السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوموتيرة متصاعدة للعقوبات وتأثيراتها السياسية والاقتصادية

وتيرة متصاعدة للعقوبات وتأثيراتها السياسية والاقتصادية

0Shares

 

بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي وعقب الإعلان السياسة والإستراتيجية الأميركيتين الجديدتين بشأن إيران من جانب وزير الخارجية الأميركي بومبيو نشاهد مواقف وإجراءات متسارعة على الصعيد الدولي ضد نظام الملالي. وتعتبر جلستا استماع في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين مع الإعلان عن العقوبات الأميركية الجديدة من قبل الخزانة الأميركية والتي تستهدف قادة قوات الحرس والنظام المصرفي والخطوط الجوية تحت سيطرة قوات الحرس من بين هذه التطورات. ويسير كله نحو تضييق طوق العزلة السياسة للنظام وتشديد الضغوط الاقتصادية عليه.

 

جلستا استماع في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأميركي

في يومي الثلاثاء والأربعاء عقدت جلستان للاستماع بحضور وزير الخارجية مايك بومبيو في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس النواب وبعده بيوم في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ الأميركي حيث شهدت الجلستان اتفاقا من قبل الحزبين مع وزير الخارجية خاصة فيما يتعلق بإيران والإستراتيجية الأميركية الجديدة في هذا الشأن. كما أشار النائب روهرا باكر إلى حضور أنصار المقاومة الإيرانية المرتدين بالزي الأصفر في الجلسة مسميا إياهم بمحبي الحرية في إيران.

 

عقوبات أميركية جديدة ـ فرض العقوبة على ولي‌الله سيف رئيس البنك المركزي للنظام

خلال ما يقارب أسبوعين فرضت الخزانة الأميركية ثلاث فقرات من العقوبات الجديدة ضد نظام الملالي. بما في ذلك إدراج ولي‌الله سيف رئيس المصرف المركزي للنظام في قائمة الإرهاب وفرض العقوبة عليه.

كما فرضت العقوبة على «علي طرز» المستشار الدولي للمصرف المركزي بجانب سيف كـ«إرهابيين عالميين من صنف خاص». كما أدرجت الخزانة الأميركية بنك البلاد العراقي والرئيس والمدير العام فيه. كما أدرجت أحد عناصر حزب‌الشيطان التابع لنظام الملالي بعنوان محمد قيصر في قائمة العقوبات.

 

عقوبات أميركية جديدة ـ فرض العقوبة على 5أشخاص من قادة الحرس

أعلنت الخزانة الأميركية يوم الثلاثاء 22أيار/ مايو عن عقوبات جديدة ضد قوات الحرس.

وطبقا للعقوبات الجديدة أدرجت أسماء 5أشخاص من العناصر التابعة لقوات الحرس في القائمة السوداء للأشخاص الذين تفرض عليهم العقوبات وهم: «مهدي آذربيشه ومحمد آقاجعفري ومحمود باقري كاظم‌آباد وجواد بردبار شيرآمين ومحمدعلي حدادنجاد تهراني». وطبقا لإعلان الخزانة الأميركية كان هؤلاء الأشخاص من الذين كانوا يقدمون التقنية المرتبطة بالصواريخ الباليستية لميليشات الحوثي في اليمن حيث كانوا ينقلون الأسلحة إلى اليمن نيابة عن قوة القدس التابعة لقوات الحرس حيث لم تكن موجودة في اليمن قبل المواجهات.

 

عقوبات أميركية جديدة ـ فرض العقوبة على 9أشخاص وشركات مرتبطة بالخطوط الجوية للنظام

فرضت الخزانة الأميركية يوم 24أيار/ مايو 2018 العقوبة على بضعة أشخاص وشركات مرتبطة بالخطوط الجوية الإيرانية وأدرجت 31طائرة متعلقة بشركة الخطوط الجوية المملوكة لقوات الحرس عموما في قائمة العقوبات حيث تضم طائرة للتشريفات للنظام مما يعني أن هذه الطائرات لا يمكن لها الهبوط في المطارات الخارجية وتلقي الخدمات فيها. ويأتي ذلك بينما تمت إعادة العقوبات السابقة أو بحسب النظام يتم فرض أم العقوبات مما يبين كلها أن طوق العزلة السياسية والاقتصادية على رقبة النظام يتم تضييقه أكثر فأكثر.

 

تأثيرات اقتصادية وسياسية للعقوبات الأميركية الجديدة

يتم تفعيل بعض العقوبات المترتبة على انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي بعد 90يوما بينما يتم تفعيل البعض الآخر بعد 180يوما. غير أن العقوبات الجديدة للخزانة الأميركية يتم تفعيلها بشكل مباشر. ويتمثل التأثير المباشر لهذه الظروف من الناحية الاقتصادية في انسحاب الشركات الخارجية من الصفقة مع النظام.

وكتبت وكالة أنباء تسنيم التابعة لقوة القدس الإرهابية في تقرير نشرته في 19أيار/ مايو تقول: «8شركات عملاقة أوروبية عازمة على الانسحاب من إيران …

وهناك أنباء تقضي بانسحاب عدد من الشركات العملاقة ومتعددة الجنسيات الأوروبية من إيران. وانسحاب شركات عملاقة نظير توتال، إني، سيمنس، إيرباص، دنيلي، مرسك، ساكا، آليانس وما إلى ذلك من إيران يعتبر أنباء مخيبة للآمال وتنم عن قوة الولايات المتحدة في إحباط المحاولات السياسية الأوروبية».

ومن الناحية السياسية أدت هذه الظروف إلى أن بلوغ الأزمة الداخلية والصراع بين الزمر ذروتها حيث يمكن مشاهدة ارتفاع نبرتها في التصريحات الأخيرة لخامنئي، عندما حاول إلقاء اللوم على روحاني بشأن هزيمة مني بها النظام حول الاتفاق النووي.

وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي ساور موقع النظام العجز إلى حد كتب فيه علي خرم أحد الدبلوماسيين التابعين للنظام مقالا يقول:

«في الحقيقة نعيش ظروفا يمكن فيها للكل أن يفعل بإيران ما يشاء. وعلى سبيل المثال شاهدنا كيف تحدث مقتدى الصدر أخيرا بشأن إيران أو مثلا عندما سئل أحد المسؤولين الأفغان أخيرا أنه «لماذا لم يتمكنوا من وضع الحد للحروب الأهلية؟ قال إن إيران مقصرة وهي تقف وراء كل هذه القضايا». ولماذا؟! والسبب واضح. نحن نعيش ظروفا تشعر فيها البلدان إذا ما اتخذت موقفا ضدنا وذلك يصب لمصالحها».

 

هل يعلق النظام آمالا على أوروبا؟

في الحقيقة لا يعلق أحد في النظام آمالا على أوروبا. والتذرع بأوروبا ليس إلا من منطلق العجز والإعياء. كما قال خامنئي يوم الأربعاء قبل أي واحد آخر: «أثبتت هذه البلدان الثلاث أنها تتواكب مع الولايات المتحدة في النقاط الحساسة وتتبع الولايات المتحدة».

ومن الواضح أن أوروبا لا تضحي بمصالحها العظيمة مع الولايات المتحدة من أجل العلاقة مع النظام. كما لا تقدر الدول الأوروبية على فرض الهيمنة على الشركات التي تعتبر رؤوس أموالها أميركية للبقاء في إيران والتعامل مع النظام. وفي الحقيقة وبعد إعلان السياسة والإستراتيجية الأميركيتين الجديدتين أخذت التطورات تتسارع ضد النظام أكثر فأكثر. وفي داخل النظام أتت هذه التطورت بموجة ثقيلة من الإحباط والهزيمة وخيبة الأمل في هيكل النظام. وفي رأس الحكومة أيضا تؤدي هذه التطورات إلى احتدام صراع السلطة داخل النظام. ولكن الأهم هو تضييق الخناق للنظام على الصعيد الدولي مما يشق الطريق للشعب الإيراني للإطاحة بهذا النظام.

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة