الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتنهاية المشوار أم ماذا؟

نهاية المشوار أم ماذا؟

0Shares

بقلم منى سالم الجبوري

 

تسارع التطورات والاحداث المتعلقة بالاوضاع في إيران ولاسيما فيما يخص المواجهة غير العادية القائمة بين الولايات المتحدة الامريکية وإيران، والتي يبدو إنها وبعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي وفرض العقوبات وإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية، قد وصلت الى منعطف خطير بحيث إن تصريحات بالغة التوجس من جانب قادة ومسٶولين إيرانيين باتت تشير بصراحة من إنه لم يبق في الافق سوى أن تشن الولايات المتحدة حربها ضد إيران، ذلك إن إدراج الحرس الثوري الذي يمثل العصب الاساسي للنظام، قد شکل تطور غير مسبوق على طول العلاقات الامريکية ـ الايرانية وإنها تشکل تحديا إستثنائيا ضد طهران.

القوة الاساسية التي إعتمدت وتعتمد عليها الجمهورية الاسلامية الايرانية، تستند على الحرس الثوري والدور الذي يقوم به من حيث تنفيذ المشروع الايراني في المنطقة والعالم، وإن نفوذ وهيمنة طهران على أربعة عواصم عربية، قد صار بحد ذاته ورقة مساومة وضغط بيد القادة الايرانيين يلوحون بإستخدامه السلبي في حال سارت الامور بإتجاه معاکس لهم، ومن الواضح إن طهران قد إستفادت کثيرا من التوجس والحذر الدولي من تهديداتهم بهذا الصدد، لکن وعندما يبادر الرئيس الامريکي ترامب لتصنيف الحرس الثوري برمته ضمن قائمة المنظمات الارهابية ولا ولم يکترث أو يأبه لکل التهديدات النارية الصادرة من طهران، فمعنى ذلك إنه قد وضع إيران کنظام سياسي ـ فکري أمام الامر الواقع وألقى الکرة في ملعبها بعد أن وجه لها قبل ذلك سلسلة ضربات موجعة جدا بإعتراف المسٶولين الايرانيين أنفسهم.

التحدي الامريکي النوعي الاخير ضد طهران في حال عدم إستسلامها وخضوعها للشروط والمطالب الامريکية القاسية، لن يقف عند هذا الحد والمستوى کما أکدت الادارة الامريکية أکثر من مرة، بل وإن سيل القرارات ليس الکابحة لتحرکات والنشاطات الايرانية المشبوهة في المنطقة والعالم وإنما القاصمة لها والتي تصيبها بالشلل، ولاسيما وإن القرارات التي صارت تتخذ جوانبإقتصادية وسياسية وأمنية، تدل على إصرار أمريکي غير مسبوق في إکمال مشوار المواجهة معها في حين إن مايقوم به الامريکيون يضع نظرية ولاية الفقيه المطبقة في صيغة الجمهورية الاسلامية الايرانية أمام إختبار مصيري ويجعلها أيضا أمام خيار تکملة مشوارها الذي قطعت مسافة طويلة منه من أجل تحقيق مشروع الخميني في إيران والمنطقة أو تخليها عنه وهو مايعني إعلان ليس فشل بل وحتى سقوط النظام برمته لأن النظام مبني وقائم في الاساس على هذه النظرية التي يبدو إنها تواجه موقفا لايختلف کثيرا عن ذلك الذي واجه دولة الخلافة الداعشية!

بحزاني نت

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة