الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمريم رجوي: اتباع نهج الإمام الحسين ضرورة النضال من أجل إسقاط نظام...

مريم رجوي: اتباع نهج الإمام الحسين ضرورة النضال من أجل إسقاط نظام ولاية الفقيه

0Shares

 

جوانب من كلمة مريم رجوي في مراسيم إحياء ذكرى عاشوراء الحسين في أشرف3 عام 2019

اتباع نهج الإمام الحسين ضرورة النضال من أجل إسقاط نظام ولاية الفقيه

 

 

السلام على الحسين، سيدنا وأبا الشهداء،

فلذة كبد النبي، وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء،

السلام عليك يا أعظم ثائر في التاريخ، يا روح الانتفاضة والعصيان في كل زمان،

السلام عليك يا قائدنا التاريخي، يا مصدر إلهامنا للمقاومة وللتضحية بالغالي والنفيس

يا دليل المضطهدين وحافزهم على دكّ قصر الاستبداد والمتاجرة بالدين

لقد أرسيت أساس قضيتنا للحرية الحمراء، وجعلت جوهر إستراتيجيتنا يتمثل في العطاء من دون مقابل صابرًا محتسبًا، ورسمت الصدق والتضحية مسلكنا ومنهجنا.

إن سجل مجاهدي خلق منذ يوم استشهاد مؤسسيهم حتى يوم مذبحة سجناءنا وحتى أعلى المستويات من الصمود المضرج بالدماء في أشرف وليبرتي، جميعها ينابيع انبثقت من عاشوراء الحسين.

هذا هو الدم الجاري لعصرنا الذي يدكّ القصر العنكبوتي لولاية الفقيه بموجات عاتية.

السلام عليك يا حسين، فليسقط مبدأ ولاية الفقيه.

 

لماذا بقيت حادثة عاشوراء خالدة في التاريخ؟

تعلمون أن الإمام الحسين منذ أن غادر المدينة المنورة لإنجاز مهمته العظيمة، ولم يكمل مناسك الحج في مكة المكرّمة واتجه إلى العراق، وفي اليوم الذي خاض فيه معركته المجيدة في كربلاء، خلق مصير القيم الأبدية في أهم منعطفات هذه الرحلة، بكلماته أو بإطفاء الأنوار لتطهير صفوف محاربيه، أو رفضه لنصيحة المتقاعسين المتخاذلين، أو بالتضحية بكل الوجود والأسرة والعشيرة.

وهكذا خلقت قيم وتقاليد التحرير في النهضة الحسينية:

التضحية دون مقابل، والمقاومة مهما كلف الثمن، وترك الأسرة والمنزل لتحقيق الهدف المنشود، والإيمان بالعقيدة والجهاد في الحياة، والتضحية في طريق الإيمان والقضية السامية، وعدم الحرص على الإنجازات والامتيازات النقدية الفعلية، ونقاء وطهارة الصفوف، والوفاء بالقسم والعهد، وقيادة وطليعة المرأة الثورية المؤمنة، وعدم الاستسلام، وهيهات منّا الذلّة.

هذه هي الفوانيس التي تضيء طريق الإنسان للخروج.

نعم، هيهات منّا الذلّة، والموت أولى من ركوب العار…

هذا هو النداء الدائم الموجه للإنسان بأنك لست عنصرًا منهزمًا مغلوبًا، بل لديك القدرة على التغلب على التوازن غير المتكافئ.

أيها الإنسان، عندما كان كل شيء قاتم، وفي أصعب الظروف، فإن ضوء الأمل والمستقبل يكمن في قوة إرادتك الخارقة. الواقع ليس ما يُرى سطحيًا وظاهريًا، فالواقع يتجاوز ذلك، ويترجم في اليقين بحتمية التحرير والانتصار.

يقول الإمام الحسين: كلّ حيّ سالك سبيلي. طريق التطور والتحرر. وهذا المسار والخريطة هو مسار أولئك الذين لا يستسلمون لمشاكل الزمن والالتزامات التي تقود إلى العبودية، ولا يقبلون ما يملي عليهم المناخ والبيئة السياسية والاجتماعية. بل إنهم ينتفضون ويقاتلون ولايستسلمون، وانما يستبسلون.

الأحياء الحقيقيون هم أولئك الذين يستجيبون لله ولرسوله. ويقول القرآن الكريم: 

ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

يدعوكم إلى الانتفاضة 

وكسر القيود،

وتحطيم الأصنام،

ودك قلعة الاستبداد وحاكمها المتفرّد،

هذه هي رواية رائد الحرية. هذا ما وضعته ملحمة عاشوراء مخرجًا للعالم الإنساني: حياة طيبة، وحياة حقيقية وحياة خالية من جميع الإكراهات والعبودية.

وهي الجوهرة المضيئة للانتفاضة الحسينية وفلسفتها في التضحية المطلقة.

 

عاشوراء انتفاضة ضد الرؤية السلبية للإنسان وعدم تحمله للمسؤولية

أليس من قدر الإنسان أن يجب عليه إخراج نفسه من مجموعة الآلام والمعاناة التي يعاني منها؟ ألم يصفه الله بأنه خليفة الله في الأرض؟ إذن، ما هو الداعي للقصور والاحساس بالذنب وعدم القدرة؟

دعونا الآن أن ننظر من هذا المنطلق إلى المسار الذي انتهجته مجاهدي خلق  لاسيما في الـ 40 عامًا الماضية. أنتم تعلمون أن مجاهدي خلق استمدوا إلهامهم من عاشوراء الحسين في أهم المنعطفات.

لقد نشأ جيلنا من منطق عاشوراء. وهذا يعني الاستعداد للتضحية المطلقة وكذلك عدم النظر إلى الإنجازات السريعة.

لهذا السبب، استطاع مجاهدو خلق  أن يخلقوا بأنفسهم بعض المصائر التي عززت وقادت المقاومة والثورة في  المنعطفات المعقدّة الحاسمة المصيرية، بدلاً من أن يخضعوا لمصير رسمه لهم العدو.

منذ انتفاضة 20 يونيو حتى توجه مجاهدي خلق  إلى العراق وإنشاء جيش التحرير، ومنذ الهجوم الهائل في عملية الضياء الخالد، والصمود الرائع طوال 14 عامًا في مخيمي أشرف وليبرتي، في كل هذه المحطات هناك جوهر ورسالة موحدة سائدة فيها.

إن أشرف وصموده  الباهر، يعني من الناحية السياسية والمثالية أن مجاهدي خلق جعلوا من أشرف قاعدة للحرية ونموذجًا للنضال والمقاومة بدلاً من الخنوع لظروف قاسية من الحصار اللاإنساني من قبل النظامين الإجراميين.  إن أشرف الأسير والمحاصر أصبح مدرسة لحرية شعوب الشرق الأوسط وجعل الملالي ترتعد فرائصهم من الخوف على مدى عقد من الزمن.

واليوم أشرف الثالث المتكاثر لا يزال يرعب الملالي وقتلة مجاهدي خلق.

لخّص الإمام الحسين، الرسول الخالد للحرية، الحياة البشرية، في كلمتين: العقيدة والجهاد.

ولو شطبنا هاتين الكلمتين من التاريخ الإيراني المعاصر،  ماذا سيبقى؟

في الحقيقة، ما الذي ومن الذي أوصل الفاشية الحاكمة في إيران إلى ما هي عليه اليوم بوصفها الوحش الأكثر رعبًا في التاريخ الإيراني؟ هل كان كل هذا ممكنًا دون بحر من المعاناة والدماء ودون نضال وجهاد؟

ماذا عن المستقبل؟ هل إيران ستتحرر بدون طموحات ونضال وجهاد ومساعي؟ في الحقيقة، هل يشعر الشعب بالبهجة؟ هل ستُعمر إيران؟ لا وألف لا.

الدرس الدائم لجميع الأجيال

في الأيام والأسابيع التي سبقت يوم عاشوراء، كان الإمام الحسين أثناء رحلته من مكة إلى كربلاء، وفي كل محطة استراحة، يشرح الأهداف ونهاية المشوار. وكان دائمًا يحذّر رفاقه من أن هذا هو طريق لاعودة له. وكانت كلماته تُطهر صفوف المحاربين من المضاربين والانتهازيين والضعفاء في كل محطة استراحة يقفون فيها. وعلى العكس من ذلك، كانت الإرادة تصقل أصحاب الإيمان والقضية.   

على طول الطريق، كان يقيم الحجة مع الأصدقاء والأصحاب، قائلاً:  من يريد أن ينصرف إلى شؤونه فليذهب. في الليلة الأخيرة، وجه كلامه لجميع مجاهديه ومحاربيه،  قائلًا: اتركوني وشأني مع العدو.

يثبّت التاريخ استجابة المجاهدين الحسينيين لهذا الاختبار بوصفه درسا دائما لجميع الأجيال. المجاهدون الذين ينادون: كيف لنا أن نتركك وحيدًا محاصرًا  بين كل هؤلاء الأعداء؟ لا، لن نتركك وحيدًا على الإطلاق. والله سنحارب معك حتى لو لم يكن لدينا أي أسلحة، وسنموت معك.

وحقا، كانت صفوفهم مثل «بنيان مرصوص» وكانوا موحدين قلبا وقالبا.

إن رسالة عاشوراء ودوافعها ونظريتها هي الضياء الحسيني الخالد، بمعني أن منطق التضحية القصوى والحرب بكل قوة ستكون مصباح الهدى للمجاهدين في مواجهة خميني عدو الإنسانية. هذا هو الدافع للصمود والمحرك للمرور عبر المهالك والعوائق السياسية الكبرى .

 

ماذا يقول الإمام الحسين اليوم عن إيران المصابة بالملالي؟

وجه الإمام الحسين، في واحدة من أشهر خطبه في منى، كلمة مخاطباً المثقفين والشخصيات البارزة في ذلك العصر لدعوتهم إلى الوفاء بمسؤولياتهم، واصفًا الظروف العامة للمجتمع حينذاك، قائلًا:

«ترون عهود الله منقوضة فلا تقرعون، وأنتم لبعض ذمم آبائكم تقرعون وذمة رسول الله محقورة، والعمي والبكم والزمن في المداين مهملة لا ترحمون…ولكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم، وأسلمتم أمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات، …، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبد مقهور وبين مستضعف على معيشته مغلوب، …، في كل بلد منهم على منبره خطيب يصقع، فالأرض لهم شاغرة وأيديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس، فمن بين جبار عنيد، وذي سطوة على الضعفة شديد، مطاع لا يعرف المبدئ والمعيد». (من خطبة الإمام الحسين في منى)

الكوارث و الأنقاض الاجتماعية التي أدت إلى غضب الإمام الحسين هي نتائج حكم نظام مناهض للشعب وفاسد.

في الحقيقة، ماذا يقول الإمام حسين اليوم عن إيران المصابة بالملالي والمنكوبة بخميني؟

وماذا عن الدمار الذي ارتكبه الملالي وجرائمهم التي عرضت إيران للخراب والعجز؟

ماذا يقول الإمام الحسين عن الغالبية العظمى من الشعب الأسير في دوامة الفقر والحرمان في القرى والمدن ؟

ماذا يقول عن الجياع

وعن العمال والكادحين الذين لم يتقاضوا أجورهم

وعن أولئك الذين يبيعون العيون والكلى

 وعن السجينات والأحكام القاسية

وعن السجناء من العمال والمعلمين

وعن الترهيب والقمع البربري

وعن ضحايا الزلازل والفيضانات والمشردين ومن لا مأوى لهم

وعن الأطفال العاملين

وعن ساكني القبور والمشرّدين

وعن العتّالين

وعن نهب الأصول والموارد والطبيعة والبيئة لشعب أسير.

الإمام الحسين سفينة النجاة لأتباعه ولهذا الشعب المضطهد. واستئصال شأفة التطرف والدجل والمتاجرة بالدين. والنضال من أجل إسقاط نظام ولاية الفقيه.

نحن نتعهد بتحقيق طموحاته وهي الحرية والتحرير ورفض الاستبداد والقمع والاستغلال ونجعل ذلك دليل عملنا.

نتعهد بمواصلة طريق التحرير الذي رفعت رايته زينب الكبرى حتى النهاية.

اللهم، اجعلنا نستحق طريق الحسين والضياء الخالد ليوم عاشوراء وبارك لنا فيه، واجعلنا أكثر تمسكًا بهذه العهود. 

فليسقط مبدأ ولاية الفقيه

السلام على الحسين، رسول الحرية الابدية

السلام على  زينب  الكبرى

السلام على المجاهدين الذين سقطوا على فناء الحسين.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة