السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتلو کانت جمهوريتکم مبارکة

لو کانت جمهوريتکم مبارکة

0Shares

بقلم منى سالم الجبوري

 

سقط نظام الطاغوت وجاءت جمهورية العدل الالهي والحرية! هذا ماکان يوحي به رجال الدين الذين سيطروا على زمام الامور في إيران وأسسوا الجمهورية الاسلامية الايرانية طبقا وإستنادا لنظرية ولاية الفقيه، بإعتبار إن الولي الفقيه أعدل الناس وأکثرهم حرصا على حال ومال العباد، وفي البداية تحججوا بأن هناك أعداء متربصين بهم ولايسمحون للجمهورية المبارکة أن تٶدي دورها ورسالتها للشعب الايراني والامة الاسلامية، وبعد أن قتلوا وصفوا وأقصوا أعداء الله من الذين کانوا أيام الثورة الايرانية في الطليعة لإسقاط نظام الطاغوت، وبعد أن قامت محاکم آية الله خلخالي بحصد الرٶوس على الشبهات والقيام بقتل وتصفية أعداء الجمهورية في کردستان إيران من دون رحمة أو شفقة لأنهم أيضا صاروا من أعداء الله، فقد کان المتوقع أن يبدأ العهد والفترة المبارکة التي بشروا بها، ولکن لم يحدث شئ من ذلك.

هذه الجمهورية المبارکة التي إنتظر برکاتها الشعب الايراني بفارغ الصبر، وظلوا يتحرقون الى ذلك اليوم، ولکن وکما لکل حدث كحديث، فإن لکل مرحلة وفترة لهذه الجمهورية کانت دائما مبرراتها وأعذارها الجاهزة، ولکن الذي صار واضحا هو إنه کل فترة رافقتها أيضا أحداث وأمور وتطورات سلبية حيث کانت تحدث کوارث طبيعية وموجات غلاء وحروب ومواجهات ومشاکل وأزمات متواصلة وکلها تنعکس بصورة أو أخرى على الشعب الايراني، ويوم بعد يوم صار واضحا إن الشعب الايراني وبعد ثورته على نظام الشه وإسقاطه ومجئ النظام الحالي، مثل المستجير من الرمضاء بالنار، خصوصا وإن کل الذي کان يحدث في ظل نظام من ظلم وجور وقمع وممارسات تعسفية ليست لم تنته وإنما صارت أکثر

بل وتضاعفت بصورة غير عادية بالمرة مع إسباغ مبررات دينية ماأنزل الله بها من سلطان لکل ذلك، وهو الذي جعل الشعب يشعر بالصدمة ويتيقن بأنه ليس هناك من أي أمل يمکن عقده على هذا النظام بل إنه العبث بعينه، خصوصا بعدما إفتضح کذب وزور مزاعمهم القائلة بکون نظامهم مبارك ومدعوم من السماء إذ أن هذه الجمهورية لو کانت مبارکة کما يزعمون وهي جمهورية الله کما يتمشدقون کذبا، فما هو سر کل هذه المصائب والبلاء الذي ينزل على رأس الشعب الايراني منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ هل إن على الشعب لوحده أن يواجه المصائب والمآسي ويتحمل عواقبها لوحده في حين إن رجال الدين الحاکمين ينعمون بحياة مترفة ويعيش أبنائهم وعوائلهم في مختلف بلدان العالم حياة باذخة؟ هل الجمهورية المبارکة تعني بأن کل من يطالب بالحرية يعتبر محاربا لله ويعدم کما جرى مع 30 ألف سجين سياسي عام 1988 بسبب مبادئهم؟

موقع بحزاني نت

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة