الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتيوم الانتصار للشهداء

يوم الانتصار للشهداء

0Shares

بقلم :  سارا أحمد کريم

 

مع کل القساوة والدموية والبربرية التي رافقت تنفيذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لمجزرة عام 1988، الخاصة بإعدام 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق خلال فترة أقل من ثلاثة أشهر وعدم إتاحة أي فرصة لهم للدفاع عن أنفسهم بل وإنه لم يکن أمام أي واحد منهم سوى دقيقتين أو ثلاثة فقط کان الجلادون يستغلونها بکلامهم ومن ثم يعلنون قرار الحکم التعسفي الذي لانظير له إلا لدى المغول والبرابرة، لکن وکما أسلفنا مع کل تلك الفظاعة والقسوة، فقد أضاف هٶلاء المناضلون الاحرار صفحة مشرقة أخرى للتأريخ النضالي الحافل لمنظمة مجاهدي خلق من أجل الحرية والديمقراطية والکرامة والاعتبار الانساني.

هذه الجريمة الوحشية إذ هي تطوي الذکرى الثلاثين لإرتکابها من جانب النظام الايراني، فإن الشعب الايراني وأحرار العالم ينظرون إليها وکأنها تتکرر کل يوم وکل لحظة طالما بقي هذا النظام على دست الحکم، والاهم من ذلك إن هذه الجريمة لبشاعتها ودمويتها المفرطة قد تجاوزت الحدود والمقاييس المألوفة فلم تعد جريمة ذات طابع إيراني فقط وانما تعدت وتجاوزت ذلك الى جريمة ذات طابع إنساني، ذلك إنها جريمة ضد الانسانية في عصر صارت الحقائق متداولة ولم يعد بالامکان ممارسة الجرائم کالسابق فالنظم الديکتاتورية والعسکريتارية باتت مفضوحة ومدانة أمام العالم کله ولم يعد من أحد ينخدع بأکاذيبها وخدعها التضليلية.

جريمة عام 1988، تعتبر في حکم الجريمة المستمرة طالما بقي مرتکبوها بعيدا عن منصة القضاء والمسائلة، بل وإن أي جريمة أخرى إرتکبوها أو يرتکبونها تعتبر بمثابة طعنات جديدة موجهة للشهداء ال30 ألفا وللضمير والکرامة الانسانية بل وإنها حتى بمثابة إستهتار بکل القيم والمبادئ السماوية والانسانية والقانونية، ومن هنا فإن السعي من أجل محاسبة قادة النظام على هذه الجريمة تعتبر بمثابة تصحيح جذري لخطأ إنساني مستمر منذ 30 عاما وإن إلتزام الصمت والسکوت على هکذا نظام مستهتر وغير مبال بالقيم والمبادئ ويتصرف کما لو إنه في غابة ولايأبه لأصوات المحرومين والمظلومين على الرغم من إدعائه کذبا من إنه نصير للمظلومين في العالم کله!

تفعيل عملية مقاضاة مرتکبي هذه المجزرة، تخدم السلام والامن والاستقرار في إيران والمنطقة والعالم لأنها ستساهم بإختصار طريق طويل يجب المشي به ولکن وعندما تتم عملية المقاضاة ويتم جرجرة المجرمين أمام المحاکم وينالون جزاءهم فإن ذلك يبعث الامل في الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ويهيأ أفضل الظروف من أجل التعجيل بإسقاط النظام والتخلص منه للأبد.

وكالة سولابرس

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة