الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتنظام يجلس على برميل بارود

نظام يجلس على برميل بارود

0Shares

بقلم:مها أمين

 

يمکن القول بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يقف حاليا في وضع يرثى له، خصوصا عندما يحاول تصوير أوضاعه في داخل إيران بأنها طبيعية جدا وإنه يمسك بزمام الامور بکل قوة و منصرف لمواجهة خصومه الخارجيين ولاسيما الولايات المتحدة الامريکية لکن الذي يلفت النظر و يحرج النظام الايراني أکثر من أي شئ آخر هو إن المحتجين من أبناء الشعب الايراني ولاسيما في مدينة کازرون، يهتفون بأن العدو هنا، في إشارة الى النظام نفسه!

الاحتجاجات العارمة المستمرة في مختلف أنحاء إيران و فشل الاجهزة الامنية الايرانية وعلى الرغم من إستخدامها لأفظع الممارسات القمعية و أنعفها، في إخماد هذه الاحتجاجات و إجبار الشعب على أن يبقى صامتا، فقد ضاق الشعب ذرعا بالسکوت و الصمت على هذا النظام الذي سلبه کل شئ و يتمادي في إفقاره و إذلاله و قمعه، بمعنى إن هذا النظام لايترك الشعب و شأنه ولذلك فإن الشعب الايراني قد صمم على أن يواصل المشوار الحدي الذي بدأه في 28 ديسمبر/کانون الاول2017 الى النهاية، وهذا هو سر الاحداث التي إشتعلت في الاهواز و إصفهان و تشتعل الان في المدن الکردية الايرانية و کازرون و بقية المدن الايرانية الاخرى، وکل شئ يدل على إن النظام الايراني يجلس فعلا على برميل بارود قد ينفجر به في أية لحظة ولو إنفجر فإن ليس هناك من بوسعه أبدا ضمان بقاء هذا النظام بل إنه سيمحى من الوجود.

الاحتجاجات الشعبية التي صارت أشبه ماتکون بضربات متتالية تتوجه بصورة غير متوقعة للنظام هنا و هناك بحيث صار النظام أشبه مايکون بالاعمى الذي يسير في طريق کله حفر و صخور و حتى هناك منحدرات تقود الى هاوية بل إن تزايد الاحتجاجات بشکل ملفت للنظر بحيث صار و کما تٶکد أوساط متابعة للشأن الايراني من إنها قد تعدت ال16 حرکة إحتجاجية في اليوم الواحد، وهو مايٶکد بأن الاوضاع تزداد تعقيدا و توترا بالنسبة للنظام خصوصا وإن کالممسك بعصا کله نار فلايعرف کيف يحتفظ بها ولابإمکانه أن يلقيها في نفس الوقت.

الشعب الايراني الذي ذاق مالم يذقه أي شعب آخر على يد النظم الاستبدادية، إذ تعدى القمع الى التجويع و الحصار الفکري و الاجتماعي و لم يعد هناك من من ظلم لم يبادر هذا النظام للقيام به ضد هذا الشعب، وقد کان للمقاومة الايرانية دورا بارزا في کشف الجرائم و الممارسات القمعية اللاإنسانية التي قام بها هذا النظام ضد الشعب الايراني ولاسيما من خلال التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية الذي تحضره عشرات الالاف من أبناء الجالية الايرانية في مختلف بلدان العالم و أشبه مايکون بتظاهرة أو مٶتمر دولي ضد النظام، ولاريب من إن يضم هذه السنة الکثير من المفاجئات غير السارة للنظام الايراني ولاسيما بعد أن أعلنت المقاومة الايرانية بأن ال30 من حزيران/يونيو القادم سيکون موعدا لعقد هذا التجمع وهو ماسيعجل ومن دون أدنى شك في إنفجار برميل البارود بالنظام و طي صفحته السوداء من التأريخ الايراني!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة