الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريرنظام الملالي النهاب وتعميق الفجوة الطبقية

نظام الملالي النهاب وتعميق الفجوة الطبقية

0Shares

يظهر السير المتسرع للفقر المتفشي هذه الأيام وجهه القبيح في أزمة أكثر عمقًا ومرارة تسمى بـ«الفجوة الطبقية» حيث يمكن ملاحظة الآثار والعلامات لهذا الفقر المهلك في العيش في العشوائيات وهوامش المدن بل أطفال العمل وإعلانات بيع أعضاء الجسم في كل أنحاء بلدنا المحتل بنسبة كبيرة.

وأكدت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية أكثر من مرة أن إنهاء معاناة ومشكلات المجتمع الإيراني يكمن في إسقاط نظام الملالي برمته على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وليس إلا.

وسلط موقع ألف الحكومي يوم 13نيسان/أبريل 2019 الضوء على جانب من الظروف الكارثية الراهنة على النحو التالي:

«فقدان المشاغل إلى حد كاف وتوزيع الفرص بشكل غير منصف وحالات الاستثئار والامتيازات المقدمة للمقربين والفجوات الواسعة في الدخل أدت إلى تشديد وتعميق الفجوة الطبقية بين أصحاب السلطة والثروة مع الطبقات المتوسطة والفقيرة في المجتمع. ويرى البعض الفجوة الطبقية في إيران عميقة إلى حد يعتقدون أن بلدنا يكاد أن يتحول إلى نظير ”ساوباولو“ حيث تنعم فيه مجموعة تتمتع بأكبر إمكانيات وثروات بحياة متفرفه والآخرون يعيشون جحيم الفقر».

ويأتي ذلك في الوقت الذي إذ يذعن فيه البنك المركزي بزيادة الفجوة الطبقية عام 2018 بنسبة 3بالمائة واصفًا الآفاق المستقبلية المظلمة لاقتصاد النظام في عام 2019 أكثر سوءًا ومرارة مقارنة بالعام المنصرم كما أفاد يقول: «طبقًا لتكهنات تم إجراؤها، سوف ترتفع نسبة معامل جيني في عام 2018 مقارنة بالعام الماضي لـ3.1 بالمائة مما يعادل 0.4131 وهذا السير المتزايد سوف يزداد في عام 2019 كذلك» (موقع اقتصاد آنلاين الحكومي ـ 15يونيو/حزيران 2019).

وتحت وطأة هذه الحقائق إذ كشفت وسائل الإعلام التابعة للنظام النقاب عن تفشي الفقر المتزايد خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة اضطرت إلى نشر العديد من الأنباء والتقارير حول ارتفاع نبرة المشكلات الاقتصادية والمعيشية.

 

اضطرار الحكومة إلى الاعتراف

بإلقاء نظرة عابرة على بضعة نماذج عن اعترافات حكومية نجد أن الغلاء العالي وأزمة الفقر وتشديد الفجوة الطبقية أوصل الأمر إلى حد لا تقدر عنده وسائل الإعلام الحكومية على التستر على ذلك حيث تكشف الزمر النهابة النقاب عن الطرف المقابل لرفع التهم عنهم:

ـ أماط موقع سلامت‌نيوز الرسمي يوم 23يونيو/حزيران 2019 اللثام عن جانب آخر عن الفقر وتشديد الفجوة الطبقية في حكم الملالي المشؤوم تحت عنوان الفقر هو السبب الرئيسي لعمل العمال وكتب يقول:

«هناك نوعان من الفقر الشديد بشأن أطفال العمل في إيران، الأول هو أطفال يواجهون الفقر والأضرار بنسبة أقل وبكمية عالية جدًا والآخر أطفال مدمنون يتم بيعهم وهم يعملون في ظل ظروف صعبة جدًا. وعلى كل حال يعيش النوعان من أطفال العمل ظروفًا صعبة».

ـ اعترف موقع برنا الرسمي يوم 23يونيو/حزيران 2019 في مقال بعنوان «دق ناقوس الخطر لفقر السلامة الغذائية في محافظة سيستان وبلوتشستان» بأن الفقر بلغ ذروته جنوبي هذه المحافظة وكتب يقول: «نحو 75بالمائة من أهالي محافظة سيستان وبلوتشستان ولاسيما بلوتشستان يرزحون تحت فقر السلامة الغذائية».

ـ أذعن موقع اقتصاد آنلاين الحكومي يوم 24يونيو/حزيران 2019 بأن زيادة نسبة الإيجار وسعر المساكن والعقارات في كل البلاد خلال العام الأخير، لها علاقة مباشرة بتفشي العيش في العشوائيات أشار إلى تفشي هلال الفقر في طهران وأضاف يقول: «يعيش في الوقت الحاضر ما يبلغ أربعة ملايين و800ألف شخص في العشوائيات وهوامش المدن. في مدينة مشهد، ثلث المجتمع المدني يسكن في عشوائيات المدن مما يعني مليون و200ألف شخص. وخذوا نقطة عين الاعتبار أن إجمالي عدد سكان مدينة مشهد ثلاثة ملايين. والظروف في مدينتي أصفهان وشيراز ممثالة. والظروف في مدينة تبريز أسوأ، وتعيش مدينة كرج العملاقة مثل هذه الظروف بل سبع وثمان مدن عملاقة أخرى تمر بمثل تلك الظروف. وفضلًا عن المدن العملاقة، هناك مدن خاصة طالها هذا الوضع المتأزم نظير جابهار التي يعيش 64بالمائة من أهاليها في ملاجئ غير رسمية».

وعندما نتذكر الإحصاء الحكومي القاضي بأن ما يقارب 7ملايين عائلة إيرانية تعيش في ظل هكذا ظروف وتتحمل المعاناة والمقاساة التي لا نهاية لها من دون عضو مزاول فيها، فعند ذلك ندرك ونستنتج الظروف الكارثية الراهنة أكثر فأكثر.

وكتب موقع اقتصاد اونلاين الحكومي يوم 23فبراير/شباط 2019 في مقال تحت عنوان «7ملايين عائلة من دون عضو مزاول» يقول: «زادت كمية العوائل التي لا يوجد فيها عضو مزاول بنسبة 6بالمائة في عام 2017 مقارنة بعام 2011 لتصل إلى 28بالمائة، وبعبارة أخرى من كل 24مليون عائلة إيرانية، نحو 6ملايين و720ألف عائلة تفتقر إلى عضو مزاول حيث كان جميعهم عاطلين عن العمل».

وهكذا ومن خلال عد سريع، يمكن أن ندرك بسهولة أنه إذا ما اعتبرنا أساس أية عائلة 4أشخاص فكمية تبلغ «28مليونًا» من مواطنينا المساكين يعيشون من دون أي شغل وتحمل أشد المعاناة وهكذا نحصل على «تعريف حديث» عن خط الفقر المطلق في إيران الرازحة تحت حكم الملالي.

ومجموع هذه الظروف المؤلمة والمؤسفة أدت إلى زيادة نسبة الفقر والعوز في الحكم السلاب والنهاب لولاية الفقيه حيث التجأ الكثير من الشرائح الفقيرة والمتضررة في غاية الدهشة والاستغراب إلى بيع أعضاء جسمهم وأولادهم من أجل الحصول على لقمة عيش في معيشتهم.

وعلى سبيل المثال ولا الحصر يشير موقع سلامت‌نيوز يوم 24يونيو/حزيران 2019 تحت عنوان «شراء وبيع الكلى والكبد بشكل علني» إلى مواطنين يضطرون إلى فصل أعضاء جسمهم من جراء الغلاء والفقر وكتب يقول: «إذا ما تجولتم في سطح المدينة فسوف تجدون إعلانات لبيع عضو من أعضاء الجسم. وفضلًا عن ذلك، سوف تواجهون مطالب قاضية بشراء أو بيع أعضاء في الجسم نظير الكلى أو الكبد وذلك بالقرب من المستشفيات الحكومية في طهران أو المدن العملاقة. ورغم ذلك، وأبعد من كل ما أدلاه، هناك علامات تدل على وجود مراكز علنية في البلد وفي المدن العملاقة تقوم بهذا العمل عبر الفضائين المجازي والحقيقي وذلك بشكل علني».

وفي نموذج آخر، إذ تذعن وكالة أنباء إيلنا الحكومية يوم 25يونيو/حزيران 2019 بخلأ قانوني أدى إلى عهود مؤقتة أو عهود لفترة ثلاثة أشهر أو شهر واحد مع العمال تنقل عن أحد العمال قوله قائلة: «في الظروف الراهنة يضطر العمال إلى بيع أعضاء جسمهم من جراء الفقر».

وفي الوقت الراهن يسكن أكثر من 70بالمائة من المواطنين مما يعادل 56مليون شخص في المدن وقرابة 28بالمائة في القرى حيث تفيد التكهنات أن الكثير من القرى سوف يتم إخلاؤها من السكان عبر انضمامهم إلى الساكنين في العشوائيات وبذلك ترتفع نسبة الشرائح الفقيرة.

ومن الواضح أن هذه الظروف المؤسفة والكارثية هي وجه آخر لعملة الفساد والاختلاس والسلب المرسخة في نظام ولاية الفقيه القروسطي الذي كلما يقترب من الأيام الأخيرة لعمره، كلما يقوم بالسلب والنهب أكثر من أي وقت مضى.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة