السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممحاولات روحاني لتبرير تناقض ثنائیة السلامة والموت خوفًا من العاصفة المحتملة

محاولات روحاني لتبرير تناقض ثنائیة السلامة والموت خوفًا من العاصفة المحتملة

0Shares

خلال مشارکته في اجتماع المجلس الوطني لمکافحة كورونا يوم الأحد 12 أبريل، حاول روحاني من جدید تقدیم صورة لمّاعة وزاهیة عن الوضع الکارثي الراهن في البلاد وإظهاره علی أنه طبیعي ومستقر وفي طریقه إلی التحسّن، معتمداً علی مجموعة من الأكاذيب المفضوحة وغیر المنطقیة، بغیة تبریر رفع الحجر الصحي الضبابي عن البلاد وإرسال ملایين المواطنین إلى مسلخ كورونا.

 

«وضعنا أفضل من أوروبا بمکافحة کورونا»!

 

وبوقاحة لا مثیل لها، ادّعى المعمّم روحاني أنّ بلاده في وضع أفضل من وضع العديد من البلدان الأوروبية علی صعید مکافحة فیروس کورونا. وبکثیر من الامتعاض والاستیاء من عملیات الإفشاء التي تقوم بها منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية.

 وقال:«عندما نقول أنّ وضعنا علی صعید كورونا أفضل مما هو عليه في أوروبا، فأنتم لا تعرفون ما تخلقه الأقمار الصناعية من أجواء»!

وأضاف مشیراً إلی أنّ الکثیرین -حتی من داخل النظام- یتحسّسون من الأکاذیب التي یطلقها هو وکبار قادة النظام:

«البعض لا يحب هذه المقارنة عندما نقول إنّ وضعنا أفضل مما هو عليه في أوروبا».

قد یتسائل البعض عن السبب الذي یدفع روحاني وخامنئي وبقیة قادة نظام الملالي إلی سلسلة أكاذيب سخفیة تضحك حتی أولئك المنتمین إلی النظام.

للإجابة یجب القول إنّ السبب الحقیقي یرجع إلی ماهیة نظام ولایة الفقیه في المقام الأول، حیث یقوم أساسه علی سلسلة أکاذیب لا متناهیة بدأها منذ اغتصب الحکم في إیران ولا یزال یواصل نسجها بغباء منقطع النظیر.

هذا بالإضافة إلی أنّ جمیع أفعاله وسیاساته وأیدیولوجیته ودعایته، تستند إلی الکذب والنفاق والدجل والشعوذة إلی درجة أنّ نفاذ قطرة واحدة من الصدق والحقیقة في جسد النظام من شأنها أن تکون بمثابة سم ناقع یفتك به فتکا.

وقد أکّد هذه الحقیقة قائد المقاومة الإیرانیة عندما خاطب المعمّم خاتمي عقب تقلّده منصب الرئاسة في إیران عام 1997 بدعوى الحرية والديمقراطية:

«إذا كنت صادقا، أدخل قطرة من الحرية والديمقراطية في نظام ولاية الفقيه لترى ماذا سیحلّ به».

وبالفعل كان عهد خاتمي عهد عمليات القتل والاغتيال المتسلسلة في الخارج واستمرار وتكثيف سياسات النظام الإجرامية والمعادية للوطن.

هذه القاعدة العامة حول ماهیة النظام تنطبق علی جمیع أفعاله وأقواله دون الاقتصار علی الأكاذيب الخارقة والمزاعم السخيفة لخامنئي وروحاني بشأن أزمة کورونا.

فهذا النظام الفاسد والإجرامي يدّعي أنه في طليعة جميع القيم الإنسانية والثورية في العالم، وأنه نموذج الأکمل للديمقراطية وحقوق الإنسان! ومثال یحتذی به في المعاملة الإنسانية السامیة للفقراء والسجناء والنساء والأقليات الدينية والعرقیة!

وبالتالي لا یمکن لهکذا نظام قائم من رأسه إلی ذیله علی الأکاذیب والحیل، أن یعدل بمقدار سنتيمتر واحد عن ادعاءاته وأکاذیبه الخرقاء، وأن یعترف مثلاً أن وضع بلاده مشابه لوضع أوروبا علی صعید أزمة كورونا باعتبارها حدیث الساعة.

لأنّ حینها سیتوجّب عليه الإجابة عن السؤال التالي: لماذا لم تتجاوز إحصائیة وفیات کورونا المعلنة من قبله 130 شخصاً فقط بینما أعلنت فرنسا مثلاً یوم الأحد عن وفاة 987 شخصاً جراء فیروس کورونا خلال الـ 24 ساعة الماضیة؟

والأهم من ذلك، لن یتمکّن  من الإجابة علی عشرات التناقضات الحادة منها: لماذا يلغي النظام الحجر الصحي الضبابي عن البلاد بينما یفرض الاتحاد الأوروبي بل العالم بأسره حجراً صحياً صارماً؟

 

التناقضات الحتمية المترتبة علی الکذب والتزوير

 

من الواضح أنّ الکذب وتزویر الحقائق یخلّفان تناقضات عدیدة، تماماً كما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في النظام یوم الأحد 12 أبریل عن عدد الحالات الحرجة البالغة 3930 حالة وفقاً لأحدث إحصائیة قدّمها.

اللافت بالأمر أنّ الحالات الحرجة عادة ما تکون حوالي 4000 في جمیع الإحصائیات الرسمیة المعلنة ولا یتمّ الإعلان عن مصيرها!

أي أنه في اليوم التالي تتراوح حصیلة الوفیات بین 120 إلی 130 شخصاً من جدید، وهذا يعني أن جميع تلك الحالات الحرجة تقریباً قد تماثلت للشفاء!

هذا وأن بعض عناصر النظام وعملائه ممن یشکّلون الطبقات الأدنی من هرم السلطة والذین ضاقوا ذرعاً من ضغوط المجتمع والشعب المتزایدة من ناحیة، وباتوا یشعرون بقلق کبیر علی حیاتهم وحیاة أسرهم من ناحیة أخری، أخذوا یسرّبون بعض الحقائق والمعلومات مما یفضح سیاسات النظام الإجرامیة أکثر وأکثر.

في هذا الصدد، حذّر "زالي"، رئيس المجلس الوطني لمکافحة كورونا في طهران، من عودة الناس إلى العمل قائلاً:

«لا یظهر انعكاس هذا التواجد (العودة إلی العمل) اليوم. بل إنّ إحصائيات المصابین لدینا ستظهر في غضون أسبوعين».

وفي إشارة إلى استنزاف طاقات الطواقم الطبية وإرهاقها الشديد واستشهاد العديد منها في الحرب ضد كورونا، مما خفض إلی حد کبیر قدرات الطواقم الطبیة للتصدّي إلی موجات المرض الجدیدة، قال "زالي" «أننا لم نصل بعد  إلی المنحدر المناسب والمرجو في طهران».

وحذّر خبير الأوبئة والأمراض المعدية "محبوب فر" قائلاً:

«خلال الأيام القليلة القادمة سيرتفع عدد الوفیات ویبلغ رقماً لا یمکن تصدیقه. حتی الآن تمّ التعرّف على 6 في المئة أو 10 في المئة فقط من الأعداد الحقیقیة للمصابین».

 

الخوف من العواصف الاجتماعية المرتقبة

 

فضلاً عن جائحة کورونا نفسها، تشعر بعض عناصر النظام بالقلق من عواقب کورونا والانفجار الاجتماعي والعاصفة التي ستعقب تسونامي الموت الناجم عن إلغاء الحجر الصحي الضبابي، محذّرةً من اندلاع انتفاضات واحتجاجات اجتماعية واسعة.

علی سبیل المثال حذّر "مرتضى مبلغ"، نائب وزير الشؤون السياسية والأمنية السابق بوزارة الداخلية، من أنه «لا ينبغي أن ننتظر الوضع ما بعد کورونا حتی تحدث مشاكل اجتماعية وأمنية،  لکنها من الممكن أن تحدث في الأوضاع الراهنة» (صحیفة آرمان الحکومیة، 12 أبریل 2020).

من جهته، حذر "مصطفى معين"، وزير الصحة والتعليم العالي السابق في النظام، من أن: «بغض النظر عن التیارات السياسية، هناك إمكانية لتكرار التوترات الاجتماعية أو السياسية المشابهة للعامين أو الثلاثة الأخيرة» (صحیفة ستاره صبح، 12 أبریل 2020).

الحقيقة أنّ نظام ولایة الفقیه المناهض للإنسانیة وللوطن يحاول اغتنام انتشار فیروس کورونا باعتباره فرصة ثمینة من شأنها أن تساهم في الحفاظ علی النظام وإبطاء وتیرة انهیاره.

لكنه في واقع الأمر یسرّع من عملیة سقوطه في کل یوم یمرّ، ویوّحد جيش الجياع والمحرومین ضد نفسه مثیراً برکان الغضب الشعبي أکثر من ذي قبل.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة