الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممقاطعة شاملة رداً على هندسة خامنئي في الحملة الانتخابية

مقاطعة شاملة رداً على هندسة خامنئي في الحملة الانتخابية

0Shares

تقبّل خامنئي، المرشد الأعلى للنظام الإيراني، كل فضيحة ومذلة من أجل إخراج سفاح 1988 إبراهيم رئيسي من صندوق الاقتراع السحري الانتخابي ليضعه في رئاسة النظام مهما كلفه الثمن. ولهذه الغاية، منع المنافسين الذين يمكن أن يعطلوا هندسته مسبقًا، ولمّح شخصيًا لحسن خميني وظريف إلى عدم دخول الميدان. كما استبعد مرتين عبر مجلس صيانة الدستور علي لاريجاني، الذي كان ينفذ أوامره لمدة 30 عامًا.

 

الاهتزاز والتوتر في الحوزة الدينية وفي أركان النظام

تسبب إقصاء لاريجاني في توتر شديد واستياء في عناصر النظام؛ على سبيل المثال، في الحوزة الدينية في قم، وهي واحدة من معاقل نظام الملالي . على سبيل المثال، عندما سخر مهر علي زاده من إبراهيم رئيسي في المناظرة الأولى لكونه يحمل شهادة الفصل السادس الابتدائي وقال "الدراسة الحوزوية لا تكفي لإدارة البلاد".

مما يعني تقويض إرساء أسس حكومة الملالي وإنكار أهليتهم لسلطة إدارة البلاد؛ لكن لم يكن هناك رد فعل أو صوت من الحوزة الدينية في معارضة هذا البيان وتأييد رئيسي.

إن صمت الملالي ومراجع الدين في الحوزة، وهو علامة واضحة على غضبهم وعدم رضاهم عن خامنئي ومرشحه المفضل، أمر مفهوم.

أولاً، لأن إبراهيم رئيسي رجل أمي؛ ثانيًا، كان علي لاريجاني قد استقطب دعم عدد من سلطات قم للدخول إلى حلبة المنافسة، لكن خامنئي لم يسمح لهم بذلك واستبعد الرجل الذي خدمه على مدى 30 عامًا.

وعلى الرغم من حقيقة أنه وصف عن طريق الاحتيال إبعاده بالجفاء بحقه، لكنه أحكم استبعاده للمرة الثانية عبر مجلس صيانة الدستور.

ومع ذلك، فإن المرشد الأعلى للرد، من أجل إخفاء فضيحة مهزلته للانتخابات الرئاسية، سمح لعنصرين ضعيفين من عصابة المعارضة (همتي ومهر علي زاده) بلعب دور النعش في هذا العزاء المضحك.

ولكن من المدهش أن كراهية إبراهيم رئيسي عظيمة جدا، بحيث بات هذين العنصرين مصدر قلق لدى خامنئي والمنابر الدعائية له، وبعضهم يتحدث بقلق حول إمكانية خلق ثنائية الأقطاب بوجود همتي و رئيسي.

لأن كلاً من همتي ومهر علي زاده يحاولان جذب الانتباه بركوب موجة الكراهية الاجتماعية تجاه رئيسي، من خلال الإشارة بشكل مباشر وغير مباشر إلى السجلات الإجرامية لهذا الجلاد.

 

مركز الغضب الشعب والكراهية الاجتماعية  الشديدة

ينتهز المواطنون الغاضبون كل فرصة للتعبير عن كراهيتهم واشمئزازهم حيال خامنئي وجلاده، من إشعال النار في ملصقات ولافتات رئيسي الجلاد (لدرجة أنه اضطر إلى منع قوات النظام من تركيب مثل هذه الملصقات واللافتات) وإلى المشاركة في مسرحيات ما يسمي المنابر الحرة التي ينظمها الباسيج، للتعبير عن كراهيتهم حيال رئيسي وكذلك إطلاق الشتائم والإهانات العامة في الشوارع، وفي أماكن العمل، وفي الحافلات وسيارات الأجرة، إلخ.

يمكن رؤية الكراهية الاجتماعية غير العادية تجاه رئيسي، في التجمع الذي نظمه النظام بتكلفة كبيرة في  ملعب تختي بالأهواز، حيث تم نقل حشود قسرا من جميع أنحاء خوزستان ومن المحافظات المجاورة، بالحافلة، لكن أثناء كلمة رئيسي تعالت أصوات الحشود بالاحتجاج "لا يوجد ماء، ماء" وهكذا باتت كلمته مختلة.

نتيجة هذا الغضب والكراهية هي المقاطعة الشاملة للعرض الفاضح لانتخابات خامنئي المهندسة، والتي يمكن رؤيتها بوضوح في انعكاس شكاوى والتماسات أئمة الجمعة  التابعين لخامنئي في جميع أنحاء البلاد.

إن مصدر هذا الغضب العارم وهذه الكراهية والاحتجاج على الصعيد الوطني الذي يظهر في كل مكان وفي كل حالة وفرصة، حتى في العروض الحكومية، هو الدور الذي لعبه رئيسي في مجزرة عام 1988.

على الرغم من أنه يتجنب الظهور في أي مجتمع يعرضه للغضب العام وحتى الاستجواب من قبل الصحفيين الحكوميين، لكنه لا هو ولا سيده خامنئي ولا أي من مرتكبي مجزرة 1988 ومجزرة نوفمبر 2019 والإعدامات اليومية يمكن أن يفلتوا من المسائلة لكون جرائمهم باتت محفورة في ضمير الشعب الايراني.

لذلك لا يمكنهم الإفلات من العقاب عن جرائمهم. وسيشتعل هذا الغضب والكراهية أكثر حين يتولى هذا الجلاد رئاسة النظام، وستحرق نيران هذا الغضب نظام الجهل والجريمة برمته.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة