الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتمن هروب الى هروب آخر

من هروب الى هروب آخر

0Shares

بقلم:محمد رحيم

 

ليس أمام الخاسر أو المهزوم من مواجهة سوى إظهار عدم الاکتراث أو التصرف و إطلاق التصريحات بطابع يغلب عليه التوتر و الاضطراب و العصبية البالغة، خصوصا إذا ماکان من النوع المتطرف الذي لايٶمن بالآخر، وإن تصريحات المرشد الأعلى للنظام الإيراني، التي أدلى بها يوم الاثنين الماضي، لم يکن غريبا أن يفسره العديد من المحللين، والتي أصدر فيها تعليمات لبدء تخصيب اليورانيوم وتعزيز القدرات الصاروخية بأنها تدل على الضعف أکثر من القوة وهو کعادة و دأب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الهروب للأمام بل وحتى الهروب من الهروب نفسه!

تصريحات خامنئي هذه، تضمنت أيضا تأکيدا على استمرار التدخل في دول المنطقة قائلا: "سنواصل دعمنا للدول المقهورة"، وهو مايعني إن واحدة من أکثر القضايا خطورة و حساسية و تأثيرا على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، أي التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة، لايريد النظام الايراني الحديث بشأنها و يصر على موقفه، رغم إننا يجب أن نشير الى أن ليس البلدان الغربية و بلدان المنطقة يرغبون بإنهاء نفوذ هذا النظام بل حتى الشعب الايراني و المقاومة الايرانية أيضا بل وحتى يصران على ذلك، الى جانب رفضهما للبرنامج النووي و لبرامج الصواريخ الباليستية، وعندما يعلن المرشد الاعلى هکذا موقف فإن معنى ذلك ليس الاصطدام مع المجتمع الدولي فقط وانما حتى مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية.

البرنامج النووي الايراني و برنامج تطوير الصواريخ الباليستية و التدخلات في المنطقة، کلها خطوات خاطئة قام بها النظام الايراني و ألحق من ورائها أضرارا کبيرة بشعبه لايمکن تحديد آثارها و تداعياتها، وإن زعيمة المقاومة الايرانية، السيدة مريم رجوي قد أعلنت منذ أعوام عن رفض تلك الخطوات و غيرها و دعت الى التعايش السلمي في المنطقة و عدم التدخل في شٶون الغير و الى إيران خالية من أسلحة الدمار الشامل و مٶمنة بمبادئ حقوق الانسان و المرأة، وهي مواقف إيجابية لقيت ترحيبا واسعا من جانب بلدان المنطقة و العالم خصوصا وإنه قد کان للمقاومة الايرانية دورا إيجابيا بارزا في کشف الجوانب المخفية في البرنامج النووي و کذلك في فضح مخططات النظام التي إستهدفت و تستهدف بلدان المنطقة.

في الوقت الذي يسعى النظام الايراني الى الهروب للأمام و عدم مواجهته للمشاکل التي أثارها و العمل على معالجتها بتعقل و روية، فإن المقاومة الايرانية و على العکس من النظام تعلن عن مد يد التعاون و الاخوة من جانب الشعب الايراني لکل العالم و ترفض سياسات النظام الخاطئة وهو موقف سيشهده العالم کله عن کثب في 30 حزيران/يونيو القادم في باريس من خلال التجمع العام السنوي للمقاومة الايرانية ذلك إن هذا النظام قد وصل الى طريق مسدود وليس أمامه سوى الرحيل و ترك الساحة للبديل الديمقراطي الباني لإيران الغد، المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة