الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتورطة طهران

ورطة طهران

0Shares

بقلم:منى سالم الجبوري

 

ضربني وبکى سبقني وإشتکى. قاعدة طالما إستفاد منها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وقام بتوظيفها في الکثير من مخططاته لصالحه، لکن لايبدو إن هذه القاعدة باتت تنفع مع السياق الجاري في التحقيقات الخاصة بتورط السکرتير الثالث للسفارة الايرانية في النمسا في العملية الارهابية التي کان من المزمع القيام بها ضد التجمع السنوي العام للمعارضة الايرانية في باريس في 30 يونيو/حزيران المنصرم، ولاسيما وإن المساعي الايرانية“المحمومة“التي کانت جارية عبر“لوبي“نمساوي لإسترداد هذا الدبلوماسي الايراني قد باءت بالفشل بعد موافقة محكمة ألمانية الإثنين الماضي، على تسليم بلجيكا دبلوماسيا إرهابيا للنظام الإيراني يشتبه بتورطه في مخطط لاعتداء على تجمع لـ المعارضة الإيرانية في فرنسا.

المحکمة الالمانية عندما أعلنت في بيان لها من أن“الشخص الملاحق لا يمكنه الاستفادة من الحصانة الدبلوماسية لأنه كان في إجازة لعدة أيام خارج البلد الموفد إليه، النمسا، ولم يكن يتنقل بين البلد الموفد إليه وبلده“، موضحة أن القرار اتخذ في 27 أيلول/سبتمبر. هذا التطور الذي يضيف صداعا قويا لطهران التي سبق وأن نجحت بالتملص والتخلص“الى إشعار آخر“، من العديد من جرائم الاغتيال السياسي الارهابية نظير إغتيال الدکتور کاظم رجوي ممثل المقاومة الايرانية في سويسرا، وإغتيال الدکتور عبدالرحمن قاسملو سکرتير الحزب الديمقراطي الکردستاني الايراني والعديد من العمليات الاخرى المشابهة والتي إستهدفت بشکل خاص ملفت للنظر المعارضين من منظة مجاهدي خلق. طهران تجد اليوم نفسها في موقف لاتحسد عليه بعد أن فقدت الکثير من المزايا والامتيازات ولم تعد الظروف والاوضاع الدولية تخدمها کالسابق وإذا ماأرادت دعما وتدخلا من جهة أو طرف دولي لإنقاذها فإن عليها أن تقدم تنازل موجع على الاقل إن لم يکن تنازلات!

منجل الارهاب والاغتيالات السياسية الايرانية الذي کان يمر سريعا ويحصد الکثير من الارواح لايبدو اليوم إنه حاد ويعمل کالسابق بل وحتى إنه صار يمر بطيئا الى الحد الذي يمکن للمعارضين الانتباه له، ويبدو إن إستبدال المسدس کاتم الصوت والقنابل الموقوتة بالصواريخ الباليستية کما جرى في العمليات الاخيرة التي إستهدفت مقرات الاحزاب الکردية الايرانية المعارضة قد جاء تماما بعد کشف وإفتضاح العملية الاخيرة التي قادها الدبلوماسي الايراني في السفارة النمساوية مما دفعهم لتغيير الاسلوب والطريقة ولکن وعلى الرغم من کل شئ، فإن طهران على موعد مع ملف قد ينزع منها ورقة التوت بطريقة مختلفة تماما عن کل الطرق الاخرى!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة