الثلاثاء, مارس 19, 2024

وهم ظريف

0Shares

بقلم نزار جاف

 

إيلاف

 

کنت في عز النوم عندما رن موبايلي ذات ليلة وفزعت لتصوري بأن خطبا جللا قد وقع حتى يتصل بين أحدهم في هکذا وقت، لکنني تفاجأت عندما وجدت المتصل أحد معارفي من الذين يعانون من وهم تصوير نفسهم مثقفا وذو إطلاع واسع في مختلف المجالات، وقبل أن أسأله مالخطب، بادرني وکان في عجلة من أمره وقال لي إنه في ورطة کبيرة ويحتاج مساعدتي! ولما إستوضحته عن الورطة أجابني إنه جالس مع مجموعة والنقاش يدور حول کولن ولسن، وطلب مني أن أزوده بأسماء مٶلفات ولسن وبعض من أقواله ومعلومات مهمة أخرى بشأنه، في تلك اللحظة والحنق يجري في شرايينە مجرى الدم لم أجد أمامي من شئ سوى أن أطالبه بأن يخرج من وهم کونه مثقفا ويکف عن لعب دور المثقف وأغلقت الموبايل بوجهه ولحد يومنا هذا والحمدلله إنقطعت علاقتي به.

وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، صاحب الابتسامة المميزة التي لعبت دورها في خداع الثنائي أوباما ـ کيري ولکنها أضحت مجرد فقاعة أمام ترامب ـ بومبيو، صرح قبل أيام مفاخرا وهو يقول: "لا تملك دولة وهما بأن بإمكانها مواجهة إيران"، وتسائلت مع نفسي بأسلوب العراقيين الظرفاء: لماذا سيد ظريف؟ هل إن على رأسکم ريشة؟ العالم کله يتحدث عن إحتمالات وقوع الحرب بين واشنطن وطهران حتى إن ترامب المعروف بعدم ولعه بخوض الحروب فإنه لايستبعدها مع ملاحظة إن المصالح تلعب دورها وهي التي تقرر في الاخير، وعندما فإن الوهم الذي يتحدث عنه ظريف سيصبح مجرد فقاعة لاأکثر.

مشکلة جمهورية رجال الدين في إيران إنها وجدت نفسها في منعطف کانت تزعم في شعاراتها الطنانة طوال العقود الاربعة الماضية إنها تسعى له سعيا وذلك بالقضاء على الولايات المتحدة الامريکية وبمحو إسرائيل، إذ هاهو العميد محمد صالح جوکار، مساعد قائد الحرس الثوري الايراني يٶکد في تصريح له يوم السبت الماضي من إن "الخطوة الثانية للثورة الاسلامية" هي"إزالة أميركيا واسرائيل بقوة الحرس الثوري والحشد الشعبي والحوثيين وحزب الله اللبناني"، لاحظوا جيدا قال الرجل إزالة بالحرف الواحد، حتى إنه نسى إنهم قد وعدونا بجعل البيت الابيض حسينية، ولکن لاتثريب على جوکار ولا حتى على ظريف الظريف فعلا کمعظم القادة للجمهورية الخمينية، طالما إن يومهملايزال"خمرا وليس أمرا"مع الاعتذار الشديد لأمرٶ القيس!

الوهم مصطلح لاوجود له أمام منطق الواقع والمصالح المستوجبةخصوصا في عصر ثورة المعلومات، لکن الوهم واحد من المرتکزات الرئيسية التي تقوم عليها جمهورية الخميني، إذ أنها لم تجعل الشعب الايراني لوحده يعيش في الاوهام المختلفة التي نثرتها هذه الجمهورية بل وإن قسما کبير من شعوب المنطقة قد إبتلت بهذه الاوهام التي بددتها الاوضاع المعيشية البائسة للشعب الايراني والاوضاع غير الآمنة لبلدان المنطقة بسبب منها.

جمهورية الخميني التي زعمت بأنها ستمحو وتزيل إسرائيل من عالم الوجود وإنها ستحرر القدس عبر بغداد مرة وأخرى عبر الرياض أو عبر واشنطن والحبل على الجرار، لکن دعونا نتسائل؛ هل کانت إسرائيل أقوى قبل تأسيس جمهورية الخميني أو بعدها؟ إجابة هذا السٶال أکبر دليل على الکذب والخداع الذي تمارسه هذه الجمهورية التي صارت مرتعا له وحتى إننا نجد من المفيد جدا التذکير بأن القادة والمسٶولين الايرانيين کانوا قد صرحوا مرارا وتکرارا بأنهم قد قضوا على منظمة مجاهدي خلق وجعلوها شيئا من ماض لن يعود، ولکن عندما أطل علينا خامنئي بنفسه ليٶکد بأن الانتفاضة الاخيرة قد کانت بقيادة المنظمة، فإنه جعل العالم کله أمام معجزة فريدة من نوعها لاتحدث إلا في ظل جمهورية الخميني وهي بعث شئ من الماضي، لکن الذي فات خامنئي وجمهوريته إن المنظمة لم تصبح شيئا من الماضي لأنها کانت دائما متواجدة ولم تختف عن الساحة الايرانية أبدا ولکن الذي يبدو واضحا إن الذي يبدو أکثر ترشيحا لکي يصبح شئ من الماضي هي جمهورية الخميني ولنا مانقوله بهذا الصدد في الايام القادمة.

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة