الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتموقف من نظام وليس شئ آخر

موقف من نظام وليس شئ آخر

0Shares

بقلم:مها أمين

 

مسألة إعتيادية ولاغبار عليها عندما تکون هناك إحتجاجات وإضرابات ضد حکومة معينة مطالبة بإصلاحات أو أمور بنفس السياق، وهکذا إحتجاجات وإضرابات عادة ماتستمر لفترة محددة وليس أن تستمر لأعوام وتتجدد وتشتد عاما بعد عام بحيث تصبح حالة مزمنة فعندئذ فإن الحالة مختلفة وليس بإعتيادية بل إنها تعتبر موقفا من نظام برمته وليس من حکومة ما!

 

من يراجع الاوضاع في إيران في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يجد نفسه أمام کمية هائلة جدا من الاحداث والتطورات المختلفة ولکن أهمها وأکثرها لفتا للنظر، هو موقف الشارع الايراني مع هذا النظام، إذ ظهر واضحا ومنذ البداية إن هناك تعارضا وتضادا بين الشعب والنظام، والذي ومع مرور الاعوام صار يتوضح أکثر حتى وصل الى حد القطيعة وإستحالة الاستمرار في العلاقة بينهما.

 

الموقف من هذا النظام من حيث کونه غير مناسب للشعب الايراني وإنه لايعبر عنه أبدا، هو ذلك الموقف الذي جسدته منظمة مجاهدي خلق في بداية تأسيس هذا النظام عندما أدرکت جنوحه للديکتاتورية ورفض الآخر وإستخدام القمع کوسيلة وأسلوب للتعامل مع کل رافض أو مختلف معه، بل وإن منظمة مجاهدي خلق کانت دقيقة جدا في وصفها لهذا النظام عندما قالت إنه قد إستبدل التاج بالعمامة، ولم تمر فترة طويلة حتى توضحت الصورة تماما وکشف النظام عن وجهه الحقيقي ووضع جانبا ذلك القناع الذي يغطي وجهه، وقد کان موقفه الدموي وبالغ القسوة من منظمة مجاهدي خلق أکبر وأوضح مقياس لکشف وفضح هذا النظام خصوصا عندما بادر الى تنفيذ أحکام الاعدام في 30 ألف سجينا سياسيا من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق على الرغم من إنهم کانوا يقضون فترة محکومياتهم طبقا لأحکام صادرة من محاکم النظام نفسه!

 

الاحتجاجات والاضرابات ومظاهر الرفض الاخرى المتصاعدة ضد هذا النظام عاما بعد عام والتي وصلت الى ذروتها في إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي دعت وبصراحة متناهية لالبس عليها الى إسقاط النظام ورفض جناحيه على حد سواء، وبذلك فقد قطعت الطريق على النظام وألاعيبه، رغم إن الضربة الاعنف التي تلقاها النظام من هذه الانتفاضة التي لازالت مستمرة، هي إنها بقيادة منظمة مجاهدي خلق التي عمل النظام المستحيل من أجل القضاء عليها وإيجاد عازل وفاصل بينها وبين الشعب الايراني، ولکن هذه الانتفاضة ومئات المواقف الاخرى المختلفة، أثبتت عمق العلاقة قوتها المتناهية بين الشعب الايراني وهذه المنظمة التي أثبتت إنهما بمثابة القلب النابض للشعب الايراني، ومن هنا فإن مايجري من إحتجاجات ومظاهرات هو موقف رافض للنظام برمته ومطالب برحيله وليس أي شئ آخر.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة