لم يكن من الممكن لكثير من العائلات شراء كيلو جرام واحد من الدجاج في مثل هذه الأيام من منتصف شهر أغسطس، وفي الأيام التي كان يعاني الكثيرون فيها من الفقر والجوع، كانت وسائل إعلام نظام الملالي تتحدث عن إتلاف 15 مليون بيضة في إيران، حيث ذكرت وسائل الإعلام الحكومية أنه تم إتلاف هذه الكمية من البيض الذي كان من المفترض أن يصبح دجاجًا بعد يومين، لضبط سوق الدجاج.
ويأتي هذا الجبروت في تجويع الشعب في حين أن سعر الكيلو جرام من الدجاج وصل إلى 20,000 تومان خلال الأسبوع الثالث من شهر أغسطس، ومن المحتمل أن يرتفع السعر أيضًا.
تلفزيون نظام الملالي – 11 أغسطس 2020
في ذلك الوقت، كان سعر الدجاج المدعوم 7 آلاف تومان، واليوم يباع الدجاج المدعوم بـ 18,000 – 19,000 تومان. ويبدو أن الهدف الرئيسي من رفع السعر إلى 18,000 تومان هو تثبيت الأسعار، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع. فهل استطاعت سياسة الدعم الحكومي أن تحقق الهدف الثاني المتمثل في دعم الفقراء الذين ازداد عددهم وازداد استهلاكهم، ويتلقى أصحاب الدخل المحدود إعانات متدنية.
صحيفة "رسالت" الحكومية – 19 أغسطس 2020
في تعليقه في صحيفة "رسالت" الحكومية، قال رئيس مجلس إدارة الشركة الأم المتخصصة في تطوير صناعة الدواجن: " لقد أفلس عدد كبير من المنتجين وواجهوا نقصًا في البضاعة المعروضة بسبب فرض سياسة فريق عمل ضبط السوق.
واذا لم يتم تعديل هذه السياسة وتصحيحها فسنواجه انفجارًا في أسعار الدجاج في الربع الأخير من عام 2020، حيث سيصل سعر الكيلوجرام من الدجاج إلى ما يتراوح بين 25,000 إلى 30,000 تومان".
صحيفة "ستاره صبح" الحكومية – 23 أغسطس 2020
في الوقت نفسه، أعلن مركز إحصاء نظام الملالي أن معدل التضخم وصل في عام 2019 إلى 41,2 في المائة، في حين أن زيادة الرواتب شهدت نموًا هذا العام يتراوح بين 15 إلى 20 في المائة فقط.
صحيفة "همدلي" الحكومية – 18 أغسطس 2020
كما أشارت صحيفة "همدلي" الحكومية إلى تقلص موائد سفرة المواطنين في العام الماضي بنسبة 4,5 في المائة، وأعلنت أن أسعار البيض ازدادت ارتفاعًا بنسبة 66 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
وبموجب اعتراف وسيلة نظام الملالي الإعلامية هذه، فإن 23 في المائة من الإيرانيين لا يتناولون اللحوم الحمراء على الإطلاق أو أنهم يتناولونها بضع مرات معدودة على الأصابع فقط على مدى العام، وأن موائد سفرة العمال تُفرّغ من المواد الغذائية الأساسية، وحتى من الأرز والبيض.
وكالة "انتخاب" الحكومية للأنباء – 25 أغسطس 2020
تفيد دراسة استقصائية حكومية أن 2,000,000 أسرة إيرانية لم تتناول اللحوم الحمراء العام الماضي.
والجدير بالذكر أنه إذا أصبحت الـ 15,000,000 بيضة التي أتلفها نظام الملالي في ظل هذه الظروف إلى دجاج، لكان قد تم إنتاج ما يقرب من 30,000,000 كيلوجرام من لحوم الدجاج، وبالتالي توفير كيلوغرامًا واحدًا من لحم الدجاج لكل فرد من الشرائح الأربعة الأكثر حرمانًا في المجتمع، إلا أن هذا النظام الفاشي لا يشغله سوى الربح على حساب الفقراء وملء حقائب أبناء السادة والملالي الفضفاضة.
وهذه هي الجريمة التي سيعاني نظام الملالي من عواقبها في القريب العاجل. كما حذر عالم اجتماع حكومي مسؤولي نظام الملالي من أن الاحتجاج على الفقر أشعل شرارة العديد من التطورات السياسية وحتى الثورات، حيث أن العديد من التطورات العالمية بدأت بالاحتجاج على الفقر وتحولت إلى مطالب أخرى أخطرها المطالب السياسية. لذا، من الضروري أن يعلم المسؤولون أن تأثير الفقر ليس بالشيء البسيط ولا يجب الاستهانة به.
