الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتوماذا عن اللصوص الکبار؟

وماذا عن اللصوص الکبار؟

0Shares

بقلم:أمل علاوي

 

يتم دائما الاستشهاد بما کان سائدا في بني إسرائيل من حيث إنهم کانوا ينفذوة الحدود والقصاص في إرتکاب الجرائم بحق الفقراء والمحرومين الذين لاحول لهم ولاقوة في حين کان يستثنى من ذلك کبار القوم من الاغنياء والميسورين عندما يرتکبوا الجرائم، لکن لماذا لايشيرون الى حقيقة أکثر مرارة وهي إن هناك أنظمة بحالها تقوم بإرتکاب بنفس ماقامت به بني إسرائيل بل وحتى أسوأ من ذلك بکثير، والحق من المفيد بل ومن الضروري جدا الإشارة الى هکذا أنظمة وفضحها على رٶوس الاشهاد.

جاء في الانباء المنقولة من داخل إيران، بأنه قد أصدرت محكمة إيرانية حكما بالإعدام بحق شحصين بتهمة "الإخلال بالنظام الاقتصادي والبنكي"، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية يوم الثلاثاء الماضي. ونقلت وكالة "إسنا" عن مكتب العلاقات العامة لمحكمة محافظة فارس أن "المحكوم عليهما هم داريوش إبراهيميان بيلندي ويونس بهاء الديني، دينا بتهمة الإخلال في النظام البنكي والاقتصادي من خلال عمل تنظيمي، وقد حصلا على 1540 مليارا و461 مليونا و900 ألف ريال (حوالي 10 ملايين دولار) بطرق غير مشروعة". وأفاد التقرير أن "المحكمة المختصة بالمفاسد الاقتصادية، اعتبرت التهم المنسوبة فسادا في الأرض، وبناء على هذا أصدرت بحق المتهمين حكما بالإعدام ومصادرة جميع أموالهما لصالح الدولة". کما إنه کان قد أعلن قبل ذلك المتحدث باسم سلطة القضاء الإيرانية، غلام حسين إيجه إي، في 23 من الشهر الماضي أن المحكمة العليا أكدت على حكم إعدام وحيد مظلومين، ومحمد إسماعيلي قاسمي، وهما من تجار العملات الذهبية في إيران. بطبيعة الحال فإن هذا الاجراء کان سيکون عاديا وطبيعيا لو إن القوانين المعمول بها في البلاد تطبق بحق الجميع دونما أي فرق أو إستثناء، والتهمة هنا کما هو معروف وسائد الان في إيران تتعلق بما يسمونه"المفاسد الاقتصادية"، التي تساهم في خلخلة الاوضاع الاقتصادية الحالية المتدهورة أصلا والاضرار بها، وتشبه هذه الحالة من يصرف النظر عن أفراد دمروا مدنا وينشغل بمن قام بهدم کوخ أو إجتث شجرة!

شكيل محكمة خاصة بـ "المفاسد الاقتصادية"، في إيران جاء بناءا على مقترح مقترح قدمه رئيس السلطة القضائية الى المرشد الإيراني علي خامنئي في أعقاب ارتفاع أسعار العملة الأجنبية والقطع الذهبية وتدهور الوضع الاقتصادي، ولکن السٶال الذي يطرحه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية هو أين ذهب 800 مليار دولار من واردات إيران المالية طوال 4 عقود وکيف تم صرفها ولماذا يعيش أکثر من 60% من الشعب الايراني تحت خط الفقر وتزداد الحالة المعيشية سوءا؟ لماذا تنتشر البطالة ويتفشى الادمان في إيران؟ لماذا هناك ملايين من أبناء الشعب الايراني لاتجد ماتسد به أودها وتعاني من المجاعة؟ بل لماذا تم جعل أکثر من نصف الاقتصاد الايراني بيد الحرس الثوري الذي لاخبرة له أساسا بالاقتصاد؟ لماذا هناك أرصدة بالمليارات والملايين لقادة ومسٶولين إيرانيين وأبنائهم وعوائلهم في مصارف خارج إيران وحتى في داخلها؟ لماذا لايتم محاسبة حيتان الفساد من جناحي النظام واللذين يفضحان بعضهما البعض بين الفترة والاخرى؟ بل إن السٶال الاکبر هو؛ ماذا عن اللصوص الکبار ولماذا لايقوم رئيس السلطة القضائية بتقديم مقترح لمحاسبتهم ومحاکمتهم وإسترداد أموال الشعب الايراني التي نهبوها؟ فالمشکلة الاقتصادية في إيران لها جذور تعود الى 4 عقود خلق وليست وليدة العقوبات الامريکية کما يسعى النظام الايراني للإيحاء بذلك، وهو يعلم جيدا بأنه لو بان المستور وإنکشفت الحقائق فإن النظام کله سينهار بين عشية وضحاها، ولکن هل سيستمر هکذا کذب مفضوح الى الابد؟ بالقطع کلا خصوصا وإن هناك المعارضة الايرانية النشيطة المتواجدة في الساحة والمتمثلة بالمقاومة الايرانية التي تطالب بإسقاط هذا النظام لأنه لايوجد أي أمل فيه!

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة