الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومنهجان متناقضان لروحاني على أعتاب اجتماع الجمعية العامة

نهجان متناقضان لروحاني على أعتاب اجتماع الجمعية العامة

0Shares

تشير الأنباء إلى تشديد العزلة الإقليمية والدولية للنظام، غير أنه وفي الوقت نفسه هناك تباينات عديدة بين كلمة أدلى بها روحاني يوم السبت 22سبتمبر/أيلول 2018 في العرض العسكري للقوات المسلحة التابعة للنظام في الذكرى السنوية لاندلاع الحرب الخيانية للوطن، ومضمون الأنباء التي تدل على العزلة الدولية للنظام.

وكانت كلمة روحاني في مراسيم الذكرى السنوية لاندلاع الحرب في قبر خميني عبارة عن عنتريات جملة وتفصيلا حيث أطلق العنتريات من خلال دعايات صاخبة، منها عندما زعم بالنجاح في الحرب الخيانية للوطن، أبدى تأكده أيضا من النجاح في الحرب الاقتصادية قائلا: «سوف تكون نهاية هذه الحرب أروع من نهاية الحرب ثماني سنوات، وذلك في فترة أقصر وبتجارب أكثر للغاية والعدو أضعف وأعجز من أي وقت مضى. وفي تلك الحقبة كان الشرق والغرب بجانب العراق، واليوم وقف الشرق والغرب بجانبنا مستنكرة لما تقوم به أميركا من إجراء» مؤكدا: «لا شك في أننا نتغلب على ترامب».

وفي جانب آخر من تصريحاته قال: «إنهم يريدوننا نتخلى عن أسلحتنا الدفاعية وصواريخنا ونضعها إلى جانب ويمنعوننا من التدخل في المنطقة حسب قولهم»، وتابع يقول: «إن إيران ليست لا تتخلى عن أسلحتها الدفاعية وصواريخها فحسب، وإنما سوف تزيد قوتها الدفاعية يوما بعد آخر… وسخطهم تجاه صواريخنا يعني أن الصاروخ هو أكثر أسلحتنا تأثيرا اليوم، وبتصريحهم هذا، نقدر صواريخنا أكثر».

وبشأن السياسة الإقليمية للنظام وتأكيد كل من الولايات المتحدة وأوروبا على ضرورة عدم تدخل النظام في شؤون بقية البلدان قال: «إنكم تؤكدون على عدم وجودنا في منطقتنا، ولكن السؤال هو لماذا أنتم لديكم وجود في هذه المنطقة وأنتم على بعد آلاف الكيلومترات».

 

توازن عاجز

وكان روحاني وبهذه العنتريات يهدف إلى تحقيق التوازن بين هذه التصريحات ومقال نشرته قبل يوم صحيفة واشنطن بوست باسمه. وكان بيت القصيد من كلام روحاني في هذا المقال هو عنوان المقال: «إيران تلتزم بحوار صادق وهل يلتزم ترامب أيضا؟».

وفي المقال إذ أبدى روحاني تذمرات بشأن «تتم تغذية الإدارة الأميركية من خلال نشر الأكاذيب والتفاسير المزيفة من جانب الجماعات الإرهابية وإسرائيل» كتب يقول:

«في حالة توفير المصالح الإيرانية رغم الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، فإننا نبقى في الاتفاق النووي وإلا ننتهج سبيلا آخر. ليس مقترح قدمه ترامب للحوار المباشر مع إيران صادقا وأصيلا. كيف نصدق بصحة كلامه عندما ذهب وزيره للخارجية إلى حد أعلن فيه جهارا عن قائمة طويلة تضم شروطا وقحة من أجل خوض المفاوضات؟».

إن هذه الأقوال التي لا تعني في الدبلوماسية سوى التذرع والتوسل من أجل المفاوضة، خاصة موجهة للخارج حيث كان على روحاني تحقيق التوازن بين هذه التصريحات وتلك التي أدلى بها في قبر خميني الدجال يوم 22سبتمبر/أيلول ليشد من أزر قوات النظام ويعزز معنوياتها.

 

أقوال أوروبية أو إجراء أوروبي؟

كان هناك قول مشترك في كل من تصريحات روحاني يوم السبت 22سبتمبر/أيلول والمقال في صحيفة واشنطن بوست وهو: لقد أصبحت أميركا معزولة.

ولا شك في أن هذه الأجواء سائدة في وسائل الإعلام التابعة للنظام بكل كثافة، كأن الأجواء في الجمعية العامة ومجلس الأمن سوف تكون لصالح النظام وعلى حسب الولايات المتحدة. وكلما يوحي كل من روحاني ووسائل الإعلام الحكومية بأنه «عزلة أميركا» هو أن الأوروبيين سوف يعارضون في الجمعية العامة للمواقف الأميركية فيما يتعلق بالانسحاب من الاتفاق النووي.

أما وفي حالة اتخاذ الأوروبيين مواقف حول «فوائد الاتفاق النووي» وتقديم الوصايا للولايات المتحدة حول العودة إلى الاتفاق النووي وما شابه ذلك، فإنها هي نفس المواقف التي اتخذت أكثر من مرة حتى الآن ولا تعالج مشكلة من النظام ولن تكون حلا لأي واحد من آلام النظام. وحصيلة «الاتفاق النووي مع أوروبا» وبعد كل تلك التذمرات والأنات والآهات والطلبات السخيفة من قبل خامنئي القاضية بـ«وجوب إعطاء الضمانات من قبل أوروبا» وما شابهها…، كانت عبارة عن وعد مذل ومخز لـ50مليون يورو حيث أعطوا للنظام 18مليون منها كصدقة حتى اليوم وذلك بعدما عينوا حالات استخدامها، وليس إلا!

ولكن وإذا ما ألقينا نظرة على النماذج الموضوعية والمادية، فإن الأوضاع على عكس ما يزعمه روحاني. وبدأت الشركات تغادر إيران واحدة تلو الأخرى.

كما رفضت حتى الآن فرنسا وبريطانيا والكويت تقديم سفرائها في إيران.

وفي منظمة أوبك انعزل النظام بشكل تام ولذلك لا يشارك وزير النفط في النظام في اجتماع «اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة اتفاق بلدان أوبك وخارجها (JMMC) ».

ويساعد جانب من تصريحات نيكي هيلي في هذا الشأن لإدراك الاتجاه الصواب لهذه القضية، حيث قالت:

«إن كان هناك بلد يعد مصدرا للحرب وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ويجدر أن يختص ربع نقاشات تجري في مجلس الأمن به، فإن ذلك البلد … هي إيران … ومن الصعب الإشارة إلى حرب في الشرق الأوسط لا يوجد أثر من إيران فيها»، متهمة طهران بانتهاك سيادة لبنان وسوريا واليمن، والعراق على وجه الخصوص.

واستدلت هيلي قائلة: «وبشأن العراق، إنهم يهدفون إلى استغلال الوضع غير الحاسم من أجل إيجاد طرق إيرانية من أجل الأسلحة والقوات من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط … وإن إيران قادرة على إيقاف الهجمات التي تشنها القوات التابعة لها بالوكالة. وفي حالة اختيارها عدم القيام بذلك، ففي تلك الحالة سوف يرد البيت الأبيض على طهران بإنذار صارم».

 

أ ليست العزلة جانبا من سياسة هذا النظام؟

عزلة النظام ليست قضية جديدة، وهي قضية كانت منذ عهد خميني حيث كان خميني يقول: أجل إننا في العزلة بل نريد أن نكون في العزلة. ولكن الأمر الهام والرئيسي هو أنه متى وأين ينتهي المطاف بهذه العزلة بشكل حاسم؟

والإجابة على هذا السؤال ليست من نوع السؤال نفسه، وحقيقة الأمر أن النظام سوف يحسم أمره في الداخل وعلى أيدي الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. العزلة الإقليمية والدولية هي ظروف خارجية تساعد هذا الأساس وتعززه وتسهله. وانظروا إلى عاشوراء هذا العام وما ساور النظام من خوف وذعر وقلق بل حركات احتجاجية متزايدة وعارمة. وهذه القضايا هي التي تحسم الأمر وليس ما يجري خارج حدود الوطن. وتسهيل الظروف من أجل القيام بأي أمر يحظى بالأهمية غير أن ما يحسم قضية ليس الظروف وإنما أساس تعتمد طبيعة الظاهرة عليه فقط.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة