أخبار إيران

ملحمة صامتة – الشهيد منصور حاجيان

ملحمة صامتة

الملف
25/6/2011

بقلم: محسن حاجيان*

وسط ضجيج اعلامي مسيس هناک ملحمة صامتة تجري في مخيم أشرف (شمال شرقي بغداد) حيث يقيم نحو 3400 لاجئ إيراني من عناصر مجاهدي خلق في العراق الذين هربوا من بطش الملالي الحاکمين في إيران لمواصلة نضالهم هناک. ولا يمر يوما الا ويکشف العالم وجه جديد من انتهاکات ترتکبها حکومه المالکي. ومن أحد أبرز اوراق الانتهاکات السوداء هو مجزرة مخيم أشرف يوم 8 نيسان الماضي ما أدی إلی مقتل 36 من سکان المخيم واصابة أکثر من 300  منهم في حين يعاني المخيم من حصار جائر منذ أکثر من عامين ونصف العام، ومن أقبح وجوه هذا الحصار هو حصار طبي ومنع السکان من الوصول الی المستشفيات لتلقي العلاج بهدف اجبارهم لخنوع ورکوع أمام الملالي، الا ان قد اثبت للعالم بان سکان المخيم الذين يحملون راية قائدهم وسيدهم الامام الحسين عليه السلام راية  (هيهات منا الذلة) لن يتنازلوا من حقهم الشرعي للدفاع عن کرامة وحرية شعبهم.
أحد وجوه هذه الملحمة الصامتة هو تحمل جرحی مجزرة 8  نيسان الآلام والظلم الذي مورس عليهم. وبحسب الاطباء لو کانت تتم معالجة الجرحی عاجلاً فکان عدد الشهداء اقل بکثير من الـ36، احد الجرحی الذي استشهد بعد تحمله الالام لمدة شهرين، هو الشهيد منصور حاجيان (52 عاماً) الذي توفي عن 52 عاما وهو الشهيد الثاني في عائلته، بعد ان أعدم نظام الملالي الحاکم في ايران کان اخيه مسعود في عام 1981 في مدينة تبريز شمال غرب ايران بسبب مشارکته في تظاهرات سلمية هناک.
وقد اصيب منصور برصاصة في القفص الصدري اخترقت جسده ممزقة رئته لتخرج من ظهره مسببة نزيفا حادا، وتم نقله الی مستشفی يسمی بـ(العراق الجديد) سيء الصيت في المخيم والذي يعرف بـ«دار العتذيب»، ونظرا لعدم وجود اطباء متخصصين قام الممرضون بخياطة الجرح، الأمر الذي عرضه الی تداعيات صحية خطيرة ناجمة عن تقرح الجرح الذي تسببت به الرصاصة.
ولد منصور حاجيان عام 1960 في عائلة ذات دخل متوسط جنوبي طهران وانضم صفوف مجاهدي خلق بعد مشارکته في الانتفاضة الشعبية العارمة التي أدت إلی سقوط نظام الشاه عام 1979، ولجأ الی نضال سري بعد موجة الاعدامات قام بها خميني عام 1981 حتی عام 1985 عندما اعتقل ومضی عامين في سجن ايفين الرهيب حيث مورس عليه أبشع اساليب التعذيب ولکن لم يکشف أن أي من اسرار المنظمة. وفي عام 1987 عندما کان علی طريقه للخروج من البلاد اعتقل مرة ثانيه ودخل السجن لمدة أشهر قبل ان يهرب ليلتحق صفوف جيش التحرير الوطني الإيراني لمواصلة نضاله.  
وتوفي الشهيد منصور  يوم السبت 11 حزيران الجاري بسبب انعدام الامکانيات وعدم الاهتمام واللامبالاة المقصودة بسبب الضغوط التي مارستها لجنة اغلاق اشرف، الامر الذي يضاف ورق آخر في سجل حکومة المالکي الاسود.
ويذکر رفاق دربه في صفوف مجاهدي خلق منصور دائمًا بصفته مناضل مثابر وصميمي ومتواضع ونشيط الذي لا يعرف التعب وکان دائما ينشر اجواء المحبة والبهجة بين رفاقه الامر الذي جعله رمزًا للنشاط والحيوية بينهم.
ومن المع اوراق حياته هي وقوفه أمام قوات المالکي يوم 8 نيسان بصدره العارية وايديه الفارغة وتحمله آلام الجرح لمدة شهرين.
وبکل أسف تواصلت القيود اللا إنسانية علی أشرف مثلما کانت حيث يجعل الجرحی والمرضی عرضة لمزيد من احتمال فقدان حياتهم وذلک بسبب العراقيل المتعمدة التي وضعتها لجنة قمع أشرف المتواطئة والمعتدية علی حقوق الإنسان في المخيم وبمشارکة الحکومة العراقية وشخص المالکي وهم يتحملان کامل المسؤولية عن استشهاد منصور حاجيان والجرحی الآخرين ووفاة المرضی وأن حرمان الجرحی والمرضی من الوصول إلی الخدمات الطبية هو من الأمثلة البارزة لجريمة حرب والجريمة ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية ويجب محاکمة المسؤولين عنها ومعاقبتهم فورًا.
 
 
*شقيق الشهيد منصور حاجيان من سکان مخيم أشرف في العراق

زر الذهاب إلى الأعلى