الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتولّی زمن التملّص من المسؤولیة!

ولّی زمن التملّص من المسؤولیة!

0Shares

مع مرور الأیام يتمّ الكشف عن أبعاد خفیّة أوسع لجريمة إسقاط الطائرة المدنیة الأوکرانیة بصاروخي الحرس لکن مع ذلك لا یزال الغموض یلفّ الحادث.

إطلاق صاروخین متعاقبین على طائرة رکاب تسیر في خط جوّي محدّد ینفي احتمال أن یکون الحادث عرضياً ومحض صدفة أو أن یکون نتیجة حدوث خطأ في نظام الدفاع الجوي وانقطاع اتصاله مؤقتاً علی حد تعبیر الحرسي أمیرعلي حاجي زاده قائد القوات الجویة في الحرس. إن عزو سبب تحطّم الطائرة إلى عطل فني والترویج الدعائي الحکومي الواسع لإثبات ذلك ثمّ التراجع المفاجئ عن هذا الإدعاء والتحدّث عن "خطأ بشري"، كلاهما أمران غامضان یثیران الریبة.

بالإضافة إلی ذلك فإنّ رفض الحكومة تسليم الصندوق الأسود إلى الدول المختصة لاسترداد معلوماته أمر مشكوك فيه أيضاً. لكن بما أنّ العالم لیس فوضویاً خلافاً لما یعتقده الملالي الذین يظنون أنّ بإمکانهم ارتکاب هکذا جریمة بالغة الخطورة والإفلات من العقاب بسهولة ویحاولون قتل الوقت للتستّر علی جریمتهم ونسیانها، فأنّ المجتمع الدولي یزداد إصرارا علی کشف ملابسات الجریمة.

 

 

ربما تکون الإجابة في الصندوق الأسود

وفقاً لموقع سي.بي.سي. في 27 يناير 2020، قال وزير النقل الكندي  مارك غارنیو إنه يريد أن يعرف سبب تشغیل الملالي لدفاعاتهم الجوية في نفس الليلة التي أطلقوا فيها "بالخطأ" صاروخين على طائرة الركاب 752 وقتلوا جمیع رکابها الـ 176 بینهم 57 مسافر کندي، وسمحوا لطائرة الركاب بالطيران كدرع بشري.

جاءت تصريحات غارنيو بعد تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز جاء فيه أنّ السلطات الإیرانیة أحبطت إجراءات القوات الجوية للحرس لإلغاء جمیع الرحلات حتى تتمكن طائرات الركاب المدنیة من مواصلة رحلاتها منعاً للهجمات الأمريكية. هذه التصریحات تعني أن حكومة الملالي «حوّلت رحلات الركاب إلی درع بشري».

وقال غارنيو: «ربما تكون الإجابة في الصندوق الأسود للطائرة»، مضیفاً:

«ايران تقول انها أطلقت بالصدفة صاروخين على الطائرة. نريد أن نعرف من الذي اتخذ هذا القرار؟ نرید أن نعرف لماذا اتخذوا هذا القرار؟ نرید أن نعرف لماذا لم يتمّ إغلاق الخطوط الجوية أمام الرحلات المدنیة؟ سنردّ على هذه الأسئلة بأنفسنا من خلال تحقیقاتنا القادمة، لأنه لا توجد أیة طريقة لإبقاء هذه المعلومات سرية».

 

 

وزير الخارجية الكندي يقدّم مشروع قانون إلى برلمان البلاد

الحكومة الكندية التي كانت قد ذكرت يوم 24 يناير 2020 علی لسان نائب رئيس الوزراء السیدة كريستيا فريلاند أنّها لن تهدأ حتی تصل إلی إجابات مقنعة لأسئلتها حول تحطّم الطائرة، قدّمت مشروع قانون إلی البرلمان الکندي من خلال وزير خارجيتها فرانسوا فيليب شامباین في خطوة غیر مسبوقة. وقد تمّ التصدیق بالإجماع علی المشروع بتاریخ 27 يناير2020.

 

طلب وضع الحرس على قائمة المنظمات الإرهابية الكندية

لم تقتصر الجهود التي تبذلها كندا على مشروع القانون لكشف حقيقة إطلاق الحرس صاروخین علی الطائرة الأوكرانية. وفقاً لموقع صحیفة غلوب أند میل الکندية قال زعيم حزب المحافظين في البرلمان الكندي أندرو شير في 28 يناير 2020 أنّ النظام الإيراني هو المسؤول الوحيد عن حادث إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، وحثّ رئيس الوزراء الكندي ترودو على وضع قوات الحرس على قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة وفرض عقوبات عليه إذا لم يتعاون النظام الحاكم في إیران تعاوناً كاملاً وسریعاً مع المحققين الدوليين.

 

من عجائب الدهر

لقد انقضی زمن تطاول فلیق القدس الإرهابي علی مواطني البلدان الأجنبية واحتجازهم كرهائن والمطالبة بفدیة لإطلاق سراحهم. ولّی زمن تصدیر إیدیولوجیة العنف و تصدیر المواد المتفجّرة المعروفة باسم تي.ان.تي. كان فیلق القدس الإرهابي التابع للحرس ينسف القنابل أينما یشاء ویرغم خصومه على الصمت بواسطة التهديد والابتزاز. کانت سیاسة الاسترضاء والمساومة القذرة تشجّع فیلق القدس والنظام الإيراني المجرم برمته علی التمّعن في جرائمه المروّعة. أما إلیوم قد تغیّر الوضع بفضل تضحیات المقاومة الإیرانیة وفضحها لممارسات النظام.

من عجائب الدهر أنّ ما قاله خامنئي من قبل بشأن أمريكا ينطبق الآن عليه وعلى نظامه تماماً: «لقد ولّی زمن التملّص من مسؤولیة ارتکاب الجرائم وتصدیر الإرهاب بالنسبة لنظام الملالي».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة