أخبار إيران

وفاة المجاهد الکبير محمد علي جابر زاده

إِنَّ اللّهَ اشْتَرَی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ یُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللّهِ فَیَقْتُلُونَ وَیُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَیْهِ حَقًّا فِی التَّوْرَاةِ وَالإِنجِیلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَی بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَیْعِکُمُ الَّذِی بَایَعْتُم بِهِ وَذَلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ
 
بعد 48 عاما من النضال الدؤوب لأجل تحرير الشعب الإيراني ضد الشاه والملا وتحمل سنوات من التعذيب والحبس وبعد صراع طويل مع المرض يدعو الی الاعجاب توفي المجاهد الصديق محمد علي جابر زاده ظهر السبت 11 فبراير 2017 في باريس.
فهذا الابن البار لأهالي اصفهان وأثناء الفلاح والالتحاق بالرفيق الأعلی کان عمره يناهز 68 عاما وکان خلال العقد الماضي يثير بصبره ومقاومته أمام المرض وخضوعه لعمليات جراحية عديدة في الرئة والکبد والعمود الفقري الاستحسان لدی جميع أصحابه ورفاقه في النضال وکذلک احترام الفرق الطبية في المستشفی.
ونال محمد علي جابر زاده بعد اکمال الدراسة المتوسطة في اصفهان في عام 1967 في امتحان قبول الجامعات الرتبة الثانية وکان من أبرز الطلاب للحقوق في جامعة طهران.
وبعد انکشاف أمره علی السافاک، اختار منذ يناير 1972 وعشية اکمال دراسته الجامعية حياة سرية وامتهن عمل العمال اليدويين جنوب المدينة. 
المجاهد الکبير محمد علي جابر زاده مع 48 عاما من السجل النضالي المحترف کان من المجاهدين الرواد في الستينيات وقبل الاعتقال کان رفيق النضال في الفرق العملياتية للمجاهدين الشهيدين حبيب رهبري ومهدي رضايي الوردة الحمراء للثورة المضادة للشعب الإيراني.
ففي مايو 1972 وخلال عملية ثورية اعتقل ومورس عليه التعذيب لمدد طويلة في لجنة السافاک والأمن الا أن الجلادين لم يتمکنوا من انتزاع أي معلومة منه ضد أي أحد. ولهذا السبب حکم عليه في محکمة الشاه العسکرية بالحبس 15 عاما.
وخلال الثورة ضد الملکية في يوم عاشوراء (ديسمبر 1978) تحرر من السجن والتحق فورا بالصفوف الأمامية لمعرکة المجاهدين في اسقاط نظام الشاه. وکان قبله قد قضی في معتقل ايفين للتعذيب لمدة 3 سنوات ونصف السنة.
وفي سجن «قصر» (عنابر 4 و3 و1) وفي معتقل ايفين للتعذيب کان محمد علي جابر زاده عضو مرکزية مجاهدي خلق في السجن وکان في الصف الأمامي للنضال ضد المنحرفين المتشدقين باليسارية والنضال ضد التيار الفکري لليمين الرجعي الذي کان يقوده من أمثال لاجوردي وعسکر اولادي ورفسنجاني وکان هدفا لحقدهم جميعا.
وقبل ذلک وفي صيف 1973 وبعد تغير ظروف سجن «قصر» کان يقبع مع مسعود رجوي بعيدا عن سائر السجناء في زنزانات انفرادية في هذا السجن ويتعرض للاعتداء بالضرب ومختلف القيود.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المجاهد محمد علي جابر زاده وبعد التحرير من السجن عمل مستشارا في المکتب السياسي ورئيس لجنة الاعلام في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (تشمل صحيفة مجاهد واذاعة صوت مجاهد وتلفزيون المقاومة) وکان رئيسا للجنة الدراسات السياسية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
انه حصل في الدورة الأولی لانتخابات مجلس الشوری الوطني بعد الثورة ضد الملکية في عام 1979 ورغم أعمال التزوير من قبل الحزب الحاکم (جمهوري اسلامي) علی أکثر من 33 ألف صوت وکان المرشح الأول للمعارضة في اصفهان.
وکان شقيقه الأصغر عباس علي جابر زاده وزوجته ثريا سنماري قد استشهدا في ملحمة 8 فبراير1982 مع المجاهدين المتفانين الذين قاتلوا حتی آخر رصاص ونفس بجانب الفارس خياباني وأشرف الشهداء اشرف رجوي وبقي فقط طفلهما الصغير في المشهد.  
وعزت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة السيدة مريم رجوي أهالي اصفهان وأسرة المقاومة الکبيرة وأعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لاسيما عزت رفاق هذا المجاهد الکبير والصديق في النضال في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وجيش التحرير الوطني وخاصة لـ «مسعود» برحيل هذا المجاهد وأضافت:
کما قلت أکثر من مرة لأخي قاسم (محمد علي جابر زاده) حينما کان يرقد في المستشفی يجب أن نقف اجلالا واکراما آمام صموده ورصانته وايمانه الراسخ وحقا يجب تقديم التهنئة له بمناسبة 5 عقود من الوفاء والمناصرة لمسعود في أخطر الاختبارات في تاريخ إيران المعاصر.
ولهذا وبعد عروج روحه الطاهرة للالتحاق بالرفيق الأعلی والشهداء الکرام، يجب القول مرة أخری: حقا ان 44 عاما من العمل الدؤوب والحثيث لمرافقة مسعود في خضم الخطوب والأزمات والمعارک من خلف قضبان السجن «قصر» في عام 1972 وحتی نهاية عمره المعزز بالفخر، يشکل شرفا کبيرا عقائديا وسياسيا له.
سلام عليه حينما عاش مجاهدا و حينما خلد اسمه في التاريخ مجاهدا
زر الذهاب إلى الأعلى