السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتنظام ولاية الفقيه والمشهد المشؤوم لأداء 40 عامًا

نظام ولاية الفقيه والمشهد المشؤوم لأداء 40 عامًا

0Shares

الإستراتيجية المفقودة للاقتصاد الإيراني

منذ اليوم الأول من اغتصاب خميني وحاشيته وأنصاره لسيادة الشعب الإيراني عنوة، رأى الجميع بأم أعينهم أن الملالي ليس لديهم أي خطة للنهوض بإيران والعمل على ازدهارها، وأن شغلهم الشاغل هو نهب الموارد الكامنة تحت تراب الوطن، واستغلال عائد بيع المواد الخام في ملء جيوبهم، والتوسع في تربية مجموعات إرهابية تعمل بالوكالة، وصناعة القنابل والصواريخ وإشعال الحروب، … إلخ. وبطبيعة الحال، كان تنفيذ كل ذلك يتطلب قمع أفضل القوات وأعقل أبناء هذه الأرض. ويطل برأسه علينا الآن السفاح رئيسي، ممثل هذه العناصر في هذا النظام الفاشي لكي يستكمل ما لم يتم استكماله في الماضي.

والجدير بالذكر أن الاقتصاديين الحكوميين قالوا مرارًا وتكرارًا إن إحدى السمات المميزة لهذا النظام الفاشي هي عدم وجود استراتيجية واضحة في الاقتصاد. واليوم، بعد مرور ما يقرب من نصف قرن من هيمنة الحكام المستبدين في إيران، "ليس من الواضح ما إذا كان الهيكل الاقتصادي لبلادنا حكوميًا أم شبه حكومي أم خاصًا أم تعاونيًا أم مركزيًا أم غير ذلك. وليس من الواضح بالضبط ما هي المدرسة التي نتبعها في مجال الاقتصاد ”(صحيفة "تجارت"، 9 يونيو 2021). 

عدم القدرة على تقديم آفاق مستقبلية

يقول عباس عبدي، أحد عناصر الزمرة المغلوبة على أمرها في نظام الملالي إن مصدر فكري للعناصر الفاسدة والناهبة في هذا النظام الفاشي قد عقم تمامًا.

"والمشكلة الرئيسية هي العقم الفكري وعدم القدرة على تقديم  الآفاق المستقبلية مبشرة بالخير. فعندما ننظر إلى كل الاتجاهات الفكرية للمجتمع الإيراني، نستنتج أن لا أحد منها يَعد بمستقبل واعد ”(صحيفة "اعتماد"، 12 يونيو 2021).

أقوال الهراء من قبل المتنافسين في المناظرات

كتبت صحيفة "جهان صنعت"، في 12 يونيو 2021: 

تظهر بعض استطلاعات الرأي أن غالبية المواطنين الإيرانيين لم يرغبوا حتى في سماع المتنافسون الـ 7 في المناظرات. "وربما يكون أحد الأسباب الرئيسية التي لا يمكن إنكارها لهذا البرود النسبي والنيران التي لم تظهر لاستقطاب المواطنين، هو أن هؤلاء المتنافسين الـ 7 في طريق مؤسسة باستور لم يقدموا في المناظرة ما يسهم في تسخين سوق الانتخابات".

الاعتراف بالرفض المجازي لمطالب 65 في المائة من سكان البلاد

والحقيقة المؤكدة هي أنه من غير المجدي أن نتوقع أن يكون لدي الملالي الرجعيين ومفترسيهم من قوات حرس نظام الملالي خطة، بيد أنه حتى الشعارات المضللة للرأي العام التي يرفعونها مدعين أنها تهم المواطنين ويعقدون لها المناظرات؛ مخزية للغاية لدرجة أن المنتمين لنظام ولاية الفقيه تساءلوا عن سبب عدم استعداد أي من المرشحين للحديث عن مطالب طبقة العمال والكادحين. (صحيفة "اقتصاد مردم"، 9 يونيو 2021). 

وتجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من 14 مليون عامل على رأس العمل، وحوالي 4 ملايين متقاعد ومن أصحاب المعاشات يصل عددهم بأسرهم ما يقرب من 46 مليون شخص. وهم من بين المنكوبين بفيضان وضع السياسيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الكلية.

التحايل بالإعانات غير المجدية

يتم التحايل بالإعانات غير المجدية في الآونة الأخيرة، على الرغم من أنهم كانوا في يوم من الأيام يوزعون أموال النفط والغاز المجانية بين الزمر والمافيا المنتمية لولاية الفقيه، وإذا ما تبقى شيئًا يوزعونه بين بعض الجوعى على شكل صدقة أو إعانة أو طرد غذائي مقدمة من الحاج قاسم وغيره. ويلتقطون مقاطع فيديو لهذه الصدقة ويكتبون تقاريرًا عنها. (صحيفة "قدس"، 9 يونيو 2021).

تقديم إعانه قدرها دولارين

يعاني الإيرانيون من الفقر والعوز حتى أن الدعم الذي يرى السادة أن أضراره أكثر من فوائده، ويتلاعب به مرشحي مسرحية الانتخابات اليوم بأرقام مضللة قد خرج من حيز الاستفادة لدرجة أن أحد الفاعلين الاقتصاديين في نظام الملالي يقول: " إن الوعود بزيادة الدعم النقدي، وما إلى ذلك، لا يمكن أن تغطي تراجع قيمة العملة ما لم يتم السيطرة على التضخم". (وكالة "إيلنا" للأنباء، 12 يونيو 2021).

نظام الملالي يواجه 3 تهديدات في عام 2021

ستهب عواصف أكثر ترويعًا في اليوم التالي من تولي رئيسي منصب رئاسة جمهورية نظام الملالي لدرجة أنه لا يمكن إلقاء اللوم على هذه الزمرة أو ذلك العنصر الذين تم إقصائهم من الترشح. بل إن رئيسي هو الوحید المتبقی وما تبقى من حطام الدمار والفساد وسرية نظام الملالي المفترس، وهو نفسه يعد أحد مرتكبيه الرئيسيين.

يقول محلل اقتصادي في هذا الصدد إن البلاد عندما دخلت عام 2021 تواجه 3 تهديدات خطيرة، وهي :

1- النمو الاقتصادي السلبي والاضطرابات الشديدة في الاقتصاد الكلي في العقد الماضي، مما أدى إلى زيادة الفقر وعدم المساواة وتفعيل العديد من العيوب الاجتماعية.

2- جعلت تطورات سوق النفط عمليًا من إيران لاعبًا ثانويًا في سوق الطاقة العالمي.

3- أصبحت الأزمات البيئية، وخاصة قضية المياه وجودة والهواء، أخطر أزمة ستشهدها إيران في العقد القادم ”(صحيفة "دنياي اقتصاد"، 7 يونيو 2021).

وإذا كان نظام الملالي يواجه هذه التهديدات الـ 3 أو التهديدات الـ 6 فقط لكان بإمكانه أن يعيش على نهب باقي المخزون وما يلقي عليه بمخالبه من ممتلكات، بيد أن حجم الدمار وعمق العيوب ونفاذ الاحتياطي لم يترك له أي قدرة. ومع كل ذلك، يجد أمامه جيشًا ضخمًا من الجياع وممن تحملوا الكثير من المعاناة والصعوبات من الشباب والقوى  الثورية؛ شمروا عن سواعدهم لإقتلاع شجرة الملالي الخبيثة المستبدة من جذورها، … إلخ.

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة