الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمعنى عشرة أيام هزت إيران

معنى عشرة أيام هزت إيران

0Shares

أحدثت الفترة من 13 يوليو إلى 26 يوليو 2021 مرحلة أخرى من تعميق الاصطفاف واتساع جبهة المقاومة والاحتجاج ضد دكتاتورية ولاية الفقيه في إيران على مستوى البلاد كلها.

دخلت البلاد مرحلة أخرى إرتفع فيها سقف مطالب الشعب الإيراني ضد نظام الملالي، هذه المرحلة التي اندمجت فيها المطالب النقابية مع المطالب السياسية، واتضح بأن الخبز والماء والمعيشة قد تحولوا إلى وحش في حياة الناس وقد كانت لهذا علاقة مباشرة بسياسة حفظ النظام وإدارته من قبل عملاء النظام.

لتظهر مرحلة أخرى على السطح مبينة أن الصراع الرئيسي بين المجتمع الإيراني وسلامة نظام ولاية الفقيه قد بلغت حدها، وتبين أن الخلاف الأساسي للشعب مع هذه السلطة هي السلطة نفسها بأجهزتها ذات القدرة والخبرة الواسعة والطويلة في القمع والسرقة.

لقد أنشأت كل هذه المراحل التي انتقلت من بدء التظاهرات الاحتجاجية في خوزستان إلى امتدادها إلى لرستان وطهران وتبريز وكرج ومدن أخرى  نضجا سياسيا ضد الدكتاتور في إيران برزت سماته وخواصه بعد التعيينات الحكومية، وقد أرسل ذلك رسالة معبرة عن إصرار الشعب الإيراني على مقاطعة ورفض بيت خامنئي.

 

    كانت مضامين رسائل أهل خوزستان الفردية أو الجماعية إلى الشعب الإيراني والتي أكدوا من خلالها أن الخلاف الأساسي ألا وهو الحكم الديني مظهرة لعلامات هذا النضج والتضامن ضد نظام الملالي، وقد أرسل المئات من سكان خوزستان رسائل في مقاطع فيديو قصيرة الى جميع أنحاء إيران مفادها أنه على الرغم من أن المشكلة اليومية هي المياه إلا أن المياه ليست هي المشكلة الرئيسية، فمركز الفكر التابع لنظام الملالي  هو المشكلة الرئيسية وهو المصدر الرئيسي للأزمات، ولقد أوضحوا لمخاطبيهم ليس مطلوبا منكم أن ترسلوا الماء إلينا بل أن تصمموا على قطع أيدي الملالي وأذرعهم القمعية عن خوزستان وإيران.

كان تضامن المدن الأخرى المتفجر مع خوزستان حركة يقظة ضد تمركز قوات خامنئي القمعية الإجرامية في خوزستان، واجه القمعيون ومراكز فكر دكتاوتورية الملالي تقلبات المدن، وقد شُلت رؤوسهم وافكارهم ولم يتمكنوا من التركيز بشكل كامل على أي مدينة، ولقد استمد  الشعب الإيراني وقادة الانتفاضات العبر في انتفاضتي يوليو وآب 2021 من تجارب الانتفاضات السابقة.

كان التضامن الوطني مع خوزستان ومدن الانتفاضة أعلى بكثير في الشبكات الافتراضية منه في الانتفاضات السابقة، فقد كان الإيرانيون الغيارى على شبكات التواصل الاجتماعي في حالة حرب مستمرة ضد عملاء ولاية الفقيه الدكتاتوريين، وكان كل منهم قد تعهد مازما نفسه بعدم التخلي عن المنتفضين.

  ماأعظم هذا التضامن وهذه الوحدة التي تشكلت في جبهة الشعب الإيراني من الجنوب إلى الشمال ومن الغرب إلى الشرق وتسببت في اضطراب ومعاناة وتحد وازدواجية داخل ديكتاتورية ولاية الفيه، فهذه هي المرة الأولى التي تُسمع فيها أصوات من داخل النظام تشكك في السياسة والإدارة البالغة من العمر 42 عاما من خميني إلى خامنئي  وكتبت وسائل الإعلام الحكومية مرارا وتكرارا عن "أخطاء باهظة الثمن" في إدارة المياه في خوزستان، لكنهم كالعادة لم يقتربوا من العنوان الرئيسي للازمات وهو بيت خامنئي والحرس، لكن أهالي خوزستان وجميع الشعب الايراني في كل أنحاء إيران وضعوا كل العناوين أمام أعين العالم، كما عكست التغطية الإعلامية الدولية للانتفاضات نفس العناوين.

وهكذا تعمقت انتفاضات يوليو 2021 ، وخلقت مرحلة أخرى من الإنقسام داخل نظام الملالي.

 

  هناك نقطة تستحق الاهتمام وهي واحدة من العلامات الواضحة بعد مشروع التعيينات ومنها إرسال مبعوث خامنئي للسلام  الحرسي سلامي إلى خوزستان للتحقق فيما إذا كانت هناك المشكلة، ومنذ متى والعالم يرسل عسكريين معينين للتعامل المعين مع مشكلة نقابية واجتماعية أو حتى سياسية حين تكون هناك حكومات ووزراء؟ وعلى هذا النحو أيضا لم يعترف خامنئي بالحكومة الحالية، وفي مواجهة الحجم التقدمي للانتفاضة لم يكن أمامه خيار سوى القمع وإرسال جلاديه، وتحدث عن أن كل رأس ماله وممتلكاته ملك للحرس، و هذا يكفي؛ وبغض النظر عن هذا فإن النظام ليس لديه ظهر ولا قاعدة اجتماعية ولا يمكنه حتى الاعتماد على الشرطة والجيش، ولا يثق في أي من خدم نظامه الديكتاتوري.

سرعان ما تحولت هذه الأيام العشرة إلى هزة سياسية في أرض إيران، وأصبحت العديد من الحدود واضحة، كما اتضح أن إيران ليس لديها سوى أزمة واحدة وهي حكم ولاية الفقيه، وكفى، وقد اتضح أن هناك مطلبا آخر لهذا النظام يريد الانتباه إليه، وهو قدرته على قصف الماء بالهاون، وأن اللعب على الأرض هي اللعبة المفضلة للديكتاتور.

 لقد أصبح معلوما لدينا أنه يجب التأكد من "الظروف الموضوعية" للانتفاضة والثورة في إيران واعتبارها أساسا للاعتراف بالوضع الحالي للمجتمع الإيراني، كما هو واضحا أيضا أن تحقيق "الظروف العقلية" فقط أي القيادة والتنظيم أمرا هاما ويجب أن يكون قاعدة ارتكازية للنضال حتى الإطاحة بالنظام.

ذات صلة:

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة