نهاية نظام

بقلم :  سارا أحمد کريم

يواجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية حالة غريبة وفريدة من نوعها، إذ يبدو کمن ضاقت به السبل ووصل الى منعطف لاسبيل للخروج منه أبدا، ومع إن هذا النظام قد عمل طوال 40 عاما على ممارسة القمع بمختلف أنواعه ضد مختلف شرائح الشعب الايراني وجعل من إيران سجنا کبيرا وأوصل أحکام الاعدامات الى أرقام قياسية غير مسبوقة بحيث صار ينافس الصين على المرکز الاول، لکنه وعلى الرغم من کل ذلك فإنه يقف اليوم في مواجهة إحتجاجات شعبية غاضبة آخذة في التأجج والاستمرار منذ 28 ديسمبر/کانون الاول2017، وبقدر مايصعد النظام من قمعه فإن الشعب يضاعف من رفضه وغضبه ضده.

هذا النظام الذي طالما کان يراهن على القمع والاضطهاد ويتصور بأن ذلك کفيل برضوخ الشعب له ولمخططاته المشبوهة بل وحتى إنه قد تمادى کثيرا في ذلك وصار مضربا للأمثال، يحاول الإيحاء بأنه لايزال في کامل قوته وعافيته وإنه يمسك بزمام الامور، لکن الاوضاع التي تواجهه الآن والمشاکل والازمات التي تحيط به من کل جانب، تٶکد بأن مايفعله ليس إلا کمسعى خائب وليس من أي نتيجة أو فائدة من ورائه.

مايحدث الان في إيران، يشرح بکل وضوح بأن الشعوب هي من تقرر سياق الامور والاوضاع وتحسم النتيجة لصالحها، وإن النظام الايراني الذي إرتکب أکبر الجرائم والانتهاکات بحق الشعب الايراني يمکن القول بأنه قد وصل الى مرحلة لابد له فيها من دفع قائمة حساب کل فظائعه ولاغرو بأن قادة النظام ومسٶوليه صاروا يعلمون ذلك جيدا ولذلك فإنهم يشعرون بحالة من الرعب والهلع التي تدفعهم للتمادي في الجريمة لأنها کانت طريقهم واسلوبهم الوحيد للتعامل مع الشعب.

نهاية نظام، هي أفضل تسمية ووصف يمکن إطلاقه على مايجري الان في إيران وخصوصا نهضة الشعب والمقاومة الايرانية بوجه النظام وإصرارهم على إسقاط النظام والانتقام لکل الشهداء والضحايا والمظلومين والمعذبين بيده، والذي يٶکد ذلك أکثر من أي شئ آخر، هو إن قادة النظام صاروا يتحدثون علنا وبمنتهى الصراحة عن إحتمالات سقوط النظام ومايجب أن يقوم به من أجل مواجهة ذلك، ولاسيما وإن الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد وصلت الى مرحلة الازمة الحادة التي لامخرج منها أبدا.

لکل بداية نهاية، وإن النظام الايراني قد شارف على نهايته الحتمية وهي نهاية سيدفع فيها رغما عنه ثمن کل ماقد إرتکبه من جرائم ومجازر وسيقام على أنقاضه النظام النموذجي الذي يحلم به الشعب وينتظره بفارغ الصبر على يد المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.

وكالة سولابرس