الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانهنيئًا لکم عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام رسول العدل والثورة

هنيئًا لکم عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام رسول العدل والثورة

0Shares

هنيئًا لکم عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام صوت للعدالة والحرية

«هنيئًا للمضطهدين من أجل الحق، لأن لهم ملکوت السماوات» (إنجيل متی – 5)

هنيئًا لکم عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام حقًا کان عيسی المسيح داعيًا إلی مقاومة الظلم وتضامن المظلومين وصوتًا للعدالة.

عيسی المسيح أو يسوع المسيح وُلد في بيت لحم بفلسطين من مريم العذراء علی أيام أغسطس قيصر (4 ق. م). عاش في الناصرة بفلسطين في سنّ الثلاثين ومنها سمّي الناصريّ. ثم أخذ يبشر بملکوت الله صانعًا المعجزات. مات مصلوبًا علی عهد الوالي الروماني بيلاطس البنطي وقام في اليوم الثالث متمّمًا النبّوات في معتقد المسيحيين. أسس الکنيسة وهي جماعة المسيحيين. أخبار حياته وتعاليمه في الإنجيل. وعند المسلمين هو عيسی عليه السلام عبد الله ورسوله وکلمته التي ألقاها إلی مريم وروح منه، وهو آخر أنبياء بني إسرائيل. ذکر اسمه في القرآن بلفظ «المسيح» تارة وبلفظ عيسی تارة ورفعه الله إليه.

في ليلة واحدة من کل عام تمتزج أضواء الشموع بأصوات النواقيس وبالترنيمة العذبة للأغاني الدينية احتفاء بالميلاد الميمون للسيد المسيح عليه السلام ميلاد النور الذي أشرق في عقر الظلام الدامس بدهاليز العصور البائدة وناقوس قرع من أجل الحب والعدالة وأغنية جعلت أنغام تطور الإنسان وکرامته تترنم في روح البشرية الهائمة. فها هو عيد الميلاد الذي تتصافح فيه الأيدي وتتلاحم فيه القلوب وتبتسم فيه الوجوه ويتم فيه تبادل الهدايا تعبيرًا عن المحبة والحنان، لأن المحبة والإخاء والرحمة کانت هدية عيسی (ع) للإنسانية جمعاء. في عيد ميلاد المسيح (ع) يحملون أشجار الصنوبر إلی المنازل ويقومون بتزيينها وإنارتها تعبيرًا عن انتصار الحياة والنضارة في صلب الشتاء الکئيب المميت. ألم يکن السيد المسيح (ع) هو الذي جعل الحياة بأنفاسه تنتصر علی الموت وجعل الروح في أبناء البشر بکلامه يتحول إلی ربيع النضارة والحيوية والازدهار في الطبيعة الإنسانية.

وهو النبي العظيم الذي فتحت وبميلاده في مثل هذا اليوم صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية کونه يجسد رسالة الخلاص والوحدة وکون أول کلمات أجراها هو علی لسانه هي التوحيد والخير والبرکة والتبرؤ من الظلم والاضطهاد. وعند ما أصبحت أمه مريم العذراء التي يمثل وجودها أحد المنعطفات المتألقة في تاريخ الإنسان تتعرض بسبب ولادتها للمسيح لسهام التهمة والافتراء والاستهتار التي کان يطلقها عليها الرجعيون والمتاجرون بالدين بحيث اضطرت إلی صيام الصمت فتحدث عيسی المسيح (ع) عجبًا حيث أعلن عن هويته ونبوته ورسالته التحررية وفي الوقت نفسه أدلی بالشهادة علی طهارة أمها المقدسة ومنزلتها ومکانتها السامية حيث قال: «والسلام علی يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا».لقد أبلغ السيد المسيح عليه السلام إلی الناس رسالته السماوية التي هي رسالة التحرر والإخاء ورسالة الأمل والنور بتحمله صنوف الشدائد والصعاب داعيا أنصاره وأتباعه إلی التضحية والبذل ونکران الذات من أجل تحقيق الحرية والسلام والعدالة، قائلاً:

«من غادر دياره أو إخوانه أو أخواته أو أباه أو أمه أو زوجته أو أولاده أو أراضيه فسوف يجد مائة ضعف ويرث الحياة الخالدة».وأما أول من خاضت درب الفداء والتضحية وبذل النفس والنفيس لتحقيق هذه الأهداف المقدسة فهي أم عيسی السيدة مريم العذراء عليها السلام سيدة مطهرة حملت عبء هذه الرسالة حتی قبل ولادة السيد المسيح (ع) وأنجزت رسالتها التحررية بشجاعة وصمود يفوقان التصور وهي المرأة التي يذکرها القرآن في عداد أکبر المنادين إلی الوحدة والإخلاص وفاتحي الطريق نحو تحرر الإنسان ويقيم لها منزلة تساوي منزلة أنبياء التوحيد الکبار. وهي المرأة التي أدت دورًا بارزًا وخاصًا ليس في ولادة السيد المسيح ونشوء المسيحية فحسب وإنما في التوسع والامتداد التاريخي لرسالة الرحمة والخلاص التي حملها أنبياء التوحيد الآخرون أيضًا.

إن السيد المسيح (ع) المبشر بخلاص وتحرر ابن آدم کان مفعمًا بالرحمة والحنان للمضطهدين والمقهورين بقدر ما کان يعادي ويتحدی الظالمين والدجالين والمتاجرين بالدين وأعداء الإنسان والإنسانية ولم يکن يحدثهم إلا بالغضب والغيظ. ففي بيت المقدس عند ما ساور الخوف معلمي الشريعة والفريسيين المرائين من جماهير الناس الذين آمنوا برسالة عيسی (ع) وبالتالي غضبوا واعترضوا عليه فصرخ عليهم عيسی المسيح (ع) بصيحة سيدوي صداها إلی الأبد ضد الدجل والاتجار بالدين، قائلاً: «أيها الحيات أولاد الأفاعي! کيف ستهربون من عقاب جهنم؟».مقتطفات من کلام عيسی المسيح (ع):
«… ما أصعب دخول الأغنياء إلی ملکوت الله! فمرور الجمل في ثقب الإبرة أسهل من دخول الغنی إلی ملکوت الله…» (إنجيل لوقا – 18).«تسلحوا بسلاح الله الکامل لتقدروا أن تقاوموا في يوم الشر وأن تثبتوا بعد ما تممتم کل شيء، فاثبتوا إذًا متمنطقين بالحق لابسين درع الاستقامة… واحملوا الإيمان ترسًا في کل وقت لأن به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير المشتعلة والبسوا خوذة الخلاص وتقلدوا سيف الروح الذي هو کلام الله…» (من رسالة بوليس الرسول إلی کنيسة أفسس – الباب السادس).

«لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ثم لا يقدرون أن يفعلوا شيئًا» (إنجيل لوقا – 11).«روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساکين، أرسلني لأنادي للأسری بالحرية وللعميان بعودة البصر إليهم، لأحرر المظلومين» (إنجيل لوقا – 4).«هنيئًا للمضطهدين من أجل الحق، لأن لهم ملکوت السماوات» (إنجيل متی – 5).«إياکم ومعلمي الشريعة يرغبون في المشي بالثياب الطويلة ويحبون التحيات في الساحات ومکان الصدارة في المجامع ومقاعد الشرف في الولائم يأکلون بيوت الأرامل وهم يظهرون أنهم يطيلون الصلاة. هؤلاء ينالهم أشد العقاب» (إنجيل لوقا 20 و47).«الويل لکم أنتم أيضًا يا علماء الشريعة تحملون الناس أحمالاً ثقيلة ولا تمدون إصبعًا واحدة لتساعدوهم علی حملها… ولذلک قالت حکمة الله:

أرسل إليهم الأنبياء والرسل فيقتلون منهم ويضطهدون حتی أحاسب هذا الجيل علی دم جميع الأنبياء الذي سفک منذ إنشاء العالم من دم هابيل إلی دم زکريا الذي قتل بين المذبح وبيت الله. أقول لکم: نعم سأحاسب هذا الجيل علی دم هؤلاء کلهم» (إنجيل لوقا – 11).«ها هو فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي به رضيت. سأفيض روحي عليه، فيعلن للشعوب إرادتي… يثابر حتی تنتصر إرادتي، وعلی اسمه رجاء الشعوب» (إنجيل متی – 12).«هذا الشعب يکرمني بشفتيه، وأما قلبه فبعيد عني… وقال لهم ‘ما أبرعکم في نقض شريعة الله لتحافظوا علی تقاليدکم» إنجيل مرقس – 7).«وإذا صمتم، فلا تکونوا عابسين مثل المرائين يجعلون وجوههم کالحة ليظهروا للناس أنهم صائمون… أما أنت فإذا صمت فاغسل وجهک وادهن شعرک حتی لا يظهر للناس أنک صائم…» (إنجيل متی – 6).

«وليکن أکبرکم خادمًا لکم. فمن يرفع نفسه ينخفض، ومن يخفض نفسه يرتفع… الويل لکم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تغلقون ملکوت السماوات في وجوه الناس، فلا أنتم تدخلون، ولا تترکون الداخلين يدخلون… الويل لکم أيها القادة العميان!… تصفون الماء من البعوضة، ولکنکم تبتلعون الجمل. الويل لکم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تطهرون ظاهر الکأس والصحن، وباطنهما ممتلئ بما حصلتم عليه بالنهب والطمع… يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! أنتم کالقبور المبيضة ظاهرها جميل وباطنها ممتلئ بعظام الموتی وبکل فساد…» إنجيل متی – 23).

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة