الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتمغبة المراهنة على طهران

مغبة المراهنة على طهران

0Shares

بقلم علاء کامل شبيب

 

مع إحتدام مساعي العديد من الاطراف والشخصيات السياسية العراقية الدائرة في فلك النظام الإيراني من أجل العمل على إخراج القوات الامريکية من العراق، وسيرها بإتجاه إصدار قرار من مجلس النواب العراقي يجعل من القضية أمرا واقعا، فإن واحدا من أهم المعاني التي يمکن أن يتمخض عنها صدور مثل هذا القرار، هو إن العراق قد راهن على النظام الايراني وصار أشبه مايکون بحزب الله اللبناني أو أحد الميليشيات التي أسسها الارهابي قاسم سليماني في العراق ذاته.

هذه المساعي المشبوهة من ألفها الى يائها، قد إشتدت وتضاعفت بصورة ملفتة للنظر بعد الزيارة غير العادية للرئيس الايراني للعراق والتي کانت لصالح النظام الايراني جملة وتفصيلا، ومن الواضح جدا إن واشنطن تراقب عن کثب هذه المساعي وهي تنتظر النتائج والتي ستساهم في بلورة موقف أمريکي قد لايتحمله العراق ولاسيما وإن الاوضاع هشة أو رخوة في أفضل الاحوال وقد تسوء کثيرا من جراء ذلك، والانکى من ذلك إن عبدالامير الدبي، النائب عن تحالف الفتح قد کشف عما أسماه بتهديدات أمريكية في حال صوت مجلس النواب على قانون اخراج القوات الأمريكية من البلاد، وهو فعلا کذلك خصوصا وإن الدبي قد بين بأن:” الولايات المتحدة الامريكية لوحت بالحصار وسحب الشركات العاملة في العراق ولوحت بمعاقبة الدولة التي تعمل في العراق، في حال اي قرار يصدر من مجلس النواب العراقي حول اجلاء القوات الامريكية”، وبطبيعة الحال فإن ماوضحه هذا النائب إن هي إلا إجراءات متوقعة غير أخرى غير متوقعة ستشمل إضافة الى الجوانب الاقتصادية، الجوانب السياسية والامنية في العراق، وستکون الاطراف التي ساهمت أو دفعت بهذا الاتجاه في أهداف أمريکية.

الحقيقة المهمة التي يجب أن يعرفها هٶلاء المتسابقون على إصدار هکذا قرار، إن صدوره يعني بأن العراق قد صار يقف مع النظام الايراني وعليه أن يتحمل تبعات وآثار ذلك، خصوصا وإن إحتمالات المواجهة الامريکية ـ الايرانية من الناحية العسکرية، واحدة من الخيارات المطروحة على بساط البحث، ولايستبعد حدوثها، وإن هٶلاء السائرون وراء النظام الايراني، عليهم أن يعلموا جيدا بأن العراق سوف يتحمل آثارا بالغة السلبية في حال وقوع هکذا مواجهة إذ من الطبيعي أن ينظر الى الميليشيات العراقية التي أسسها الحرس الثوري الايراني، على إنها أهداف عسکرية أمريکية لاتختلف بالمرة عن الاهداف العسکرية الايرانية، هذا الى جانب إن الاوضاع في إيران نفسها هشة أيضا وقابلة للإنفجار والتغيير، ولاسيما وإن الاحتجاجات الشعبية في إيران صارت تتخذ طابعا ثوريا بالتعرض للمراکز الامنية والدينية والتعبوية التابعة للنظام، والاهم من ذلك إن أصواتا في مراکز القرار الدولي بدأت تتزايد بشأن دعم نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل التغيير، فقد شهد إجتماع تم عقده في الکونغرس الامريکي في 15 من الشهر الجاري، حيث أعلن مسٶولون کبار في الکونغرس من مسٶولي اللجان العسکرية والمالية عن دعمهم الکامل لمطالب الشعب الايراني والمقاومة الايرانية، ولاندري هل إن هذه التطورات تهم اللاهثون خلف سراب النظام الايراني وتعني لهم شيئا؟!

كتابات

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة