الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومموجات كورونا والكارثة المقبلة في ايران

موجات كورونا والكارثة المقبلة في ايران

0Shares

لقد سادت البلاد الموجة الثالثة من تفشي وباء كورونا، إذ يجتاح إعصار وباء كورونا الخفي الصامت جميع أنحاء البلاد بسرعة البرق، ويزج بالنساء والرجال والشيوخ والشباب والأطفال في فك الموت.

ووصلت أبعاد الكارثة إلى حد خطير لدرجة أن نظام الملالي لم يعد لديه القدرة على التستر على الأخبار ومراقبتها كما كان الحال فيما مضى، ولم يعد روحاني المحتال قادرًا على الادعاء بأن الأوضاع طبيعية وأن كل شيء على ما يرام.

فهاهو حريرجي، نائب وزير الصحة والعلاج في نظام الملالي يعترف الآن بأن المشكلة قد فاقت موجة كورونا وأننا متورطين ونصارع في بحر عاصف، ولم يعد هناك جدوى من الجدل مهما كان نوعه، لأن جميع أرجاء البلاد تعيش في وضع "تصاعد خطر تفشي وباء كورونا".

الأبعاد المتزايدة للكارثة

دعونا نلقي نظرة عابرة على الأخبار التي تسربت بطريقة أو بأخرى من فيلتر مراقبة نظام الملالي، لعلها تكون من شأنها أن تكشف أبعاد الكارثة إلى حد ما:

o وضع "تصاعد خطر تفشي وباء كورونا" يجتاح جميع أنحاء البلاد، والوضع في طهران فائق الخطورة.

o الوضع في أصفهان حرج، حيث أن عدد الوفيات تضاعف بمقدار ثلاث مرات.

o قال رئيس جامعة العلوم الطبية، في مدينة قم : "إن وضع "تصاعد خطر تفشي وباء كورونا" في قم أصبح فائق الخطورة منذ 10 سبتمبر 2020.

o وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في 22 سبتمبر 2020 أنه: " تم التعرف خلال الـ 24 ساعة الماضية على 3712 مريضًا جديدًا بفيروس كورونا على مستوى البلاد، ويعتبر هذا الرقم هو الأعلى خلال الأشهر الـ 7 الماضية منذ بداية تفشي وباء كورونا.

o وتفيد التقارير الواردة أن عدد الوفيات في مستشفى "هزار تخت خوابي" وصل إلى ما يربو عن 1000 شخص بحلول 22 سبتمبر 2020، ووصل عدد الوفيات في مستشفى "لقمان الحكيم" في طهران إلى ما يربو عن 500 شخص.

والجدير بالذكر أن تصريحات خامنئي يوم الاثنين 21 سبتمبر 2020، في الاحتفال ببدء الحرب الإيرانية العراقية هي مؤشر على أوضاع وباء كورونا الفائقة الخطورة، حيث أنه قال في إشارة موجزة حول تفشي هذا الوباء: " لا تستخفوا بالوضع".

بيد أن خامنئي الوقح طويل اللسان نسي أنه كان قد قال في 3 مارس 2020: إن وباء كورونا أزمة عابرة وليست بالأمر الخطير، ودعونا لا نكبر الموضوع، مصداقًا للمثل العربي " لا تجعلوا من الحبة قبة".

والجدير بالذكر أن الملا روحاني أيضًا كان قد كرر هذا المضمون عدة مرات في بيانات مختلفة خلال الشهور الماضية. فعلى سبيل المثال، قال إن وباء كورونا مثل نزلة البرد يصيب ما يتراوح بين 80 إلى 85 في المائة من الناس دون أن يشعروا به ويتحسنون من تلقاء أنفسهم أيضًا.

وترمي سياسة نظام الملالي بشكل عام إلى التقليل من خطورة وباء كورونا والتظاهر بأن الأمور طبيعية وأن كل شيء على ما يرام؛

لأن روحاني لا يريد من ناحية، أن يتحمل أقل التكاليف لمواجهة هذا الوباء، ومن بينها تكاليف حجر أبناء الوطن صحيًا، ومن ناحية أخرى، قال الولي الفقيه المجرم المتخلف صراحةً أنه يعتبر وباء كورونا نعمة وفرصة مثل الحرب الخيانية لكي يستغل الخسائر البشرية الفادحة ومناخ اليأس والحزن والحداد جراء الإصابة بوباء كورونا في سد الطريق أمام اندلاع الانتفاضة للحيلولة دون الإطاحة به وبنظامه الفاشي.

والجدير بالذكر أن كل هذا الإصرار على إقامة مراسم حداد محرم مثلما كان الحال في الأعوام الماضية، على الرغم من معارضة جميع المتخصصين والكوادر الطبية، وكل هذا الإصرار على إعادة افتتاح المدارس قبل الأوان لا تفسير له سوى أن نظام الملالي، وتحديدًا خامنئي وروحاني تعمدا مع سبق الإصرار والترصد الزج بأكبر عدد ممكن من أبناء الوطن في أتون كورونا.  

فيما يحاول نظام الملالي، على وجه الخصوص، التستر على حقيقة أن الموجة الحالية وعاصفة الموت التي تهب الآن على جميع أنحاء البلاد ناجمة عن التجمعات ومراسم حداد محرم.

بيد أن الخبراء يقرون بشكل مطرد بأن "عدم تقيد الوفود بالإجراءات الصحية بعد الثلث الأول من شهر محرم" هو السبب الرئيسي في الموجة الجديدة من تفشي الوباء. (مسعود يونسيان، عضو لجنة علم الأوبئة بكوفيد – 19 – جامعة طهران للعلوم الطبية). ويحذر هؤلاء الخبراء من أن عدد الوفيات سوف يتضاعف بمقدار عدة مرات في الأسبوعين المقبلين.

نظام الملالي ونتيجة لعبة وباء كورونا الكبرى

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل استطاع كل من خامنئي وروحاني أن يحققا هدفهما الشرير المتمثل في إعاقة اندلاع الانتفاضة بسقوط عدد كبير من ضحايا وباء كورونا أم لا؟

الحقيقة هي أن الزيادة الكمية والتطور النوعي للحركات الاحتجاجية يجيبا بالنفي على هذا السؤال. ويبدو أن المجتمع يخرج الآن من حالة الدهشة الأولى التي انتابته ويحل الغضب والكراهية والهجوم المفاجئ بديلًا عن الحزن والحداد.

ويمكننا الآن رؤية شواهد تأثير الإدراك العام لدور نظام الملالي وخطته الشريرة في الزج بأبناء الوطن في مذبحة كورونا في قوات النظام الفاشي ووسائل الإعلام الحكومية وحتى أحيانًا في مجلس شورى الملالي أيضًا.

وهذه هي النقطة التي تنقلب عندها موجة كورونا على نظام الملالي نفسه، وتفضيل التيار الفكري الداعي للحرب والصمود والروح القتالية والثورية على تيار "اللا حرب" المكتفي بالحزن والحداد.

ونتيجة لذلك، نجد أن نظام الملالي وحراسه مضطرون إلى تصدر المشهد على شاشات تلفزتهم للرد على تشكيك زعيم المقاومة الإيرانية، الذي قد صرح في رسالته الأخيرة قائلًا:

" إن القول الفصل الآن هو أننا ننادي بضرورة حل قوات حرس نظام الملالي، وبضرورة تخصيص ميزانتيها وأصولها للإنفاق في مكافحة وباء كورونا والصحة وعلاج أبناء الوطن. ولو لم يكن نظام الملالي ينوي اللجوء إلى القمع وإشعال الحروب وتصدير التطرف لكفاه جيشًا واحدًا، وما وجب عليه أن يفرض على الشعب الإيراني المضطهد المنكوب تحمل تكاليف قوات حرس نظام الملالي المضاعفة".

بيد أن مزاعم نظام الملالي وسفاسفه في تبرير الحاجة لقوات حرس نظام الملالي التي يرمي وجودها من حيث المبدأ إلى قمع الشعب والمقاومة الإيرانية لم تقنع أي شخص.

ونتيجة لذلك، فإن هذا النظام الفاشي مضطر إلى إضافة دورية قمعية أخرى إلى دورياته المختلفة تحت مسمى "دوريات التوجيه بكيفية مكافحة وباء كورونا".

بيد أنه من الواضح أن هذه الإجراءات ما هي إلا محاولات انتحارية لنظامٍ دق ناقوس هلاكه من على وجه الأرض، وأن الشعب المنكوب الجائع الذي فاض به الكيل مستعد للانفجار والعصيان والانتفاضة.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة