الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتمفاسد إقتصادية أم فساد في کل مکان؟

مفاسد إقتصادية أم فساد في کل مکان؟

0Shares

بقلم:حسيب الصالحي

 

رب ضارة نافعة، هذا المثل ينطبق على الاوضاع الحالية في إيران إذ أن من حسنات العقوبات الامريکية الاخيرة التي صارت نافذة منذ السابع من الشهر الجاري، إنها کشفت درجة ومستوى الفساد الکبير المستشري في إيران منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولحد يومنا هذا والذي يعاني منه الشعب الايراني الامرين، خصوصا إذا ماعلمنا بأن أغلب المال العام الايراني إما ذهب لمخططات النظام ومشاريعه التسليحية الخاصة أو ذهب الى جيوب القادة والمسٶولين.

موافقة المرشد الاعلى للنظام الايراني على مقترح قدمه رئيس السلطة القضائية بشأن تشكيل محكمة خاصة بـ "المفاسد الاقتصادية"لا يمكن استئناف الأحكام الصادرة عنها، ماعدا أحکام الاعدام، لايرى فيه المراقبون السياسيون خطوة وإجراء فعال وانما هو خطوة لإرضاء الشارع الايراني أولا الى جانب إستخدامه کوسيلة لتصفية البعض ممن صاروا عبئا على النظام، لکن المشکلة تکمن في أن الشعب الايراني صار يعلم جيدا بأن الفساد منتشر في کل مفاصل النظام وليس في الجانب الاقتصادي بل وحتى إنه قد وصل الى بيت المرشد نفسه إذ أن الشعب يتساءل: من أين لأبن المرشد مجتبى ولأبنته سکينة کل تلك المبالغ الطائلة المودعة بأسمایهم في المصارف؟

غرق هذا النظام في الفساد من جراء جعل إيران کلها بمثابة بستان ينحصر الاستفادة الفعلية منه للقادة والمسٶولين الايرانيين والبطانات الفاسدة المحسوبة عليهم، وإن المعلومات التي أعلنتها وتعلنها المقاومة الايرانية بخصوص ذلك، والتي ثبت مصداقيتها من جانب مصادر من النظام نفسه، أکدت وبصورة عملية عدم جدارة هذا النظام بإدارة الاوضاع والامور في إيران، لأن الشعب يزداد فقرا وحرمانا مع مرور الزمان ولکن الحالة معاکسة تماما بالنسبة لإثراء قادة ومسٶولي النظام.

هذا الاجراء وغيره من الاجراءات"التمويهية" المخادعة الاخرى، لم تعد تنفع لکي تحجب الحقيقة عن الشعب الايراني خصوصا وإن مصادر المقاومة الايرانية وبشکل خاص، الشبکات الاجتماعية لمنظمة مجاهدي خلق، تعمل ليل نهار على کشف معلومات دقيقة وخطيرة عن ماقام ويقوم به هذا النظام من أجل مصالحه الخاصة وفي سبيل أن يستمر الشعب الايراني في معاناته وأن ينوء تحت ثقل أخطاءه الفظيعة، ولذلك فإن المرشد إذا ماأراد أن يقدم دليلا ناصعا وعمليا وصادقا على محاربة الفساد الاقتصادي وکشفه وفضحه فإن الواجب يحتم عليه أن يبدأ من نفسه ومن عائلته ويوضح سبب تکدس أکثر من 150 مليار دولار، ومن أين له ولعائلته هکذا مبلغ هائل؟!

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة