الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومواقع الجوع والقمع في إيران..من يزرع الريح سيحصد العاصفة

واقع الجوع والقمع في إيران..من يزرع الريح سيحصد العاصفة

0Shares

يحل عيد الـ "نوروز" بعد أيام قليلة بينما موائد طعام الشعب الإيراني فارغة أكثر من أي وقت مضى، و"الأسعار الجامحة عشية رأس السنة الإيرانية الجديدة كسرت ظهور طبقات المجتمع الضعيفة".

ويستقبل سكان البلاد العيد بحال مزرية، حيث أكثر من 50٪ منهم ليس لديهم ما يكفي لدفع ثمن الطعام، ناهيك عن السكن أو الملابس أو السفر أو الدواء أو العلاج أو التعليم.

في ليلة العيد، لم يتبق لدى الشعب الإيراني سوى أن ينظر بأسف للغلاء الفاحش للأسعار، فعلى سبيل المثال، ارتفعت أسعار المكسرات من 50 إلى 298 ألف تومان للكيلوغرام الواحد، وينسحب ذلك عند "مقارنة أسعار السلع الاستهلاكية الأخرى الخاصة بعيد النوروز، مثل الحلويات والفواكه والمكسرات، فيشعرون بالخجل أمام أطفالهم عندما لا يتمكنون من شراء القليل من الحلويات ليلة العيد، والتي ما زالت أسعارها مرتفعة، لأن مكونات الحلويات أصبحت أغلى بنسبة 70 إلى 100٪ مقارنة بالعام الماضي".

وضرب الملالي النهابون ضربة "اجتثاثية" للاقتصاد الإيراني بفأس الفساد المؤسسي لدرجة أنهم أفرغوا طاولة المواطن، وأصبح وجود المكسرات والحلويات حتى في أيام النوروز ضمن طقوس الترف التي لا يمكن تحقيقها للمواطن الإيراني، ما دفع برئيس برلمان النظام للاعتراف بأن الناس لا يستطيعون حتى شراء أرجل الدجاج.

بعد إضعاف قدرتهم الشرائية بسبب الغلاء والتضخم، إلى جانب ضعف الأجور، لم يتبق أمام العمال الذين قابلهم نظام الملالي بسياسات معادية لهم ولكل الشرائح في المجتمع، إلا أن يشموا رائحة الفقر والحرمان بدلاً من رائحة نوروز، لأن "الأجور التي يتقاضاها العمال لا تغطي حتى ما يكفي من الخبز الحاف، وعليهم الوقوف في طوابير طويلة لشراء دجاج حكومي وساعات من الانتظار أمام متاجر بيع الزيت، وهذا هو وجه نوروز اليوم في المدن الإيرانية.

اقتصاد منهوب

كرّست حصيلة 42 عامًا من النهب على يد التنين ذي الرؤوس السبعة للحكومة، تدمير الاقتصاد الإيراني؛ لدرجة أن "نمو السيولة سجل رقماً قياسياً جديداً ومنذ بداية هذا العام تمت إضافة 2328 مليار تومان إلى السيولة كل يوم، وبحلول شهر فبراير تجاوزت السيولة الرقم المثير للاستغراب، والبالغ 3300 ألف مليار تومان".

في ذات السياقات فإن النظام الذي يواجه عجزًا غير مسبوق في الموازنة، حاول تكوين ثروة من خلال طباعة النقود لمدة 16 عامًا، مما أدى إلى التضخم والفقر الأسود الذي عم كل المجتمع تقريبًا.

الوجه الآخر للاقتصاد المدمر والتكاليف غير المسبوقة، يتمثل في السرقات الفلكية لآلاف العائلات الحكومية؛ وبحسب محسن رضائي، فإن عدد الأشخاص الذين لديهم ثروة تزيد عن ألف مليار تومان يقدر بحوالي 150 شخصًا، وإذا أخذنا في الاعتبار عدد الأشخاص الذين لديهم ثروة تزيد عن 100 مليار تومان، فسيكون عدد هؤلاء الأشخاص الحكوميين ألف شخص.

تراكم الثروة بسبب نهب مائدة وجيوب الناس الذين يعانون من فقر شديد لدرجة أنه "حتى في مجال شراء الخبز باتت لديهم مشاكل خطيرة، لتتضخم معها حسابات قادة النظام وعملائه، حتى وصلت الأصول المصرفية لحكومة فاحشي الثراء إلى 500 ألف مليار تومان" (حسب ما اشارت إليه صحيفة ابتكار في 13 مارس).

دأب مافيا خامنئي والحرس والوكالات الحكومية على نهب قوت الشعب الإيراني، وامتصاص ثروات البلاد، وصل إلى درجة أن "ثروة الأثرياء الحكوميين الفاحشة وحدها في البنوك تبلغ حوالي 10 أضعاف عوائد الدولة هذا العام" (المرجع نفسه).

من يزرع الريح سيحصد العاصفة

ولعل إدراك خامنئي وروحاني بات يسعفهما أكثر من أي وقت مضى بأن نهاية هذا الوضع ليس إلا انفجار اجتماعي لمجتمع محتقن بلغ السكين عظمه، لا سيما في زمن وباء كورونا، حين اتخذوا من الفايروس درعا لمنع تجمعات الجماهير، وبالتالي المد في عمر النظام، حيث دام ذلك عام كامل منع معه الانتفاضة، ولكن الدرع بدأ يفقد فعاليته وباتت المؤشرات تشير إلى وصول النظام إلى نهايته.

تلك المؤشرات التي أطلقتها سبع احتجاجات متنامية للمتقاعدين المحرومين في أقل من ثلاثة أشهر، واحتجاجات متتالية من قبل مجموعات أخرى، وكذلك الانتفاضة الشرسة والعنيفة للمواطنين البلوش المضطهدين في سيستان وبلوشستان وهرمزكان، كانت معها المواجهات بمثابة حرق لقوارب قوات الشرطة القمعية، وشكلت جميعها علامات على اقتراب ذلك اليوم العظيم.

باندلاع الانتفاضات والمواجهات في إيران، تكون الأوضاع قد وصلت إلى نقطة بات يعترف فيها عناصر النظام بعدم فعالية آلة القمع التابعة لخامنئي في إيقاف الناس الذين عادوا إلى الحياة، ويمكن التطرق في هذا المقام إلى تحذير المعمم فاضل ميبدي في 13 مارس، قائلاً: "لم يعد بالإمكان قمع الناس الجوعى، من الممكن السيطرة على الوضع بالقمع على المدى القصير، لكن لم يعد من الممكن السيطرة على هذا الوضع بالقمع على المدى الطويل".

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة