الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومموجات الأزمات وتعاظم الأزمة الداخلية للنظام الإيراني

موجات الأزمات وتعاظم الأزمة الداخلية للنظام الإيراني

0Shares

الأزمات المختلفة، وكذلك الأزمة الداخلية للنظام، بغض النظر عن شدتها وضعفها، ليست أمرًا جديدًا؛ والآن يجب أن نسأل ما إذا كانت هناك نوعية جديدة في هذه الأزمات والأزمة الداخلية للنظام.

يجب أن يقال نعم هذه هي نوعية جديدة. أولاً، بسبب تعدد الأزمات، من الأزمة الاقتصادية وإلى أزمة العملة، وتقلص الدخل إلى حد الثلث والقوة الشرائية للناس في غضون بضعة أشهر إلى الثلث. وإلى أزمة سياسية والعلاقات مع العالم الخارجي والعلاقة مع أوروبا والحزمة الأوروبية والأزمة الناجمة عن FATF وتبني مشاريع القوانين المتعلقة بها والتي اتهمت الأطراف بعضها بعضًا بالخيانة وبيع الوطن من جهة، والتورط في تهريب المخدرات وغيرها، وسبب معارضتهم لمجموعة العمل المالي (FATF) هوالخوف من الشفافية والذعر من كشف حقيقتهم.

و حتى أزمة الصحة، وأزمة التعليم، حيث أنفسهم يعترفون بأن نظامنا التعليمي هو النظام التعليمي الأكثر ربحية في العالم، وحصيلته هي حرمان ملايين الأطفال من الحق في التعليم والمدرسة، وإلى العديد من الأزمات البيئية وتجفيف الموارد المائية … وغيرها…

 

إضعاف موقع خامنئي

الحقيقة الأخرى هي أنه في هذه الأزمات، على سبيل المثال، في أزمة مجموعة العمل المالي، تضرر موقع خامنئي بشدة وتآكل بحيث يحتجون عليه حتى عناصر في زمرته ويقولون لماذا لا يتحدث بصراحة. لماذا لا يبت الأمور؟ وقد وصل الأمر إلى درجة حيث يطرح مذيع التلفزيون للنظام نفس الكلام في البرنامج ويقول إنه إذا كان خامنئي يعارض مجموعة العمل المالي، فلماذا لا يعلن صراحة؟

من ناحية أخرى، فإن الأزمة ذهبت إلى العمق لدرجة أنه ليس خامنئي فحسب بل حتى خميني  أصبح موضع التشكيك بهما من قبل عناصر النظام ووكلائه!

من الهالة القدسية التي خلقوها لهذا الدجال المخادع، وإلى الإثارة العلنية لمجزرة عام 1988 وجرائم النظام في عقد الثمانينات، وإلى الفتنة في مكة، حتى الحرب الخيانية مع العراق …

وهذا يعني أن أسس النظام قد تعرضت للتهديد، وكسرت موجات الأزمات هذه القواعد.

 

ما سبب تصاعد الأزمات؟

والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا تصل الأزمات المتأصلة في هذا النظام إلى هذه النقطة؟ لأنه في المقام الأول، فإن مأزق النظام أمام مقاومة الشعب الإيراني هو السبب الرئيسي. النظام ليس لديه حل أمام جماهير الشعب الإيراني الذين انتفضوا ضد هذا النظام. كما نشهد الآن، فإن الإضرابات تتوحد، ونرى أن إضراب تجار السوق يلتحق بإضراب سائقي الشاحنات، وإضراب سائقي الشاحنات يلتحق بإضراب المعلمين، وإضراب هؤلاء يلتحق بإضراب العمال وطلاب المدارس والجامعات وتستمر هذه السلسلة.

ومن ناحية أخرى مع إزاحة سياسة الاسترضاء، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وعقب التشكيك فيها في أوروبا، فإن أرضية الابتزاز من قبل النظام الذي كان يعتمد ذلك في السابق لتخفيف أزماته، قد زالت.

في الأوقات السابقة، فيما يتعلق بمواجهة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، على سبيل المثال، تصنيف منظمة مجاهدي خلق على قائمة الإرهاب وتقييدها، كانت سياسة الاسترضاء تعمل لصالح النظام ولكن الآن هذه السياسة ليست عامل إغاثة للنظام وأصبح النظام محرومًا من فضلها. بل بالعكس جلس النظام في موضع  المتهم بالإرهاب أي المكان الحقيقي، وهذا عامل مهم في تفاقم أزمات النظام. خاصة عندما تحل سياسة الحسم محل سياسة الاسترضاء وتحل عقوبات حقيقية وجدية ضد الفدية، في حين أن العقوبات لم تبدأ بعد ، فنرى كيف تتقطع أنفاس النظام!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة