الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانيوم المعلم العالمي والظروف الكارثية لمعيشة وعمل المعلمين الإيرانيين

يوم المعلم العالمي والظروف الكارثية لمعيشة وعمل المعلمين الإيرانيين

0Shares

يأتي يوم عيد المعلم العالمي في الوقت الذي يُزج فيه العديد من المعلمين بسبب احتجاجهم على ظروفهم المعيشية إلى السجون.

يصادف الخامس من أكتوبر يوم عيد المعلم العالمي، وقد تم تحديد هذا اليوم باعتباره يوم المعلم من قبل اليونسكو منذ عام 1994 بسبب العطاء المتميز للمعلمين ودورهم في تغيير العالم.

يوم المعلم العالمي هو تذكير بجهود البشر ذوي الإرادة القوية الذين يغرسون في الطلاب الدوافع للتعلم، كما يحافظ المعلم على نور حب الحياة مضيئا عند الطلاب.

المجتمع البشري مدين دائما لجهود المعلمين من الرجال والنساء وتضحياتهم، أولئك الذين حافظوا برداء المعلم وتضحياته على طريق العلم والمعرفة ممنيرا ، فكانوا شعلة وعي للإنسان في ظلام الجهل.

تشير الحالة الاجتماعية للمعلمين في أي مجتمع إلى مستوى الثقافة ومكانة العلم والمعرفة في تلك البلدان، فالمعلم في البلدان المتقدمة هو حجر الأساس النهضة وتثقيف المجتمع، التثقيف الذي يؤدي إلى رفع مستوى علم وحياة المجتمع.

 

معلمو إيران تحت خط الفقر الرسمي

في الدول الديمقراطية تسعى الحكومات إلى رفع مكانة المعلمين قدر الإمكان، وفي ظل الدكتاتورية الحاكمة في إيران لا يعرف المعلمون معنى الكفاية ولا الرفاه فهم يعيشون بمستوى منخفض عن خط الفقر.

ولا يمتلك المعلمون كغيرهم من فئات مستلمي الأجر والمحرومين من الحد الأدنى من المقومات المعيشية، وعلى عكس معظم البلدان يعتبر المعلمون في إيران من بين أفقر قطاعات المجتمع.

وقد قمعت القوات الأمنية احتجاجاتهم النقابية وتم اعتقال المعلمين المحتجين وكان مطلبهم الرئيسي تحسين ظروفهم المعيشية فجميع المعلمين يعيشون تحت خط الفقر، والقيمة المعادلة لميزان خط الفقر هي 12 مليون تومان ولا يحصل أي من المعلمين على هذا الميزان من الحقوق في البلاد.

 

احتجاجات المعلمين في إيران

يأتي يوم المعلم العالمي في وقت يعيش فيه المعلمون في إيران ظروفا معيشيةً مزريةً للغاية وقد أدى تصاعد الأزمة الاقتصادية وانتشار الفقر في السنوات الأخيرة إلى ضغوط اقتصادية ونفسية كبيرة على الطبقة المثقفة.

وينظم التربويون تجمعات احتجاجية في مدن مختلفة منذ عدة سنوات مطالبين بوضع حد لسياسة جعل التعليم مقابل المال، وكذلك يطالبون بزيادة الرواتب وتحسين الظروف المعيشية، في المسيرة النقابية الأخيرة دعا عدد من المعلمين في مختلف المدن إلى تنفيذ نظام التصنيف الوظيفي وزيادة الرواتب حيث إذا تم تنفيذ خطة التصنيف الوظيفي فسترتفع رواتب المعلمين بشكل قانوني تلقائي لكن الحكومة قد عارضت هذه الخطة.

ينتحر المعلمون بسبب مشاكل معيشية، حيث طغى الفقر وضيق ذات اليد على نفسية ومعنويات المعلمين، وقد أقدم الكثير منهم على الإنتحار بسبب الفقر الشديد والبؤس والاحباط.

انتحر حسين ”كوهر شناس“ في يونيو 2020 وهو معلم يبلغ من العمر 68 عاما من بوشهر بسبب الفقر، وفي يوليو 2021 أضرم أمين كيانبور معلم الرياضيات البالغ من العمر 43 عاما في أصفهان النار في نفسه أمام المحكمة احتجاجا على حكم قضائي بخسارة رأس ماله، وفي أغسطس2021 انتحر معلم من أهالي مدينة نائين وفي 15 سبتمبر 2021 شنق غلام عباس يحيى بور معلم  الرياضيات في محافظة فارس بسبب مشاكل مالية.

 

اشتدت احتجاجات المعلمين على نطاق واسع طيلة العام الماضي مطالبين برعاية ظروفهم المعيشية، فأحد مؤشرات قياس الرفاهية في البلدان المتقدمة هو رفاهية حال المعلمين في ذلك البلد، في حين يعتبر قادة حكومة نظام الملالي أن وعي الناس يضر بهم.

إنهم يرون أن المعلمين سبب وعي المجتمع وهذا الوعي يهدد وجود سلطة حكمهم ولهذا السبب يشعرون بالعداء الشديد المديد مع المعلمين، ولهذا السبب لا تشير الديكتاتورية الحاكمة في إيران إلى يوم المعلم العالمي ولا تقيم له وزنا أو تكريما.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة