم ينتظر أن يتطور دور المرأة و يتقدم خطوات واسعة للأمام بعد أن حقق الشعب الايراني المعجزة و اسقط نظام الشاه، لکن شيئا من ذلک لم يحصل وانما و علی العکس تماما، حيث فرض النظام الايراني و بفعل قوانين تعسفية مستمدة من فکر ديني متطرف، العزلة علی المرأة الايرانية و وقف عائقا و حاجزا و سدا أمام أي تطور لها.

المرأة الايرانية و منذ الاعوام الاولی لتسلط رجال الدين و فرضهم نموذج”نظام ولاية الفقيه”، لاقت الظلم الاکبر و ظلت دائما ولازالت مطاردة من قبل هذا النظام الذي يريد أن يعيدها الی القرون الوسطی و يجعلها تعيش کعبد و اسيرة ليس إلا، لکن المرأة الايرانية التي تتميز بوعيها و حسها الثاقب و بعد أن علمت بأنها صارت هدفا اساسيا لهذا النظام، فإنها ومنذ البداية رفضت ذلک و قاومت بمختلف إمکانياتها و قواها هذا النظام و أفکاره المتطرفة، وإن إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، قد أکدت و بقوة علی دور المرأة الايرانية في مقارعة النظام القائم و رفضها لتحجيم و تحديد دورها، خصوصا بعد أن أدرکت عداء هذا النظام لها، وإن سعي العديد من النساء الايرانيات لخلع حجابهن في أماکن عامة، ليس يدل علی جنوح المرأة الايرانية لرفض القيم الدينية الصحيحة کما يسعی النظام لتصوير ذلک عبثا، بل إنها قضية تحد و رفض نظام برمته، خصوصا وإن الانتفاضة تقودها منظمة مجاهدي خلق المعروفة بإلتزامها بالقيم و المبادئ الانسانية النبيلة و رفضها للظلم أيا کان تبريره، وإن النظام عندما يسعی لتحريف و تشويه قضية خلع الحجاب فإنه يلجأ الی اسلوبه المعروف بالقفز علی الحقيقة و الواقع و الالتفاف عليه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة