السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتمراوغات واحتيالات النظام الإيراني لمواجهة البديل الديمقراطي

مراوغات واحتيالات النظام الإيراني لمواجهة البديل الديمقراطي

0Shares

أصبح في هذه الأيام إسقاط دكتاتورية الملالي يظهر في الآفاق حيث يزداد الخوف لدى المسؤولين الحكوميين تجاه بروز دور مجاهدي خلق ومعاقل الانتفاضة في تنظيم الانتفاضات والاحتجاجات يوما بعد يوم. كما ظهرت حالات الاحتيال والمراوغة للنظام الإيراني لمواجهة البديل الديمقراطي خاصة بعد العقد الناجح للمؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في باريس أكثر من أي وقت مضى.

إصلاحيون مزيفون والخوف تجاه انتشار قضية الإسقاط

لا يقتصر الخوف تجاه الاحتجاجات وانتهاؤه إلى الإطاحة بدكتاتورية الملالي في نهاية المطاف على الزمرة الحاكمة بحيث أن الإصلاحيين يرون أن أطماعهم وطموحاتهم ذهبت أدراج الرياح وهم لا يخافون أن يعلنوا أن عدوهم لم يعد يعتبر الحكم وإنما الباحثين عن الإسقاط.

وفي هذا المجال أكد سعيد حجاريان المنظر الرئيسي للإصلاحيين في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء إيسنا الحكومية في 3تموز/ يوليو 2018 يقول:

«من الممكن أن يرفض المواطنون الإصلاحيين جملة وتفصيلا … يجب أن نبحث عن معنى وسلوك حديثين وجديدين ينسجمان مع هذه الفترة المضطربة والمتحولة للإصلاحية … وللأسف يجب القول إن سرعة الأحداث عالية وفرصة الإصلاحيين قليلة. والآن كما نلاحظه ليس الجناح اليميني منافسا للإصلاحات وإنما الباحثين عن الإسقاط …».

حالات المراوغة والاحتيال للنظام الإيراني لمواجهة البديل الديمقراطي

من خلال قراءة حالات للاتفاق والترابط بين زمر الحكم بشأن ارتباط مجاهدي خلق بالمدن المنتفضة ينبغي الآن أن نلقي نظرة على حالات الاحتيال والمراوغة من قبل النظام مما يشكل محاولة رغم أنها يائسة ولكنها تهدف إلى إنقاذ الاستبداد الديني من السقوط الحتمي الذي لا مناص منه وذلك على أيدي الشعب ومعاقل الانتقاضة. وهي ليست إلا حالات الاحتيال والأكاذيب التي يطلقها هذا النظام ووزارة المخابرات التابعة له وهي سوف تتواصل حتى يوم الإسقاط من دون شك. والآن نتعرف على بعض من هذه الحالات:

ـ تخويف المواطنين من البديل الديمقراطي والبديل الحقيقي الوحيد لهذا النظام على لسان نجل الشاه من خلال دعاية «نفضل نظام الملالي أكيدا» وتهدئة عناصر قوات الحرس وعناصر الباسيج التابعة للنظام والمحاولة من أجل اجتذابهم.

ـ الإيحاء بأن مجاهدي خلق لا قاعدة شعبية لهم بين المواطنين في إيران أو أنهم في صدد إشاعة العنف.

ـ تخويف المواطنين من الحرب الخارجية وإثارة ظن أنه في حالة إسقاط هذا النظام، سوف تواجه إيران مصيرا على غرار ليبيا مستنتجين أنه ومن أجل أن لا يطغى الاضطراب والفوضى والمجاعة على البلاد ينبغي الرضوخ لهذه الظروف والتعامل معها مهما كلف الثمن.

ـ اختلاق بدلاء وعرض منتجات منوعة وملونة من أجل إخفاء دور البديل الديمقراطي للنظام. وإذا ما كان حتى الأمس التظاهر بالمعارضة أسلوبا سائدا حيث كان «القائد المعظم!» على رأس المتظاهرين بالمعارضة، فالآن التظاهر بالكون بديلا للنظام أصبح صيغة سائدة!

ـ تضخيم وهم يقضي بالتغيير من داخل النظام مما يعتبر تذرعا جديدا من قبل ما يسمى بالإصلاحيين للحفاظ على النظام. وعندما يلاحظ هؤلاء أن الانتفاضة الجماهيرية العارمة والشاملة تخطتهم ونظامهم، فيضطرون إلى نشر هذه الأوهام لينقذ النظام من السخط الشعبي معتمدين عليها وعارضين حلولا سلمية. وكان أحد هذه الإجراءات وذلك خوفا من تقدم الحل الثوري والإطاحة بهذا النظام برمته هو التذرع بالأكذوبة المتهرئة التي كانت قد طرحت في وقت سابق من قبل تابعي «عدم دفع الثمن» تحت عنوان تطبيق الدستور دون التنازل مشيعين وهما قاضيا بأن هناك مجالا للإصلاح في دستور ولاية الفقيه.

مقترح أبوالفضل قدياني

ومن بين هذه التذرعات المقترحة طرح أبوالفضل قدياني في 8تموز/ يوليو 2018: «يكمن طرق الإنقاذ في إصلاح تركبية النظام الحاكم عبر وقوف وصمود الناشطين السياسيين والمواطنين ليرغم النظام في نهاية المطاف على الرضوخ لتطبيق الفصلين الثالث والخامس للدستور الحالي من أجل تمهيد الطريق لإصلاح التركيبة للدستور أي إزالة ولاية الفقيه وإقامة حكومة ديمقراطية دون أية بادئة أو لاحقة».

وكتب في جانب آخر من مقاله:

«في منعطف عجز الاستبداد، حان الوقت للناقدين والإصلاحيين والداعين إلى التحول ومن ينبض قلبه لأرض هذا الوطن أن يطالبوا وبصوت عال بعزل السيد خامنئي من مسند السلطة. ومن شأن الانفعال الحالي للناشطين السياسيين والمدنيين أن يأتي بعواقب مرة لنا».

ولا يعرف الكاتب أو لا يريد المعرفة أن هذا النظام قائم على ولاية الفقيه. وتعتبر ولاية الفقيه في النظام عمودا لخمية النظام، إذا ما أنزل العمود فتسقط الخيمة. وهل جلس خامنئي على مسند السلطة ومكانته الإلهية من خلال أصوات وموافقة الأمة الإيرانية حيث يمكن له الآن أن يسلم إمبراطوريته القائمة على الدماء والجنون مقابل «الناشطين السياسيين والمدنيين» في فجر الأحلام وبابتسامة الرضا مقدرا من يعزلونه من منصبه؟؟!!

وعندما يتعرض كاتب المقال أمام هذا السؤال الرئيسي لا يبقى له كلام ليذكره. لأنه أذعن نفسه أن الأمر لا يمرر من خلال «المطالبة والرجاء» وأن علي خامنئي «يضرب المطالبة والرجاء» عرض الحائط.

«ومن الممكن أن يؤكد البعض على أن هكذا ”إصلاح“ في ”إطار“ التركيبة القانونية الحالية لا يمكن من الأساس وذلك وراء الإصلاحية. وينبغي الإجابة على أن ما يحتاج إليه هذا البلد هو تغيير الشؤون وإصلاحها من خلال أساليب سلمية مهما كان اسم هذه المطالبة».

جهود يائسة يبذلها النظام الإيراني

أجل، عندما تهز انتفاضة المواطنين الإيرانيين أزقة وشوارع طهران وبقيه المدن الإيرانية ويلاحظ المواطنون أن هناك بديلا ثوريا وحيدا يمثل مطالبهم الداعية إلى إسقاط النظام وعندما يتزايد الإقبال الجماهيري العام بهذا البديل الوحيد لحكم الملالي يوما بعد يوم حيث تعلن هذه المطالب من قبل السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة بأعلى صورة في مؤتمر عام، فينبغي أن نتوقع ظهور الإصلاحيين المزيفين إلى الساحة بأكاذيب وتذرعات جديدة مطالبين بإزالة هذا النظام، غير أن الباب لا يعود يفتح على مصراعيه ويبين هذا المقترح نفسه مأزقا وعجزا طالا النظام الإيراني وزمره وجماعاته.

وفي الأيام الأخيرة من نظام الشاه كان الوضع بهذه الصورة حيث لم تكن سلسلة من أعضاء الكابينة بدءا من شريف إمامي حتى شابور بختيار قادرين على الحيلولة دون السقوط الحتمي لحكم الشاه. واليوم تشبه الحالة نفسها. الحل القاضي بتغيير النظام من داخله ليس إلا حلما وهميا بحيث أن المواطنين والشباب المنتفضين وبشعار «أيها الإصلاحي، أيها الأصولي انتهت لعبتكما» رفضوه رفضا تاما. ويقبل المواطنون تيارا يمثل المطالب الداعية إلى إسقاط النظام برمته. وسوف يقرر ويسطر مصير هذا النظام على سطح الشوراع الإيرانية المنتفضة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة