الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممعنى وأهمية هلاك قاسم سليماني قائد قوة القدس الإرهابي

معنى وأهمية هلاك قاسم سليماني قائد قوة القدس الإرهابي

0Shares

في الساعات الأولى من يوم الجمعة الموافق 3 يناير 2020، تعرضت سيارتان تقلان الحرسي قاسم سليماني، قائد قوة القدس، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشبعي ومرافقيهما لهجوم جوي أمريكي بعد خروجهما من مطار بغداد، وأسفر الهجوم عن مقتل جميع ركاب السيارتين.   

وكان لمقتل قاسم سليماني دوي واسع النطاق في جميع أنحاء العالم، وانتاب نظام الملالي حالة من الرعب الشديد والنواح.

وفي أعقاب هذا الحادث، حضر خامنئي شخصيًا لأول مرة، اجتماع المجلس الأعلى للأمن في نظام الملالي وأعلن الحداد لمدة 3 أيام.

ووصف المجلس الأعلى للأمن في نظام الملالي مقتل قاسم سليماني بأنه "كارثة كبيرة للعالم الإسلامي".

ووصف المراقبون السياسيون مقتل قاسم سليماني بأنه نقطة فارقة في المعادلات الإقليمية وضربة مفصلية لنظام الملالي لا يمكن تلافيها.

دور قوات حرس نظام الملالي في الحفاظ على النظام

ولفهم دور ومكانة قاسم سليماني في نظام ولاية الفقيه، يجب أن نقف أولًا على دور ومكانة قوات حرس نظام الملالي بوصفها الذراع الرئيسي في القمع  وتصدير إرهاب الولي الفقيه.    

وتتمثل الفلسفة الوجودية لقوات حرس نظام الملالي في الترويج لولاية الفقيه ونشرها وتأثيرها في العالم الإسلامي من خلال القتل والاغتيال واحتجاز الرهائن.

كما أن لقبها الرسمي هو "قوات حرس نظام الملالي" بدون اسم إيران. وصرح زعماء النظام وقادة قوات حرس نظام الملالي عدة مرات بأن دور قوات حرس نظام الملالي  لا يقتصر على الحدود الجغرافية لإيران وأن دورها يمتد إلى جميع أنحاء العالم. 

وفي تنظيم قوات حرس نظام الملالي تم إسناد هذا الدور على وجه التحديد إلى قوة القدس الإرهابية التي تنفذ بشكل مؤسسي تدخل نظام الملالي في بلدان المنطقة من العراق حتى سوريا ومن اليمن حتى لبنان وحتى إلى البلدان الإفريقية.

وتولى الحرسي قاسم سليماني قيادة قوة القدس الإرهابية منذ عام 1998  وكان العامل الرئيسي في جميع مؤامرات الولي الفقيه في المنطقة.

ولكن دوره لم يقتصر على قيادة قوة القدس. بل إنه حسبما يقول مارك دوبوفيتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن، شغل في الوقت نفسه منصب رئيس أركان الجيش ورئيس جهاز الاستخبارات في نظام الملالي ومنصب وزير الخارجية، كما أنه كان المسؤول عن تعيين سفراء البلدان التابعة للنظام في المنطقة.    

وبعد مقتل قاسم سليماني، لقّبه عناصر ووسائل الإعلام في نظام الملالي بقلب وروح النظام وقوات حرس نظام الملالي، وغيرها من الألقاب.

  وهذه الألقاب ليست مبالغ فيها. حيث أنه كان رمزًا لكل ملامح سفك الدماء وبربرية وشراهة واعتداء قوات حرس نظام الملالي  بوصفها المؤسسة الرئيسية لتصدير إرهاب خامنئي.

بالإضافة إلى ذلك، لعب قاسم سليماني، بصفته قائدًا لقوة القدس الإرهابية، دورًا رئيسيًا في اغتيال وقتل مجاهدي خلق ومقاتلي جيش التحرير في أشرف وليبرتي على مدى 13 عامًا.

كما أنه كان المخطط والموجه لمذابح 28 و 29 يوليو عام 2009، و 8 أبريل عام 2011، وبالتحديد مذبحة 52 عضوًا من مجاهدي خلق الأبطال في 1 سبتمبر عام 2013.

وبعد يومين من مذبحة أشرف في 1 سبتمبر عام 2013، حضر قاسم سليماني شخصيًا في مجلس الخبراء للنظام ليقدم تقريرًا عن هذه الجريمة المروعة بعنوان "عملية أكثر أهمية من عملية مرصاد".

بالإضافة إلى كل ذلك، حاول نظام الملالي باستثمارات ضخمة في الدعاية، أن يضع قاسم سليماني كمفكر عسكري في المنطقة.

ويعتقد البعض أن دعاية خامنئي كانت ترمي إلى أن يحل سليماني محل روحاني في انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة. 

ونتيجة لمقتل قاسم سليماني، فقد نظام الملالي قلبه وعقله ومؤشره، وانهار العمق الاستراتيجي لخامنئي في العراق، وضعفت مكانة قوات حرس نظام الملالي نوعيًا. ونتيجة لذلك، لن تكن قوات حرس نظام الملالي كما كانت عليه في الماضي.

  كما أن نظام الملالي  لن يكون كسابق عهده نتيجة لضعف قوات حرس نظام الملالي وقوة القدس نوعيًا،  وسيكون أكثر عجزًا وهشاشة بشكل لا رجعة فيه في مواجهة أمواج الانتفاضة المندلعة الآن في كل من إيران والعراق ولبنان. 

ومما لاشك فيه أن هذه الحقيقة ليست خافية عن أعين الشعب الإيراني وشعوب المنطقة. كما أن أهالي بغداد لم يتوانوا في التدفق إلى الشوارع في منتصف الليل بعد مقتل قاسم سليماني واحتفلوا بالتهليل والرقص بمقتل هذين الجلادين اللذين كانا رمزًا لسيطرة نظام الملالي على وطنهم.

ولم يكن الاحتفال بالتهليل والرقص مقتصرًا على العراق، بل إن الشعب السوري أيضًا احتفل وقام بتوزيع الحلوى.

وفي إيران أيضًا احتفل الناس بعيدًا عن أعين قوات حرس نظام الملالي، على الرغم من الكبت المطلق وقاموا بتوزيع الحلوى وتبادلوا التهاني فيما بينهم.

لأنهم كانوا يعلمون جيدًا أن مقتل قاسم سليماني لم يكن مجرد زوال جلاد من على ظهر الأرض ، بل كان أيضًا مؤشرًا على انهيار هيمنة قوات حرس نظام الملالي  بوصفها حارس نظام ولاية الفقيه.

وهذا التطور في الأحداث جعل اقتراب احتمال الإطاحة الحتمية بنظام ولاية الفقيه أكثر وضوحًا.   

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة