الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومنظام الملالي .. استعراض للقوة أم أنه تطبيل في الهواء؟

نظام الملالي .. استعراض للقوة أم أنه تطبيل في الهواء؟

0Shares

اضطر تلفزيون نظام الملالي في إيران، أثناء بث خبر الإعلان عن الخطوة الثانية لإنتهاك النظام لتعهداته بالإتفاق النووي  إلى الإشارة إلى جزء من ردود الأفعال الدولية  التي تدين الإجراء الذي اتخذه هذا النظام. ومن بين هؤلاء الاتحاد الأوروبي وروسيا.

 

في يوم الأحد 7 يوليو 2019، أعلن نائب وزير خارجية نظام الملالي، عراقجي، في مؤتمر صحفي عن تنفيذ الخطوة الثانية المتعلقة بانتهاك نظام الملالي لتعهداته في الاتفاق النووي، وقال: «إن تقليل الالتزامات هو بالتحديد تحرك للمحافظة على الاتفاق  النووي وليس للقضاء عليه»! ورغم أن هذه الجملة تبدو مضحكة وتدعو للسخرية، إلا أنها تحمل جانبا من الواقع أيضًا، ناشئ عن تناقض نظام الملالي. فخامنئي، من ناحية، يصف الاتفاق النووي بالضرر المطلق، لكنه من ناحية أخرى يتشبث به بكل ما أوتي من قوة، لأن هذه هي نفس القشرة، أو تشييع جنازة الاتفاق النووي على حد تعبير "صحيفة كيهان"، المرتبطة بزمرة خامنئي تعتبر درعًا أمنيًا بالنسبة لها. وهي خائفة للغاية ويتجنب اتهامه بانتهاك الإتفاق النووي. لأنه يعرف أن عواقب ونتائج ذلك تنطوي على شل قدرات آلية الزناد ودخول نظام الملالي بموجب المادة 7 من ميثاق الأمم المتحدة.

 وبناء عليه، فإن الإنسحاب من الاتفاق النووي لا ينبع من سياسة نظام الملالي، على الأقل في ظل الوضع الراهن. لكن نظام الملالي دخل هذا الفخ عن غير قصد بسبب الشعور بالإحباط ووضع نفسه في موقف إذا لم يتراجع عنه فإنه سيعاني من الإحباط والبؤس أكثر من ذي قبل، وإذا  تراجع يكون قد أعلن عن انتهاكه للاتفاق النووي، ووضع نفسه في مواجهة إجماع وتحالف دولي.

 إن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها نظام الملالي بدءًا من رفساته الإرهابية حتى الإنسحاب التدريجي من الاتفاق النووي يمكن وصفه بجلد الذات ليس إلا، وبالإضافة إلى ذلك، عزل نظام الملالي نفسه ونبذه إقليميًا ودوليًا أكثر من ذي قبل جراء إنتهاج سياسته هذه.

والأمر المهم الآخر، هو فهم سبب وجود مثل هذه الفجوة الكبيرة بين مواقف الزمرتين من الاتفاق النووي.
إن النتيجة المنطقية لتناقض المواقف هي بشكل عام المزيد من  التوتر والأزمات  والصراع ، وليس التقارب. ولاشك أن أولئك الذين يتشدقون بالإنسحاب من الاتفاق النووي هم في المقام الأول عناصر دعائية وغير مسؤولة في زمرة خامنئي. وتصريحاتهم لا تنطوي على أقل قيمة سياسية.

 
سبب التمسك بسياسة لا طائل منها!

الآن، يجب على المرء أن يتساءل: لماذا يتبنى نظام الملالي سياسة لا طائل منها حتى الآن ويمضي فيها قدمًا، وآفاق مستقبلها ليست أفضل مما هي عليه اليوم أيضًا؟

الحقيقة هي أن نظام  الملالي يعاني من مأزق في الاتفاق النووي كما هو الحال في جميع جوانب سياسته. لأنه على الرغم من كل أوجه القصور والامتيازات غير المبررة التي مُنحت للنظام بموجب هذا الاتفاق ، كانت الصفقة بمثابة انسحاب قسري وانتهاك للخطوط الحمراء التي أعلنها خامنئي، وكان يصرعليها على مدى الـ 12 عامًا الماضية.

وبناء عليه، يجب على المرء أن يدرك موقف نظام الملالي، فعلى الرغم من أنه يعاني من مأزق الاتفاق النووي، إلا أن الوضع بالنسبة له بدون الاتفاق النووي سيكون أكثر حرجًا بدرجة كبيرة.

 

التذكير بموقف المقاومة الإيرانية

وفيما يتعلق بأوجه القصور في الاتفاق النووي كشفت رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة، مريم رجوي، في الوقت نفسه من تنفيذ هذا الاتفاق عن موقفها وقالت إن التحايل على قرارات مجلس الأمن الستة والاتفاق غير الموقّع الذي لا يفي بمتطلبات معاهدة دولية رسمية، مما لاشك، فيه سيؤدي إلى الخداع من قبل الملالي ولن يُعيق حصولهم على القنبلة النووية. ومع ذلك، فإن نفس القدر من التراجع يقوض هيمنة خامنئي، كما أشارت المقاومة الإيرانية إلى ذلك من قبل.  ويضعف الفاشية الدينية بكاملها ويزعزعها.

وأشارت السيدة رجوي إلى أن المقاومة الإيرانية كانت أول من كشف عن المشاريع والمراكز والمهام النووية الخفية التي يقوم بها نظام الملالي على مدى  العقود الثلاثة الماضية، وأضافت: إن إنضمام خامنئي ونظامه لهذا الاتفاق ناجم عن الوضع المتفجر  في المجتمع الإيراني والآثار الوخيمة المترتبة على العقوبات والجمود السياسي لنظام الملالي في المنطقة .

واليوم ، يمكن للمرء أن يلمس جيدًا صحة هذه التنبؤات والتحليلات في نفس التناقض والمأزق المتورط فيه نظام الملالي ويشهد سقوطه في مستنقع لا مخرج منه، وكلما حاول الخروج كلما غرق فيه وزاد من شدة تناقضاته ومداها. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة