الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومنتيجة تفاوض النظام الإيراني مع أمريكا .. خط جديد أم خدعة؟

نتيجة تفاوض النظام الإيراني مع أمريكا .. خط جديد أم خدعة؟

0Shares

سافر ظريف إلى الولايات المتحدة في 23 أبريل وأجرى مقابلات خلال هذه الفترة، ودعا مرارًا وتكرارًا وبتعابير مختلفة إلى إجراء محادثات ومفاوضات مع الولايات المتحدة، حيث طرح مقترحات محددة، مثل الإفراج المتبادل عن السجناء.
هل اقتنع النظام حقًا بضرورة المفاوضات مع أمريكا وهل هذا خط جديد أم خدعة ومراوغة؟
ما هو التعامل والرد الأمريكي على التماس وطلبات ظريف؟
ما هو رد فعل زمرة خامنئي على نشاطات ومساعي ظريف وحكومة روحاني؟

 

مغزى تصريحات ومحاولات ظريف في رحلته إلى الولايات المتحدة
بعد الضربتين الهائلتين المتمثلتين في إدراج قوات الحرس على لائحة الإرهاب وإلغاء الإعفاءات الأمريكية بخصوص العقوبات المفروضة على النفط، يرى النظام بالفعل نهاية أعماله، ويحاول جاهدًا شراء الوقت لبقائه بأي طريقة ممكنة. وكانت واحدة من هذه المحاولات إرسال ظريف إلى الولايات المتحدة والتزلف إلى رئيس الولايات المتحدة.
•  أرسل خامنئي، ظريف إلى الولايات المتحدة للتأكد قبل كل شيء من أن أمريكا لن تدخل في حرب وقهر مع النظام. وكان خامنئي قد قال في وقت سابق إنه لم تكن هناك حرب، ولن نتفاوض،
•  يحاول ظريف إيجاد طريقة للوصول إلى رئيس الولايات المتحدة. لأن الملالي، (يزعمون بوضوح) إن ترامب متأثر من مستشاريه ومساعديه، وهؤلاء أيضًا تحت تأثير مجاهدي خلق، وبالنتيجة فإن رئيس الولايات المتحدة يمر على سكة قطار مجاهدي خلق!

 

هل يعني طلب التفاوض تغيير الخط؟
فيما يتعلق بالكلام والخطاب، فإن قادة النظام وبالتأسي بسلوك خميني يدلون بتصريحات، ولا داعي لهم أن يدلوا بكلمة عكس ذلك في اليوم التالي أو في نفس اليوم. كما قال روحاني يوم الأربعاء الماضي «نحن رجال التفاوض، أمريكا هي ليست مستعدة للتفاوض على الإطلاق». لكن من ناحية أخرى، وفي نفس الخطاب، قال:«كيف نجري التفاوض مع البطلجي؟! التفاوض الذي تريده الولايات المتحدة هو الاستسلام ولن نتخاذل في ذلك!
لكن هذه المرة تجاوزت محاولات النظام مجرد الكلمات، فذهب ظريف إلى أمريكا لكي يقدم على الأقل اقتراحاً محددًا تمثل في تبادل السجناء، وصرّح أن لديه الصلاحية لذلك ومن الواضح قصده الصلاحية الممنوحة له من جانب خامنئي.
لكن هذا لا يعني إطلاقًا أن النظام قد غيّر الخط فعلاً وأصبح يعمل في خط التفاوض. لأن حكومة الولايات المتحدة قد أعلنت شروطها التفاوضية منذ مايو من العام الماضي بـ 12 شرطًا أعلنها وزير خارجيتها بومبيو، وأن قبول هذه الشروط ليس في استطاعة النظام على الإطلاق، وقبول ذلك يعني عدم بقاء النظام.
من غير المرجح أن يتراجع نظام الملالي في شيء يكمن فيه نفي وجوده. لذلك، فإن النظام لا يريد سوى كسب الوقت وتأجيل المصير الذي يهرب منه، ولو كان لبعض الأيام. بالطبع، كان الخط السابق للنظام هو التكيف مع مرّ السنتين المتبقيتين من ولاية ترامب. لكنهم الآن يقولون بأن وضع ترامب مثبّت، بالإضافة إلى أنه قد أرسى دعامات في السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالنظام لا يمكن لأي ديمقراطي، تجاوزها.

 

سيناريو ظريف في رحلته إلي الولايات المتحدة
في هذا الصدد، فإن تصريحات رئيس لجنة الشؤون الأمنية والسياسة الخارجية في مجلس شورى النظام، فلاحت بيشه، ترتبط بشكل أوثق بحقيقة أنه:
«لا توجد حالياً استراتيجية للتفاوض بين طهران وواشنطن، لكن هذا لا يعني أنه تم اعتماد إستراتيجية الحرب بين البلدين».
وفي إشارة إلى خطاب ظريف في نيويورك، قال فلاحت بيشه: «تصريحات ظريف خلال رحلته الى نيويورك جاءت بالفعل لمنع تصعيد الازمة بين طهران وواشنطن».
وأضاف «بالإضافة إلى ذلك، أظهرت التجربة أن المحادثات بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة غير قابلة للوساطة، لذلك أعتقد أنه ينبغي على البلدين عدم إزالة خطوط الاتصال بينهما».

 

ما سبب رد فعل زمرة خامنئي الضعيف على تصريحات ظريف؟
كان رد زمرة خامنئي على تصريحات ظريف في الولايات المتحدة (مقارنة بالحالات المشابهة سابقًا) ضعيفًا للغاية وأقل بكثير من سابقاته. من الواضح أن ظريف ذهب إلى هذه الرحلة بأوامر من خامنئي وهو يعكس مواقفه.
الكلمات الأكثر جدية كتبتها صحيفة كيهان: «السيد ظريف! إن إرسال رسالة الضعف يجعل العدو أكثر وقاحة».

 

الرد الأمريكي؟
في كلمة واحدة، يمكن القول إن الولايات المتحدة لم تعر أي اهتمام إلى ظريف وتصريحاته.
فيما يتعلق باقتراح تبادل السجناء، قد رفضت الاقتراح بشكل حاسم. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في رد مكتوب أنه علم بتصريحات جواد ظريف، وأن الولايات المتحدة دعت مرارًا وتكرارًا إلى حل إنساني للأمريكيين المسجونين ظلماً في إيران.
رداً على هذا الجواب، عبّر علي بيغدلي، أحد أعضاء زمرة الإصلاحيين، عن استيائه وقال «إن تبادل الأسرى هو وسيلة معروفة للمفاوضات الدولية، لكن رد فعل الأمريكيين لم يكن منطقيًا».
 
آفاق هذا الخط السياسي؟
يمكن سماع الإجابة من موقع «بهار»، الذي كتب في إشارة إلى التناقضات في أقوال زعماء النظام: «يبدو أن صانعي القرار في السياسة الخارجية قد مروا بنوع من التناقض الاستراتيجي يظهر مثاله الجلي في برامج (ومن الأحرى أن نقول انعدام البرامج) لجهاز السياسة الخارجية».
«يتحدث كبار المسؤولين عن حظر المفاوضات مع الحكومة الأمريكية،
يقول رئيس الجمهورية إنه لا يريد التفاوض مع البلطجيين.
يؤكد القضاء عدم تسييس الملفات القضائية للرعايا الأجانب
وتحدث وزير الخارجية عن استعداد البلد للتفاوض مع الأمريكيين لتبادل الأسرى من الجانبين».
 
هذا هو مغزى محاولات النظام، الذي لا يفتقر فقط إلى مضمون خطي وإستراتيجي، ولكنه يعبِّر أيضًا عن التخبط الإستراتيجي والمأزق المطلق الذي يواجهه النظام ولا يجد مهربًا ينجيه. لأن كل واحد من الطريقتين:
•  قبول الشروط الأمريكية، حسب قول روحاني، يعني الإذلال والاستسلام وبالنتيجة الفناء

•  الوقوف ضدها يعني عدم البقاء.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة