الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران ..نظام ولاية الفقيه أسير في حلقة الأزمات المستعصية داخليًا ودوليًا

إيران ..نظام ولاية الفقيه أسير في حلقة الأزمات المستعصية داخليًا ودوليًا

0Shares

على الرغم من أن مشكلة فيروس كورونا هي المشكلة الأخطر التي اتحد العالم لمكافحتها، إلا أن نظام ولاية الفقيه يعاني في الوقت نفسه من مشاكل خطيرة ومتوازية غير قادر على حل أي منها.

ففيروس كورونا الذي تفشى في الصين منذ بضعة أشهر اجتاح جميع الحدود وقلما نجت منه دولة.

وإيران أيضًا من الدول التي سجلت الرقم القياسي في عدد المصابين والوفيات بمرض كورونا بعد الصين بسبب التستر وسلسلة السلوكيات الاحتيالية واللعب بصحة المواطنين وأرواحهم، لدرجة أن منظمة الصحة العالمية قد حذرت من التفشي السريع لهذا المرض في إيران؛ مشككة في قدرة نظام الملالي على مكافحة هذا المرض وقررت إرسال وفد إلى إيران للتحقيق في أسباب تفشي هذا الوباء. 

ومع تفشي فيروس كورونا في إيران ولامبالاة المسؤولين وتسترهم على الوضع الحرج تعرضت حياة العديد من أبناء الوطن الأعزاء للخطر.  

وفي إشارتها إلى تستر المسؤولين في إيران على الوضع الحرج، كتبت صحيفة "آرمان" الحكومية في 29 فبراير 2020 ما يلي:

من المؤسف، أننا ما زلنا نعاني من الإهمال والتستر، ولا يزال الوزراء ومساعديهم يجهلون التجارب العالمية، ويقولون كلامًا غير ناضج، ويتصرفون سياسيًا بجهل وعدم فهم.

 أسباب تصاعد القلق

إن السبب الأول وقد يكون الأهم في تصاعد القلق هو التصريحات المتناقضة المتعلقة بحجم تفشي هذا المرض في إيران.

إذ إن الإحصاءات المتناقضة التي أصدرها مختلف المسؤولين بشأن عدد المصابين بفيروس كورونا وعدد الوفيات جعلت المواطنين لا يثقون في الأخبار التي تبثها وسائل الإعلام، وقادتهم إلى المشاركة في تبادل الأخبار عبر الفضاء الإلكتروني، مما أدى إلى زيادة وعي المواطنين ومعرفتهم بالمزيد عن حجم تفشي هذا المرض وخطورته.   

العامل التالي هو عدم الثقة في قدرة الملالي على التعامل مع المرض بشكل علمي وصحيح. فعلى الرغم من أن مدينة قم كانت مركز المرض، إلا أنه نتيجة لعدم وضعها في الحجر الصحي لا يزال المرض ينتشر في معظم المحافظات وباتت مكافحته صعبة للغاية.  والأمر الأكثر إثارة للسخرية هو الرد الغبي الذي قدمه مساعد وزير الصحة، إيرج حريرجي للصحفيين بشأن عدم وضع مدينة قم في الحجر الصحي، قائلًا: "نحن لا نوافق على وضع مدينة قم في الحجر الصحي ؛ فالحجر الصحي مخصص للطاعون والكوليرا قبل الحرب العالمية الأولى، والصينيون الآن غير راضين عن الحجر الصحي الذي قاموا به. ( وكالة "إيسنا" للأنباء، 23 فبراير 2020) 

والسبب المهم الآخر الذي ساهم في سرعة تفشي هذا المرض في البلاد هو عدم استعداد وجاهزية الطاقم الطبي ونقص المواد الصحية مثل الأقنعة والمطهرات. فمنذ تفشي هذا المرض في إيران، نجد نقصًا كبيرًا في الأقنعة والمطهرات الأولية في البلاد، والتي من المؤكد أنها تباع بأضعاف سعرها الحقيقي إن وُجدت. 

هذا ويعد نقص أطقم معدات تشخيص المرض في المستشفيات من المشاكل الرئيسية التي تواجهها مراكز العلاج في التعامل مع هذا الوباء واتخاذ القرار السريع بشأن المرضى، حيث أن الكثيرين من المرضى المصابين بفيروس كورونا لا تظهر عليهم الأعراض الأولية ويعودون إلى منازلهم دون إجراء الاختبار، مما يؤدي إلى وفاتهم.  

 لماذا الإصرار على استمرار العلاقة مع الصين؟

لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هو: لماذا يصر نظام الملالي على استمرار العلاقة مع الصين ولا تزال شركة ماهان للطيران التابعة لقوات حرس نظام الملالي تواصل رحلاتها الجوية من وإلى الصين؟  ومهما ينكر المسؤولون الحكوميون هذا الأمر،  إلا أنه من الواضح وضوح الشمس أن نظام الحكم الفاشي في إيران يرغب في الاستفادة من تفشي المرض في الصين وتوطيد علاقاته السياسية والاقتصادية مع الصين، من ناحية، كما كان يأمل هذا النظام في أن يحظى بدعم الصين فيما يتعلق باتخاذ القرار بشأن فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية FATF، من ناحية أخرى. إلا أن الصين التي ترأست دورة فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية FATF لم تفعل الكثير، وأصيب نظام الملالي بخيبة الأمل وشعر بالخزي.

 الاعتراف بالموقف المتأزم للغاية

إن إدراج نظام الملالي في القائمة السوداء لـ فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية FATF  سبب لهذا النظام الكثير من المآزق المالية، على الرغم من أن همتي، رئيس البنك المركزي وبضعة أشخاص من المسؤولين يرون أن الإدراج في القائمة السوداء لا أهمية له. لكن يجب أن نعرف لماذا يتبنون هذا الموقف. 

قال حسن فرزان فر، عضو الغرفة التجارية لوكالة "إيرنا" للأنباء: " نحن في مأزق ولكن الإدراج في القائمة السوداء لن يُحدث فرقًا كبيرًا في التعامل مع العالم على أرض الواقع".  وأضاف : "من منطلق أن البنوك والشركات الأجنبية ليس لديها استعداد للتعامل مع  الاقتصاد الإيراني، فإن إعادة إدراج إيران في القائمة السوداء لم تكن حدثًا جديدًا وهامًا." (وكالة " إيرنا " للأنباء، 28 فبراير 2020)

وعلى الرغم من أن هذا التصريح يعتبر في حد ذاته اعتراف بالوضع الاقتصادي المتأزم للغاية وأن البنوك والشركات ذات السمعة الطيبة قد قطعت علاقاتها مع النظام الفاشي قبل قرار فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية FATF بإدراج إيران في القائمة السوداء، إلا أنه من الضروري أن نقول أن البنوك القليلة التي لا تزال تصر على مواصلة التعامل مع نظام الملالي ستتعرض بسبب هذه العلاقة إلى فرض غرامات مالية عليها نظرًا لسرية غسل الأموال التي من شأنها أن تكون وصمة عار على جبينها. 

ومن ناحية أخرى، فقد تم وقف الصادرات القليلة بسبب إغلاق البلدان المجاورة حدودها مع إيران جراء تفشي فيروس كورونا.  والجدير بالذكر أن البلدان المجاورة أغلقت حدودها مع إيران في أول رد فعل لها على تفشي هذا المرض في إيران. وبناءً عليه، توقفت صادرات نظام الملالي الحاكم إلى العراق وتركيا وأفغانسان . وتجدر الإشارة إلى أن العراق يستورد سلعا من إيران شهريًا بقيمة 650 مليون دولار وتركيا بقيمة 400 مليون دولار.

كما أنه بسبب تفشي مرض كورونا، ازدادت الخسائر الاقتصادية  التي تعاني منها النقابات والشركات والمهن المختلفة في البلاد.  وبات أصحاب المطاعم  والخدمات الذاتية  والمقاهي والسفرة المنزلية وشركات الطيران والرحلات السياحية وأصحاب الفنادق والمراكز الثقافية  والترفيهية مثل السينما والمسرح، في طليعة المتضررين.

وحتى الآن، لم تنجح أحلام نظام الملالي في تجاوز أزماته على أمل الصمود حتى الانتخابات الأمريكية، وظل كابوس الأزمات المتعددة يطوق عنق نظام الملالي بقوة.

نعم، لقد انتهى عصر الملالي، ولا شك في أن المعاناة التي يعيشها الشعب الإيراني على مدار الساعة، والمقاومة الشجاعة التي يظهرها شباب هذا الوطن في السجون وغيرها من ساحات المعركة، والحملات التي يطلقها الإيرانيون الأحرار في جميع أنحاء العالم، كل هذا  تمهيد لمستقبل مشرق وسوف يثمر عن الإطاحة بهذا النظام الفاشي برمته في القريب العاجل. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة