الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومنهایة النظام الإیراني في العراق تقترب مع تصاعد انتفاضة الشعب العراقي

نهایة النظام الإیراني في العراق تقترب مع تصاعد انتفاضة الشعب العراقي

0Shares

اشتعلت انتفاضة الشعب العراقي ضد الطغمة الفاسدة الحاکمة في العراق والتابعة لنظام الملالي وارتفعت حدة الاحتجاجات مرة أخری بحلول یوم الأحد الموافق 19 ینایر الجاري.

حیث أضرم المحتجّون النار في صور الجزارین الهالکین قاسم سلیماني وأبو مهدي المهندس علی نطاق واسع ولا سيما في المحافظات الجنوبية، وأحرقوا مقرّ كتائب حزب الله التابع للنظام الإیراني في النجف.

وأغلقوا الطرق في الحلة والشوارع الرئيسية في الناصرية، وتصدّوا للهجمات الوحشیة التي شنّتها قوات الأمن القمعية في ساحة الطیران ببغداد.

وکان المتظاهرون العراقيون قد أمهلوا  السلطات أسبوعاً واحداً ینتهي بحلول مساء الأحد لتنفیذ مطالبهم أو البدء بخطوات تصعیدیة ومرحلة جدیدة من العصیان المدني والاحتجاجات في جمیع أنحاء البلاد، تشمل إغلاق جمیع الطرق الرئیسیة المؤدیة إلی بغداد في سبیل تحقیق مطالبهم الرئیسیة.

مع نهایة المهلة المحدّدة، قام العراقيون وعلی رأسهم الشباب بتنفيذ التهديد ببغداد ومدن أخرى صباح يوم الاثنين الموافق 20 يناير، واشتبكوا مع القوات القمعية في بعض الأماكن مما أسفر عن سقوط عدد من القتلی وإصابة عدد آخر من المتظاهرین.

سیاسة النظام الإیراني لإحباط إنتفاضة الشعب العراقي وقمعها

 

خلال ثلاثة أشهر ونصف منذ اندلاع الانتفاضة العراقیة، تابع النظام الإیراني تنفیذ استراتیجیة أساسیة ذات بعدین في العراق:

 أولاً-  تحویل مسار الانتفاضة من استهداف النظام الإیراني إلی استهداف الولايات المتحدة.

ثانیاً – تحلیل وتفکیك صفوف المتظاهرین من خلال إرهاقهم وفرض جو من الرعب عليهم.

 

وکان الإرهابي قاسم سلیماني الوجه الأبرز في متابعة استراتیجیة النظام هذه في العراق. ولهذا الغرض شنّت كتائب حزب الله العراقي التابعة للحرس بقیادة سلیماني هجوماً على القاعدة الأمريكية کي.وان في 27 دیسمبر.

هذا الهجوم أثار الأمريكان وجعلهم يفكرون بردّة فعل  عسكرية، ثمّ جاءت محاولة الاستيلاء على السفارة الأمريكية في بغداد من قبل المیلیشیات بتاریخ 31 دیسمبر، مما ردت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بالغارة الجویة علی موکب قاسم سیلماني والذي أسفر عن مقتله ومقتل رفیقه أبو مهدي المهندس.

بغیاب هذین الجزارین خسر النظام الإیراني ذراعه الرئیسي في العراق، لكن هذا لم یمنعه من متابعة مخططاته ومؤامراته الشریرة هناك وبذل قصاری جهوده لإبقاء العراق في قبضته.

 

الآن وبعد هلاك قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، يحاول النظام متابعة استراتیجیة تحویل مسار الانتفاضة وتفکیکها من خلال "مقتدی الصدر" باعتباره حصان طروادة في المقاومة العراقية.

أبرز ما قام به الصدر في هذا الصدد هو الدعوة لمظاهرة حاشدة ضد الولايات المتحدة ومكافحة الفساد في العراق تُقام يوم الجمعة 24 يناير.

لكن المتظاهرین العراقیین ردّوا علی هذه الدعوة عبر بيان أصدرته الحركة الشعبية العراقية قائلین:

«هذه دعوة سياسية بحتة جاءت من إيران ولا تتناول قضیة العراق».

الشعب العراقي والمتظاهرون الأبطال عبّروا عن رفضهم لمقتدى الصدر وسیاساته بقولهم: «أمريكا حمى لكن النظام الإيراني سرطان»!

أما البعد الثاني من استراتیجیة النظام الإیراني في العراق المتمثّل في الإرهاق والترهيب فهو یتمّ من خلال المماطلة وتضییع الوقت وإعطاء وعود فارغة للمتظاهرین من ناحیة، وشنّ الهجمات الإجرامية على المتظاهرين بین الفینة والأخری في أماکن اعتصامهم ببغداد وغيرها من المدن واغتيال واختطاف ناشطي الانتفاضة من ناحیة أخری.

لكن المنتفضین العراقیین وعلی رأسهم الشباب قد ردّوا ردّاً صریحاً علی هذا البعد أیضاً وفقاً لما احتوت علیه لافتاتهم والتي جاء فیها: «الصبر والمقاومة» و«نُتعِبُ ولا نَتعَبُ».

على هذا النحو فقد نضج خط المقاومة وتوسّع علی نطاق واسع خلال الأشهر القليلة الماضية. صمود المتظاهرین والشباب المنتفضین في ساحة التحرير وغيرها من ساحة الاعتصامات وثباتهم علی موقفهم المعارض أدّی إلى حصولهم علی دعم متزاید من قبل العدید من الفئات في کافة أرجاء العراق.

سبب فشل سیاسة النظام الإیراني في العراق

ليس هناك شك في أنّ العامل الرئیسي الذي أدى إلی فشل سياسة النظام الإیراني للاستحواذ علی العراق والتهامه بالکامل والتي واصل النظام التخطیط لها والسعي في سبیل تحقیقها  طیلة 17 عاماً مضت، هو إنتفاضة الشعب العراقي ووعیه إلی جانب انتفاضة الشعب الإيراني.

كما نوّه قائد المقاومة الإیرانیة السید مسعود رجوي في رسالته إلى جيش التحرير رقم 18 بتاریخ 29 نوفمبر 2019 حين قال :

«العدو واحد، والجبهة واحدة والنضال مشترك من إيران إلى العراق واليمن وسوريا ولبنان».

تجلّى هذا النضال المشترك مرة جدیدة عبر السعادة العارمة والمشتركة للشعب الإيراني والعراقي عند هلاك قاسم سليماني.

والذي یرمز إلی الفشل الذریع الذي مُني به النظام الإیراني في عمقه الاستراتیجي بالعراق، کما یرمز إلی بزوغ شمس الحریة في هذا البلد وتحرير المنطقة بأسرها من نير نظام الملالي ونهاية الرجعیة والإرهاب اللذین يحاول نظام ولایة الفقیه نشرهما في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقد قال مسعود رجوي في نهاية رسالته المشار إلیها أعلاه إنّ: «شعوب هذه المنطقة من العالم ترید الإطاحة بنظام الفاشیة الدینیة ووکلائها ومرتزقتها، علی القیود أن تتحطّم وعلی التاریخ والمستقبل الرضوخ لإرادة شعبنا».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة